المحتوى الرئيسى

في عيد الغطاس.. تعرف على البطريرك الذي باع صليبه ليطعم مسلمين

01/17 22:22

عيد الغطاس ثاني الأعياد السيدية في العام

"إذا غطس النصرانى طلع الدفا الجواني".. واحد من أقدم الأمثلة المصرية القديمة الزراعية، والتي يُقصد بها أن بعد عيد الغطاس تبدأ الأرض في التدفئة. وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الغطاس يوم الأحد المقبل الذي يوافق 19 يناير 2020.

وعيد الغطاس واحد من أهم الأعياد السيدية المسيحية، وهو ثاني الأعياد بعد عيد الميلاد المجيد، ويُطلق عليه عده أسماء، منها عيد تعميد السيد المسيح، وعيد الظهور الإلهي، وعيد اللقان، وعيد البرمون، ووفقًا للعقيدة الأرثوذكسية فأنه واحد من الأسرار السابعة الكنسية.

ويشمل هذا الاحتفال بتناول بعض الأطعمة المصرية المليئة بالماء، مثل القلقاس، والملوخية، والويكة، إضافة إلى تناول البرتقال واليوسفي، وتناول أعواد قصب السكر.

وبهذه المناسبة تتناول "الوطن" قصة البطريرك غوريغوريوس حداد الذي عُرف باسم "البطريرك محمد غوريغوريوس"، و"أبو فقراء المسلمين" الذي رفع رغيف خبز أمام أحد أتباعه قائلا: "هل كُتب على الخبز أنه مسيحي.. يا بني ادفع الصدقة لكل من يطلبها فالخلق كلهم عيال الله"، وخلال جنازته اختلط على الجماهير الأمر فلم يعرف هل الميت مسلم أم مسيحي؟

ولد باسم علماني هو "غنطوس ابن جرجس ابن غنطس الحداد" في قرية عبية إحدى قري غرب جبل لبنان عام 1859، تلقي دراسته الابتدائية والتكميلية في مدرسة عبية البروتستانتية وكان من المتفوقين عام 1872.

ومنذ صغره مال إلى التقشف، ما جذب انتباه المطران "غفرائيل شاتيلا" مطران بيروت آنذاك، فطلب من والده أن يلحقه بالمدرسة الإكليريكية، وبالفعل تخرج منها عام 1875، وتعلم خلالها اللغتين العربية واليونانية، وملمًا بالروسية والتركية.

وفي عام 1879 رُسّم شماسًا انجيليًا بدير سيدة النورية باسم غوريغوريوس، وأنشأ جريدة "الهدية" عام 1883 التابعة لجمعية التعليم المسيحي، ورأس تحريرها، وسُيم كاهنًا عام 1890، وأصبح راهبًا في العام نفسه، واستطاع خلال 10 سنوات أن يزيد من ثقة الكثير من المطارنة، وتم انتخابه بطريرك لطرابلس في الخامس من يونيو 1906، ليصبح البطريرك عربي رقم 161.

وكان غريغوريوس يهتم بالتعليم والتثقيف والتوعية، وتقديم المساعدات للكهنة المحتاجين، وكان يحث الأساقفة على دعم رعايتهم في الدول الخارجية، وفقًا لما ذكر موقع "روم أرثوذكس" اللبناني.

خلال الحرب العالمية الأولى التي اندلعت من 1914 – 1918، وقعت مجاعة "السفر برلك" والتي تعني "صفارة الإنذار أو التأهب للحرب"، ويقال أن البطريريك كان يصلي فسمع أصواتًا، فسأل عن السبب فقيل له إنهم فقراء يبحثون عن الطعام، فأمر بأن يعطوا من الصدقات وأن لا يقدم له الطعام حتى يشبع المحتاجين.

فكانت دار البطريركية ملاذًا للمحتاجين، وأطلقوا عليهم اسم "أبو الفقراء" وفي أحد المرات قابل مجموعة من النساء المسلمات فشكون من الجوع، وأنهن يحتجن خبزًا لإطعام أطفالهن الجائعين"، فعاد على البطريركية وأمر أن توزع المؤن على الجميع دون تفرقة بين ملة أو دين أو شكل، كل محتاج يتم اعطاءه ما سأل.

وعندما جاءه الطباخ يعد وجبة الغداء المكونة من بيضتين ورغيف خبز وقطعة حلوى، رفض قائلًا: "لا يليق بي تناول الطعام، وغيري يتضور جوعًا"، وفقًا لنفس المصدر السابق مذكرات محمد كرد على.

فكان يبيع أملاك البطريركية وأوقاف الطائفة الكثيرة في سوريا ولبنان لشراء الطعام للمحتاجين، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو طائفتهم.

ومن ضمن أشهر المواقف التي تحكي عن أبو فقراء المسلمين، أنه كان يراقب شماس يوزع الخبز على المحتاجين، لكن بسبب التدهور الاقتصادي زاد عدد المترددين على البطريركية من المسلمين، فردها الشماس بحجة أن القمح قد نفذ، فهرع البطريرك سريعًا، وأخذ رغيف الخبز من الشماس.

وصرح البطريرك قائلا: "يا بني هل كُتب على هذا الرغيف أنه مسيحي، فأجاب الشماس بـ "لا"، فقال: "يا بني ادفع الصدقة لكل من يطلبها فالخلق كلهم عيال الله"، وناول المحتاجين حصتهم.

في اشتداد الأزمة زادت المجاعة بين اللبنانيين والسوريين ولم يكن بالبطريركية شيء يمكن بيعه، وكان يملك صليبًا ماسيًا يضعه على القلنسوة الخاصة به، وكان هدية من قيصر روسيا نيقولا الثاني، فرهنه إلى تاجر يهودي بألف ليرة عثمانية.

واكتشف أحد تجار الأثرياء المسلمين تلك الحالة، فدفع قيمة الرهن وأهداه له، وكان ذلك عام 1913، فقام بعد ذلك ببيع الصليب واستبداله بآخر من الزجاج الملون، ولم يتم معرفة ذلك إلا بعد وفاته.

وكان غريغوريوس محبًا للقرآن، فيُروى أنه جاء إليه شيخ بدمشق وأحد حفظة القرآن، وكان ضريرًا رخيم الصوت، وشكى له رفض أحد الدائنين رد الدين، فطيّب البطريرك خاطره، وطلب منه أن يتلو عليه سورة "مريم".

وعندما تلاها شعر بالخشوع، فبكي، وما إن انتهي الشيخ من قراءته إلا وذهب إلى غرفته وأحضر المال المطلوب، وفقًا لموقع "رابطة أدباء الشام".

فارق البطريرك "محمد غوريغوريوس" عالمنا في سوق الغرب عند الساعة 5 صباح يوم الأربعاء 12 ديسمبر عام 1928، وقيل إن كلماته الأخيرة كانت "لقد صبرت حتى النهاية"، وفقًا لموقع "روم أرثوذكس" السوري.

ونُقل جسده من بيروت إلى دمشق، حيث استقبله أكثر من 50 ألف مسلم، إضافة إلى المسيحيين، وأُطلقت المدفعية 100 طلقة، وأرسل الملك فيصل 100 فارس لاستقبال جسد البطريرك.

وكان البعض يصرخ قائلين: "مات أبو الفقير، بطريرك النصاري وإمام المسلمين".

وقيل إن المسلمين أرادوا الصلاة عليه في الجامع الأموي الكبير، حتى أن أحد المسلمين قال أمام جنازته: "هذا القديس أعالني وأسرتي طيلة الحرب".

ووُري جسد البطريرك في مدافن البطاركة أمام الكاتدرائية المريمية.

منذ كانت في الرابعة من عمرها، فقدت "وو هوايان" وشقيقها والديهم، لتتولى جدتهم وعمهم وخالتهم رعايتهم وتوفير 300 يوان شهريا بمقاطعة "قويتشو"

بعد أن وجهت قاضية التحقيقات في قضية قتيل فيلا نانسي عجرم تهمة القتل العمد لطبيب الأسنان فادي الهاشم، فيما يلي العقوبة القانونية للقتل القصد وفقا لقانون لبنان

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل