في ذكرى ميلاده.. كيف عادى الزعيم ناصر السلطة قبل ثورة يوليو؟

في ذكرى ميلاده.. كيف عادى الزعيم ناصر السلطة قبل ثورة يوليو؟

منذ 4 سنوات

في ذكرى ميلاده.. كيف عادى الزعيم ناصر السلطة قبل ثورة يوليو؟

«كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكا بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، دون أن أعرف أي شيء عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة».\nهكذا تذكر الرئيس جمال عبد الناصر، في مقابلته الشهيرة 1962، مع ديفيد مورجان لصحيفة «Sunday Times» البريطانية، أول صدام له مع السلطة في العام 1933، عندما كان تلميذا لم يبلغ الخامسة عشرة.\nفي 15 يناير 1918، ولد جمال عبدالناصر حسين سلطان على عبد النبي، أحد أهم الرؤساء في حياة المصريين، الرئيس الثاني لمصر بعد تحرك الجيش عام 1952، ضد حكم القصر؛ تتويجا لـ« كفاح طويل وشاق لانتزاع السلطة من الطبقات الإقطاعية، ولتحطيم السيطرة الأجنبية على مصر، ولتحقق بلادنا الاستقلال الصادق الذي كانت تحتاج إليه احتياجها إلى أنفاس الحياة».\nانتهت في 16 يناير 1956، المرحلة الانتقالية المعلنة في يناير 1953، المحددة بـ3 سنوات، وفي نفس اليوم يعلن جمال عبد الناصر بميدان عابدين دستور 1956 الجديد، بالرغم من وجود مشروع الدستور الذي كانت لجنة الخمسين المشكلة طبقا للمرسوم الصادر في 13 يناير 1953، قد أعدته في أغسطس 1954، ولكنه كان قد اختفى، فيما بعد سيعثر عليه الكاتب الراحل صلاح عيسى في العام 1999، في صندوق قمامة.\nفي 24 يونيو 1956، جمال عبد الناصر، رئيسا للجمهورية وفقا لدستور1956، وبالرغم من إلغاء هذا الدستور بعد الوحدة مع سوريا، إلا أنه وباستفتاء شعبي في فبراير 1958 يصبح جمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة.\nيسأل دافيد مورجان، الرئيس، في حواره « لقد سمعت رأياً في المؤتمر الوطني للقوى الشعبية ينادى بانتخابكم رئيساً للجمهورية مدى الحياة ؟» ويجيب ناصر «ذلك أمر لا أتصوره، إن الشعب في ظل الدستور الجديد يجب أن تكون له سلطة انتخاب رئيس جمهوريته، وليس من حق أحد أن يبقى رئيساً للجمهورية مدى الحياة؛ لأن ذلك يسقط عنصر المسئولية أمام الشعب».\nوفي سؤال آخر يجيب ناصر«إن شعبنا لا يرضى بأي دكتاتورية من أي نوع كان؛ فقد حطمنا الدكتاتورية السابقة التي كانت تفرضها الطبقات العليا في المجتمع. إن الشعب لمصمم بنفس القوة على ألا تقع البلاد فريسة لأي دكتاتورية بديلة لها».\nفي مقدمة كتابه «سنة ثالثة سجن»، يعرض الكاتب الكبير مصطفى أمين، أجزاء من خطابات له هربها أثناء تجربة سجنه فترة حكم الرئيس عبد الناصر ويقول: «بدت عقب الأيام التالية للهزيمة، أعصاب الحكام مشدودة، أرواحهم محطة، شعاراتهم ممزقة ملقاة في صحراء سيناء مع الجثث المشوهة والأسلحة المبعثرة. البطش يشتد داخل السجن كان الحكام المهزومين لم يستطيعوا أن يهزموا عدوهم الحقيقي فاستداروا إلى خصومهم يقهرونهم وينتصرون عليهم بلا معركة».\nيحكي الرئيس جمال عبد الناصر، في مقابلته مع «Sunday Times»، عن الصدمة النفسية التي تعرض لها في سن مبكرة نتيجة عدم علمه بفقدان والدته إلا بعد أسابيع، يقول: «لم يجد أحد الشجاعة الكافية لإبلاغي بموتها، واكتشفت موتها بنفسي بطريقة هزت كياني... وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين».

الخبر من المصدر