"عاوزين كارنيه ونقابة وتأمين وعلاج".. آلام ممثلي الأدوار الثانوية

وجوه معروفة ومألوفة ولكن أسماءها مجهولة.. يستغرق ظهورها لحظات وقد يتفوهوا بكلمة أو كلمتين تبقى عالقة في الذاكرة رغم أن اسم قائلها مجهول، هؤلاء هم ممثلو الأدوار الثانوية، أو ما يُطلق عليهم "كومبارس" حيث يعتبروا ركنا مهما من أركان الفن.

الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "كل يوم" المذاع عبر فضائية "ON E" فتحت ملف ممثلي الأدوار الثانوية وآلامهم وطموحاتهم خلال حلقة الخميس من البرنامج.

ناني الديب قالت إنها تحب التمثيل منذ صغرها وجاءتها فرصة للعمل في السينما مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ولكنها لم تستطع اقتناصها بسبب عملها كمضيفة طيران آنذاك وأنها ظلت لفترة 11 عاما تعمل مضيفة طيران.

وأوضحت أنها تقابلت مع أحد الأشخاص وعرض عليها العمل في برنامج بقناة مغمورة لمدة عام ثم عملت في قناة الفراعين لمدة عام، وبعدها طلبوا منها أن تؤدي دورا ثانويا في مسلسل "ذات" مع الفنانة نيلي كريم.

وأوضحت ناني الديب أنها تعمل في أدوار ثانوية منذ 7 سنوات وتقدم أدوار ناظرة مدرسة أو أم أو طبيبة تقدم الدور وشاركت في عدد كبير من الأعمال.

وأضافت: "مبحبش كلمة كومبارس أو ممثل ثانوي لان كلنا بنشتغل ومش أي حد يعرف يعمل ده أو يقوم بالدور ده".

وتمنت ناني أن تقنن وضعها في النقابة نظرًا لاحتياجها لتصاريح كثيرة للمشاركة في الأعمال الفنية، لافتة إلى أن الحصول على التصاريح يستغرق وقتا كبيرا.

زهرة قالت إنها تعمل في الأدوار الثانوية منذ 24 عاما، وبدايتها كانت العمل من أجل الحصول على أموال للإنفاق على أبنائها بعد وفاة زوجها وأنهم طلبوا منها أن تؤدي أدوار "معلمة أو مسجونة"، لافتة إلى أن أبرز دور قدمته كان دورها كمسجونة في فيلم "يانا يا خالتي".

وتابعت: "دوري في يانا يا خالتي علم مع الناس وأنا حبيت الشغلانة وبقيت بشتغلها بذمة وضمير"، مشيرة إلى أنهم يعانون هذه الأيام من قلة الطلب عليهم ومن دخول السماسرة للمهنة، ما أدى لحصولهم على نصف أجر الكومبارس ليرشحوهم للمشاركة في العمل.

وتابعت: "احنا مبناخدش فلوس كتير واللي بيدوهولنا بناخده وانا باخد اللي باخده وانا حابة الشغلانة".

وعن آلام المهنة قالت زهرة: "أنا مبطلة الشغلانة بقالي 4 سنين عشان التهزيق اللي بنتهزقه"، متمنية أن تقدم دورا جيدا "أنا مش ضامنة أعيش حياتي".

عبدالنبي السيد الشهير بـ"إيتو" أكد أنه بدأ التمثيل ككومبارس صامت منذ 10 سنوات، ونوى بعدها أن يعمل متكلما وشارك ككمومبارس في فيلم "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" ووجد أنهم يبحثون عن شخص يقول كلمة "إيتو" ردًا على سؤال هنيدي عن كلمة بحرف الألف وبالفعل نطقها كما يريدون وظهر في الفيلم.

ولفت عبدالنبي السيد إلى أنه من بعد مشاركته في الفيلم تم إطلاق اسم "إيتو" عليه، مشيرًا إلى أنه شارك في فيلم "الحرب العالمية التالتة" وقدم دور "غاندي".

حكى "إيتو" عن موقف حدث معه وأغضبه وتسبب في حزنه بعدما رفض أحد الفنانين أن يؤدي أمامه "إيتو" دورا سيقول خلاله 4 جمل، واعتبر أن الكاميرا ستأخذ اللقطة من إيتو وليست منه ورفض مما جعل الإنتاج يعطي إيتو أجرة ويطلب منه مغادرة مكان التصوير بأسوان.

وتابع: "عندهم كبير بيقولك ده كومبارس يتكلم ليه معايا أو يمثل ليه معايا طب ماهو بني آدم زيك وبيمثل أحسن منك".

وعن طلباته قال إيتو: "عايز كارنيه عضوية عشان أبقى ممثل رسمي" لافتًا إلى أنهم يطلبون منهم مبالغ كبيرة للمشاركة في النقابة، مشيرًا إلى أن أجره يصل لـ"2000 جنيه" في اليوم.

ميشو قال إنه خريج سياحة وفنادق وكان يعمل في أحد الفنادق في مصر الجديدة وطلب منه أحد المنتجين المشاركة في دور "جرسون" في أحد المسلسلات، لافتًا إلى أنه كانت تربطه علاقة طيبة بالمنتج نظرًا لاهتمامه به لتردده على الفندق بشكل دائم: "بحط له مزات حلوة وحاجات حلوة".

وأوضح ميشو أنه اشتُهر بعدها في أدوار "المتر" وشارك في فيلم "كتكوت" وشارك في عدد من الأعمال، لافتًا إلى أن المخرجين يطلبونه بالاسم، نظرًا لأن هذه وظيفته الحقيقية ولن يتعرضوا لأخطاء أثناء التصوير بسببه.

اشتكى ميشو من معاملة "الكومبارس" قائلًا: "بيبقى الكومبارس له كلام أكتر من الممثل وبيقول جمل أكتر من بعض الممثلين ومع ذلك بيجيبوا للمثل كرفان يقعد فيه والكومبارس يقعد في الشارع من غير حتى كرسي وبنقعد على الرصيف".

اشتكى ميشو أيَضًا من أنهم يتركونهم في أماكن التصوير حتى انتهاء التصوير بالرغم من انتهائهم من مشاهدهم، متذكرًا المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ الذي كان يأمر بصرفهم ومنحهم أجورهم فور أدائهم لأدوارهم.

وطالب ميشو بأن يكون لهم نقابة وتأمين صحي واجتماعي "افترضنا تعبنا محدش هيسأل فينا" موجهًا رسالة للدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، بأن يصدروا لهم كارنيهات "أدوار ثانوية" للتعويض عن التصريحات".

أمل ممثلة أدوار ثانوية، قالت في مداخلة هاتفية، إن ممثلي الأدوار الثانوية يتحملون كل ما يتحمله نجوم الصف الأول من ضغوط العمل وأنهم يعملون مثلهم ويتحملون كل الضغوط ولكن لا يحصلون على مقابل لذلك ولا يعرفهم أحد.