المحتوى الرئيسى

السراج: حربنا ضد عسكرة الدولة وعودة الحكم الشمولي

01/19 11:28

"نحن دائما دعاة سلام نسعى لحقن دماء الليبيين... هذا هو المنطلق والهدف الرئيسي الذي يحكمنا، ذهبنا به إلي موسكو قبل أيام قليلة، وها نحن اليوم في برلين." بهذه الكلمات بدأ رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج حديثه عن مؤتمر برلين.

السراج، ورغم تأكيده على أهمية المؤتمر كفرصة لتوحيد الموقف الدولي تجاه الأزمة الليبية نظرا لأن "الانقسام الدولي والتدخلات الخارجية السلبية هي التي ساهمت في تأجيج الأزمة" على حد وصفه، أبدى في الوقت نفسه الكثير من التشكك بشأن جدية والتزام موقف اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأي اتفاقيات أو تفاهمات قد يتم التوصل إليها في المستقبل.

وقال السراج في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قبل ساعات من انطلاق مؤتمر برلين "هناك ثلاثة مسارات حددها المؤتمر: سياسية، وعسكرية أمنية، واقتصادية، نأمل لها النجاح... إلا أن التجربة الطويلة تجعلنا نشك في نوايا وجدية والتزام الطرف الاخر، والذي ثبت للجميع أنه يسعى للسلطة بأي ثمن كان".

وأشار السراج في هذا الصدد إلى رفض خليفة حفتر التوقيع على المبادرة الروسية التركية قبل أيام، رغم علمه ببنودها قبل الذهاب إلى موسكو، موضحا "لا علم لنا بالحسابات السياسية التي دفعت خليفة حفتر لعدم التوقيع على المبادرة الروسية التركية... الكل يسألنا نحن عن السبب، ونحن نقول فليسأل الرجل نفسه، فهو استلم نص الاتفاق قبل موعد التوقيع بأسبوع، ودرسه وأعلن قبوله، ثم تراجع".

وفي معرض رده على سؤال عن خيارات حكومته حال عدم التوصل لأي اتفاق في مؤتمر برلين، وتجدد القتال داخل العاصمة، وهل سيتم الاعتماد على القوات التركية بدرجة كبيرة في هذا الأمر، قال السراج: "خيارنا الثابت هو السلام، ولكن إذا تواصل العدوان، سنستمر في الدفاع عن أنفسنا، وبقوة حتى دحره، فنحن لم نعتد على أحد، والدفاع حق مشروع لا جدال فيه، واعتمادنا الأساسي على أنفسنا، فمذكرة التفاهم الأمنية مع تركيا عمرها أيام فقط، وقبلها ومنذ أكثر من تسعة أشهر، ونحن نتصدى للعدوان باقتدار وأفشلنا مشروعه ومحاولاته لدخول طرابلس".

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

واستنكر السراج ما وصفه بحملة التشويه لشخصه ولحكومة الوفاق عبر ترويج اتهامات مثل السماح بانتهاك سيادة ليبيا وجلب التدخل العسكري الاجنبي لأراضيها، وتقديم التنازلات المختلفة والتي تشمل قواعد عسكرية تركية على الأراضي الليبية من أجل مساعدة الوفاق على البقاء والصمود أمام تقدم قوات حفتر بالعاصمة. وشدد رئيس حكومة الوفاق على أن "التشويه والتضليل هما نهج سياسي وإعلامي للطرف الآخر، الذي يتناسى أنه في عالم السماوات المفتوحة ينفضح كل ذلك بسهولة... وإذا كان هناك أحد انتهك السيادة الوطنية، فهو الطرف الاخر، فالطيران الذي يقصفنا طيران أجنبي واستعانته بمرتزقة موثقة أيضا، ونفوذ الدول الداعمة له موثق في تقرير لجنة الخبراء بالأمم المتحدة، وتأثيرها عليه واضح في كل خطوة يخطوها حتى في تردده وامتناعه عن التوقيع على وقف إطلاق النار رغم موافقته المسبقة عليه".

واتهم السراج دولا لم يسمها باستمرار الرهان على حفتر "رغم فشله في تحقيق أي أهداف للآن"، على حد وصفه. وألمح إلي أن ذلك كان السبب الرئيسي الذي دفعهم لطلب المساعدة العسكرية من تركيا، وقال " كنا نتوقع أن تدرك الدول الداعمة للعدوان بأن الرهان على المتمرد الذي أشعل الحرب هو رهان ثبت فشله، ولا طائل من ورائه سوى إطالة أمد الحرب... للأسف، حدث العكس، حيث زادت هذه الدول من وتيرة دعمها له بالمال والسلاح والمرتزقة، في خرق واضح لقرارات مجلس الأمن... مما دفعنا لدول صديقة لتزويدنا بأسلحة ندافع بها عن أنفسنا". وأضاف: "مذكرة التفاهم بيننا وبين تركيا تتيح حصولنا على دعم عسكري لمواجهة الطرف المعتدي الذي حصل، ويحصل، على دعم عسكري كبير من عدة دول، إضافة لاستعانته بمرتزقة روس، ومن السودان وتشاد، وهذا جميعه موثق".

ونفى السراج احتواء مذكرتي التفاهم اللتين وقعتهما حكومته مع الحكومة التركية على أي تنازلات، وتحديدا في ما يتعلق بالسيادة الوطنية أو تطرقها لأي توترات بين تركيا وأي دولة أخرى مثل مصر أو اليونان، مشددا بالقول: " نعمل بالضوء وليس لدينا ما نخفيه، ولم نقدم تنازلات لأحد، ولا توجد لدينا قواعد أجنبية، ولا نتدخل في العلاقات بين الدول". وأضاف: "هناك سوء فهم لمذكرتي التفاهم بيننا وبين تركيا... فالأولى حول تحديد الصلاحيات البحرية بين ليبيا وتركيا، وتستهدف حماية الحقوق البحرية للبلدين وفق القانون الدولي، وهي تحفظ سيادة ليبيا وتحمي ثرواتها، والمشاورات حولها بدأت منذ عام  2010 وهي تتوافق مع اتفاقيات أممية لقوانين البحار، وكل من يعترض عليها له حق اللجوء إلى القضاء الدولي...أما مذكرة التفاهم الأمنية، فنري أنه من حق تركيا وليبيا، كدولتين مستقلتين ومعترف بهما دولياً، وعضوين في الأمم المتحدة، عقد أي اتفاق تراه الدولتان مناسباً لمصلحتيهما".

وتابع السراج: "التعاون بين البلدين ليس جديدا أو طارئا، فالعلاقات بينهما تاريخية وقائمة منذ عقود وكان للشركات التركية دور مهم في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في ليبيا". ورفض السراج الاتهامات الموجهة لتركيا بنقل مرتزقة من فصائل المعارضة المسلحة السورية للأراضي الليبية لمساندة حكومته في الدفاع عن العاصمة، وأكد "لا يوجد مرتزقة بين قواتنا، وهذا الزعم يدخل في نطاق التضليل، ولا علاقة لنا بالتخمينات وموقف الطرف الآخر ...كما لا يوجد ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان معروضا ضمن المبادرة التركية الروسية إشارة لكون وجود تركيا كدولة مراقبة، لقد تضمن الأمر تشكيل لجنة عسكرية تقوم بتحديد خطوط التماس، ورفض حفتر تسمية ضباط من طرفه لعضوية هذه اللجنة، في حين قدمنا أسماء ثلاثة ضباط، وهذا يثبت حقيقة نوايانا ونوايا الطرف الآخر".

قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.

قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.

فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.

كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.

انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.

تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.

دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.

في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل