المحتوى الرئيسى

"الوطن" داخل "مركز التجميع": سباق مع الزمن لإطلاق "مصر سات 2"

01/18 09:58

بمجرد أن تطأ قدماك، مركز تجميع إنشاء الأقمار الصناعية، الواقع شمال غرب مقر مدينة الفضاء المصرية الجارى إنشاؤها، تجد مبنى ضخماً على مساحة لا تقل عن 5 آلاف متر مربع، فإذا به خلية نحل، كلٌ يعمل فى تخصصه، لا يشغله شىء إلا أن ينجز ما أسند إليه من مهام، فتجد الكهربائى وفنى التكييف ومهندس الصيانة وخبير الفحص النهائى، فضلاً عن عشرات العمال سواء كانوا من المصريين أو الصينيين، يتسارعون للانتهاء من التجهيزات اللوجيستية للمركز نهاية يونيو المقبل.

«المركز يشمل صالة للتجميع تعمل على أجهزة اختبارات البيئة الفضائية والميكانيكية وأجهزة قياس خصائص الكتلة (مركز الثقل)، ومعمل المواءمة الكهرومغناطيسية للتأكد من عدم تأثير أى من الأجهزة بعضها على الآخر، وغرفة تجهيز القمر، ومعامل اختبار الكاميرات للتأكد من مدى حساسيتها وكفاءتها، وكل الصالات تنفذ بالمطابقات العالمية وتتسم بمعايير النظافة بمواصفة أيزو 8».. بهذه الكلمات بدأ المهندس تامر على رئيس المركز، حديثه مع «الوطن»، مضيفاً أنه تم تصميم المبنى ليكون مركزاً متكاملاً لتجميع الأقمار الصناعية مختلفة الأغراض حتى وزن 600 كيلوجرام، موضحاً أن المبنى على مساحة 5000 متر مربع، مكون من بعض المعامل والمحطات والمكاتب الإدارية، بخلاف صالة التجميع الرئيسية، مشيراً إلى أن عدداً من الخصائص والمواصفات تمت مراعاتها أثناء تصميمه، متمثلة فى تعدد الغرف النظيفة طبقاً لمواصفات الجودة «أيزو 8» وكذلك أجهزة التكييف المركزية والضغط الهوائى، وذلك حتى تكون البيئة الداخلية عازلة تماماً عما يكون بالخارج، وحتى لا يتأثر التصنيع بعوامل الجو، وتم تزويد المركز بمراكز حساسة لتنقية الأجواء أولاً بأول، والمبنى بارتفاع 13 متراً.

وبشأن الاختبارات الرئيسية للقمر، أوضح أن أولها يتمثل فى اختبار البيئة الفضائية، وهو عبارة عن غرفة حرارية مفرغة من الهواء، ومساوية لظلمة الفضاء الكونى، ومساواتها بدرجة الضغط المتوقع أن يتعرض له القمر فى الفضاء الذى يصل لـ10 تحت الصفر، وأن هذه الاختبارات هى بمثابة ضمان عمل القمر أثناء وجوده فى الفضاء، وحتى لا تتأثر الأجهزة بدرجات الحرارة والعوامل الطارئة فى الفضاء، منوهاً بأنه قبل وضع القمر داخل البيئة، يتم إمرارها عبر دش هوائى، ومن ثم جهاز تعقيم وتنقية للمحافظة عليه من أى أتربة أو غبار يؤثر على طبيعة وجودة عمل الغرفة.

وتابع مدير المركز وصفه لمراحل التجميع والاختبارات، قائلاً: «خارج موقع البيئة الفضائية، تجد 3 خزانات ضغط هوائى للبيئة الفضائية، وبالبعد أمتار قليلة تجد (الشيكر)، وهو موقع الاختبارات الميكانيكية على القمر قبل الإطلاق وهو محمل على الصاروخ، فهنا نموذج لمحاكاة الإطلاق النهائى والأحمال الميكانيكية التى يتعرض لها أثناء الإطلاق والوضع فى المدار، وذلك حتى يتم معرفة مدى تأثر القمر وأجهزته وقت حدوث الإطلاق والعمل على معالجتها»، و(الشيكر) يتم تجهيزه من قاعدة خرسانية ضخمة قطرها 3x4، ويتم دعمها بهيكل حديدى سمكه 10 سم ويزن 10 أطنان، مخصصة لأن تكون عازلاً للدفع والاهتزازات مع الأرض.

وبشأن صناعة مكونات القمر، أوضح أنه تم إنشاء غرفة عزل حرارى بجانب صالة التجميع الرئيسية، تتشكل مهامها فى تجميع الألياف الضوئية وأجهزة الاتصالات الخاصة بالقمر، فضلاً عن إنشاء 3 غرف لتصنيع واختبار الأنظمة الخاصة بالخلايا الشمسية للقمر وكذلك تصنيع الكاميرات والعدسات التى يتم وضعها فى القمر وهى أحد مكوناته الرئيسية لأى قمر استشعار عن بعد، فضلاً عن غرفة الاختبارات الكهرومغناطيسية.

«القمر وهو طالع صوب مداره، تكون الخلايا الشمسية كلها مغلقة، وبمجرد وصوله للمدار المخصص له، تبدأ الألواح الشمسية فى الفتح، فكان يجب علينا أن نتأكد من جاهزيتها من خلال غرفة الصناعة والاختبارات الخاصة بها»، هكذا وصف «تامر» دور غرفة صناعة الخلايا الشمسية لما لها من مكون رئيسى فى عمل القمر فى الفضاء.

«الأقمار المخصص أغلبها للتصنيع بالمركز ستكون للاستشعار عن بعد، فكان يجب أن تكون هناك غرفة لتصنيع الكاميرات البصرية أو العدسات المكبرة ذات المسافات البعيدة»، بهذه الكلمات بدأ إبراهيم إمام، المسئول عن وحدة تركيبات ومعمل صناعة واختبار العدسات البصرية بالمركز، حديثه مع «الوطن»، مضيفاً أن المركز به معملان، الأول يتم فيه اختبار الكاميرا ومعرفة الفرق بين الأبيض والأسود وتحديد الصورة الخاصة بها والمواصفات الخاصة بها والإشارة المقرر التقاطها.

وتابع أن المعمل الثانى يتمثل فى معرفة الاستشعارات الحسية لأى قمر، لافتاً إلى أن متوسط الارتفاعات للتصوير بجميع الكاميرات المقرر العمل بها من 600 لـ700 كيلومتر، مشيراً إلى أن تصميم الكاميرات وصناعتها كان يتم استيراده من الخارج سابقاً، من الدول المتقدمة كالصين وألمانيا وروسيا وفرنسا، لكن بعض الكاميرات يتم تصنيعها من قبل شركة البصريات ذات دقة محدودة، لافتاً إلى أن المركز سيسهم الفترة المقبلة فى تصنيع الكاميرات ذات الجودة العالية الفترة المقبلة.

وأكد أن البحث العلمى فى مصر فى تحسن مستمر عما كان سابقاً، مشيراً إلى أن تكنولوجيا الفضاء والعمل به أصابه الإهمال والترهل منذ 2005 وحتى 2012، مشيداً بالقيادة السياسية الحالية لاهتمامها بالملف وتقديمها كل الإمكانيات والخدمات له وفقاً لأحدث النظم العالمية.

وأمام غرفة صناعة العدسات البصرية، تجد وحدة الاختبارات الكهرومغناطيسية، المهندس أحمد هاشم، مسئول معمل التدخل الكهرومغناطيسى، قال إن المعمل عبارة عن غرفة كبيرة نستطيع من خلالها التأكد من مدى تأثر الأجهزة بالأجهزة المجاورة لها، داخل جسم القمر الصناعى، والتأكد من أن كل جهاز يعمل فى صورته الطبيعية دون مؤثرات خارجية، فضلاً عن أنه يؤهل القمر للعمل فى بيئة لا تؤثر عليه سلباً وانعدام فى المستوى الخاص به وأن يؤدى وظائفه على أكمل وجه.

وبشأن مكونات المعمل، أوضح أنه مكون من غرفة اختبارات رئيسية وغرفة تحكم وغرفة يتم وضع مكبرات للموجات المستخدمة فى عمليات الاختبار، كما أنه مكون من ألواح معدنية عازلة، بحيث يتم العزل لأى موجات خارجية قد تؤثر سلباً على اختبارات القمر الصناعى.

وتابع: «من خلال التقارير التى يصدرها معمل التحليل للمعلومات وفقاً للمعاير العالمية، نستطيع معرفة مدى جاهزية القمر، والغرفة تم تركيبها من قبل الخبراء الصينيين، وهناك فرق موجودة حالياً تعمل على إجراء اختبارات العزل، ومن ثم يتم تركيب باقى الأجهزة المساعدة التى تؤهلنا لاختبار أى مكونات لأى قمر صناعى من ناحية التداخل الكهرومغناطيسى».

وأشار «هاشم» إلى أن مرحلة التداخل المغناطيسى، عبارة عن مرحلة ضمن سلسلة مراحل يتم اختبار مكونات القمر الصناعى بها، مشيراً إلى أن كل المراحل مرتبطة ببعضها، وأن العمل بالمعمل بدأ منذ نوفمبر، لافتاً إلى أنه يجرى حالياً الانتهاء من المعمل خلال شهرين أو ثلاثة، مؤكداً أن الدولة أعطت للبحث العلمى أهمية كبرى فى السنوات الأخيرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل