المحتوى الرئيسى

والدة «قتيل العياط»: «بيتنا اتخرب.. وكان بيصرف علينا» | المصري اليوم

01/17 20:37

أدى مقتل حسانين سعد، صاحب لقب «الفتى الطيب»، إثر إطلاق سائق ومسجّلين خطر الرصاص على رأسه، الثلاثاء الماضى، إلى توقف مسيرة القطار السريع لحياة أسرته، بعد القبض على شقيقه «التوأم» الذي هدّد بأخد ثأر أخيه، بينما ينظر القاضى تجديد حبس المتهمين:«هاخذ بثأره.. هفجر دماغهم زى ما عملوا في أخويا»، وتوقف أخوه الأكبر عن العمل، وازداد مرض الأم، فيما أطفالها الصغار ينتظرون «مصاريف مأكلهم ومشربهم».

«الفتى الطيب»، حين توفى والده قبل 6 أعوام، عمره كان 10 سنوات، قال لـ«حسن»، توأمه:«حانت لحظة تحملنا مسؤولية مصاريف البيت، لدينا 6 أشقاء آخرون، بينهم 3 بنات (على وش جواز)»، فوالدهما الذي رحل بعد صراع مرير مع المرض، كان يعمل سائقًا بموقف سيارات جرزا في مدينة العياط جنوب الجيزة، وبعد إصابته بالمرض، قال له السائقون:«ممكن تنظم لنا حركة السيارات»، فكما تقول أسرته:«أبونا كان بيرفض المساعدة»، ليرث الطفلان التوأمان حينئذ، مهنة أبيهما في تنظيم السيارات رفقة أخيهما الأكبر.

«طوب الأرض كان يُحب حسانين، لقبوه بـ(الفتى الطيب)، لأخلاقه مع الكبير والصغير، وحسن معاملته للجميع»، قالها زغلول، الشقيق الأكبر للمجنى عليه، بنبرةٍ مرتعشة، ثم استجدى ابتسامة من صلب القهر، قبل أن يسرد تفاصيل الحادث.

وقف «حسانين»، داخل موقف السيارات، يتابع مشاجرة بين سائقين- أحدهما المتهم- على أولوية تحميل الركاب، تدخل المجنى عليه مناصرًا أحدهما، وهو السائق «محمود»، الذي قال:«كنت في مأمورية تابعة لمديرى موقف السرفيس.. واتفقنا إنه السيارة التي تخرج مأمورية لها أولوية التحميل»، السائق «سيد»، الطرف الثانى، لم يعجبه الاتفاق، ولا مناصرة «منظم الموقف»، (المجنى عليه)، هدّد الأخير، قائلاً له:«هوريك وهندمك».

حين حضر «زغلول»، الشقيق الأكبر للمجنى عليه، لموقف السيارات، سأل أخاه:«مالك في إيه؟»، رد عليه:«لأ.. مفيش حاجة»، فيما كان السائقون يسردون تفاصيل المشادة الكلامية، وتهديدات السائق لـ«حسانين».

«زغلول» اقترب من السائق الذي تشاجر مع أخيه، وقال له:«بتهدّد أخويا، أنت بتقول:(كلام وخلاص)، يعنى هتجيب البنادق وهتطُخ نار»، رد السائق بمزيد من الوعيد:«أنت بتقول فيها، هجيب نار، وهموت لك أخوك».

السائق «سيد» انطلق بـ«الميكروباص»، مواصلاً وعيده، ارتجف قلب زغلول، ركب السيارة معه، وقال له:«أنت رايح بلدكم كفر عمار، أنا جاى معاك وحقك هيرجع لك من أخويا الصغير»، كان خائفًا أن «يجيب نار ويموت حسانين»، واصفًا المتهم سيد بأنه «الشر كان بيطل من عينيه».

قبل انطلاق السيارة لكفر عمار، اعتدى «زغلول» على أخيه الأصغر، وقال له:«لا تتشاجر مع سيد تانى»، في محاولةً لإنهاء الموقف بالصلح، ولما وصلا لمحيط مسكن المتهم، قدم شقيق المجنى عليه اعتذارًا لأهل المتهم:«معلش أخويا صغير، وهو لا يقصد مٌناصرة طرف على حساب آخر».

عند منتصف النهار، بينما ينتظر «زغلول» ساعة راحة، ويسند رأسه إلى وسادة، فوجئ باتصال من ابن عم السائق سيد، يقول له:«أخوك لازم يراضى (سيد) أمام السواقين كلهم»، فأوضح له شقيق المجنى عليه:«أنا صالحت سيد واعتذرت له»، قال بغضب:«أنت صالحته في حارة، ولعلمك (سيد) عنده 10 إخوات، و30 ابن عم، ولا يكسرهم غير الموت».

انتصار جمال، السيدة الخمسينية، والدة المجنى عليه، انتفض جسدها، وهى تسمع المكالمة الهاتفية، خافت على حياة ابنها الذي طالما تمنت أن تراه عريسًا، كما تروى:«قلت له يا حبيبى خلاص لا تذهب لشغلك بكرة».

حين جاء الصباح، توجه «زغلول» أولاً لموقف السيارات، حذره السائقون:«سيد هيجيب لك ناس وناوى على شر لأخوك»، وبالفعل نفذ سيد تهديده:«جاء بصحبة مسجلين خطر، وأحدهما أطلق النيران من سلاح خرطوش على رأس أخى»، يقول شقيق المجنى عليه.

الشقيق التوأم للمجنى عليه، أُصيب بلوثة، وهو يحضتن جثة أخيه، ويصرخ:«اصحى يا أخويا متسبنيش وتمشى»، وباقتراب الأخ الأكبر، صدمه المشهد الدموى:«مخ أخويا طلع بين يدى».

توأم المجنى عليه، أثناء تجديد حبس المتهمين، حضر للمحكمة، وقال وفى حالة هستيرية موجهًا كلامه لقاتلى أخيه:«هقتلكم زى ما قتلتوا أخويا»، ثم ألقت الشرطة القبض عليه.

والدة المجنى عليه، كانت تناجى صورة فقيدها، وتقول:«قتلوك كان نفسى أشوفك عريس»، ثم تتنهد:«دم ابنى مش هيروح هدر»، بأسى تحكى:«ابنى مات وتوأمه اتحبس، وشقيقهما الأكبر خايف ينزل شغله.. بيتنا اتخرب القتيل كان بيصرف علينا، ومسكنى المرض».

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل