المحتوى الرئيسى

الحَجُّ العالمىُّ إلى أرض مصر | المصري اليوم

01/16 08:52

في بلدٍ فريد مثل مصر، طبيعىٌّ وجميلٌ ألا تنفصل السياحةُ عن التاريخ والإرث والأثر، فمصرُ الجميلةُ صندوقٌ هائل من الأثر الفريد، والموروث التاريخى المادى واللامادىّ، يضرب بجذوره في عمق أرض الزمان. وطبيعىٌّ وجميل أن يحملَ عبءَ تلك المسؤولية الهائلة رجلٌ يعرف قيمةَ ذلك الموروث الخالد، الذي يتشوّفُ العالمُ بأسره لزيارته والوقوف على سرِّ مصر القدسىّ الخاصّ. رجلٌ يجيدُ كتابةَ وقراءة اللغة المصرية القديمة، بطلاقة فائقة، مثلما يُتقنُ العربية والفرنسية والإنجليزية. بروفيسور درسَ ودرَّس عِلم المصريات المعقَّد، وعِلم الإرشاد السياحى، وعلوم اللغة المصرية القديمة، لغة سلفنا الصالح، الجدّ المصرى الخالد. عضوٌ مصرىٌّ مُشرِّف في اللجان الدولية، والمجلات العلمية، ومشاركٌ رئيسٌ في الوفود العالمية التي تهتمُّ بالأثر المصرى العظيم، وكيفية الحفاظ عليه كونه إرثًا عالميًّا يخصُّ البشرية جمعاء، مثلما هو امتيازٌ حصرىٌّ لمصر العظيمة. أستاذٌ زائر في كبريات الجامعات الأوروبية، يطوفُ الدولَ ليُعرِّفَ العالمَ على كنوز مصر الخالدة، التي لا يُعدُّ أىُّ مُتحفٍ في العالم عظيمًا إلا حين يقتنى قطعةً من آثارنا المصرية أو قطعتين. ممثِّلٌ لاسم مصر الشريف في المؤتمرات الدولية واجتماعات الخبراء الدوليين القائمة على حماية وتعزيز المتاحف حول العالم، وكيفية الحفاظ على التراث الساكن بين جدرانها. مثقفٌ مصرىٌّ برتبة «فارس»، إذ قلّدته الحكومةُ الفرنسية «وسام فارس في الفنون والآداب» لتفوّقه في علم المصريات والآثار والتاريخ. رجلٌ بحجم خالد العنانى.

في حفل العشاء على شرف المتحف القبطى بالقاهرة، اجتاحنا شعورٌ بالفخر بمصر وأبناء مصر ونحن نُنصتُ إلى ذلك الوزير الجاد، د. خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، متحدّثًا للوفد الفرنسى للجمعية الوطنية للحج المسيحى، عن فرادة مصر بين دول العالم، وامتيازها الإلهى باستقبال العائلة المقدسة على أرضها، دونًا عن سائر بلاد الكوكب. حين زارتنا العذراءُ مريم المُطهّرة حاملةً على ذراعيها السيد المسيح طفلًا، عليهما السلام، ليمكثا في أرضنا قرابة السنوات الأربع، يُقدّسان ترابَها ويُباركان شعبَها. تحدث الوزيرُ المثقف بالعربية والفرنسية بطلاقة أهلها، داعيًا العالم بأسره إلى الحجّ إلى أرض مصر واعتمار نقاط الرحلة القدسية الخمسة والعشرين: من رفح المصرية، وحتى «دير المحرق» في مدينة «أسيوط»، قلب مصر النابض بالقداسة والعراقة. أكّد الوزيرُ على أن إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر مشروعٌ قومىّ سيتم الترويج له عالميًا، توليه الوزارةُ اهتمامًا كبيرًا لأنه امتيازٌ حضارىٌّ وتاريخىٌّ وإرثٌ وأثرٌ «لامادىّ» تنفرد به مصر. وقد بدأت أعمال التطوير في منطقة «شجرة السيدة مريم العذراء» لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها، وكذلك الكنيسة المعلقة وكنيسة أبوسرجة بمجمع الأديان بمصر القديمة وكنيسة السيدة العذراء بالمعادى، وغيرها من نقاط الرحلة المقدسة. وأكّد الوزير على أن الوزارة قد شكّلت لجنة قومية تضمُّ خبراءَ من كل الجهات المعنية لإعداد ملف لتقديمه إلى منظمة اليونسكو من أجل تسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمى اللامادى، ووضع أديرة وادى النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمى المادى.

حضر الحفل الجميل نخبةٌ من الإعلاميين الكُتّاب المهتمين بالشأن المصرى إرثًا وتاريخًا وحضارةً، وقياداتٌ من وزارة السياحة والآثار والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، وممثلون عن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، وبعض ممثلى القطاع السياحى الخاص. وأعرب الأب چاكى مارسيل، رئيس الجمعية الفرنسية، عن امتنانه لدعوة الوزير وتقديره الجهود الطيبة التي تقوم بها مصرُ لإحياء مسار العائلة المقدسة، مشيرًا إلى أن الجمعية ستقوم بدورها بالترويج لهذا المسار والتوصية على وضعه على خريطة البرامج السياحية التي تنظمها الجمعية.

مصرُ حَرِيّةٌ بأن تكون على رأس دول السياحة الدينية في العالم، فهى بلدُ التسامح الدينىّ، تَجاوَر على أرضها المعبداليهودى إلى جوار الكنيسة المسيحية، والمسجد الإسلامى إلى جوار الأثر المصرى القديم. دخلٌ قومىٌّ هائل ينتظرُ مصرَ بعد وضعها على خريطة السياحة الدينية التي يحجُّ إليها العالمُ بأسره لزيارة المعالم الدينية من جميع العقائد والمذاهب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل