المحتوى الرئيسى

أفرج عن سعد زغلول واستعان بـ شحته للمزاح .. قصة يحيى باشا إبراهيم رئيس وزراء مصر السابق

01/10 02:03

"يحيى باشا إبراهيم" وزير داخلية ورئيس وزراء مصري أسبق من مواليد قرية بهبشين التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بني سويف .

كثير من المصريين لا يذكرون هذا الاسم ، إلا بسبب وجود شارع في حي الزمالك باسم يحيى باشا إبراهيم .

يتذكره تاريخ مصر الحديث ، بأنه الباشا الذي كان رئيساً للوزراء ووزيرا للداخلية ، وكان من المرشحين في إنتخابات مجلس النواب عام ١٩٢٤ ، وهي الانتخابات التي سجلت أعلي نسبة حضور في تاريخ مصر حتى الآن ، وقد بلغت ٥٨٪ .

وأيضاً يتذكره التاريخ بأنه الباشا ورئيس الوزراء ووزير الداخلية الذي فشل في دخول مجلس النواب لسقوطه في الإنتخابات أمام أفندي أسمه أحمد مرعي ، كان مرشح حزب الوفد في دائرة منيا القمح أمامه .

وقد كان في استطاعته لو أراد ودون أن يبدو منه ما يخدش النزاهة أن ينجح في تلك الانتخابات،ولكنه رفض أن يعرض هيبة منصب رئيس الوزراء للمهانة بعقد صفقات انتخابية أو ألاعيب دعائية ولو لصالح نفسه ، وسقط ولكن لأعلي ليحتل مكاناً يليق بالشرفاء من أبناء مصر .

لقد كانت تلك الإنتخابات الأولي في كل شيء ، الأولي بالدستور ( دستور ٢٣)، الأولي في النزاهة ، حيث لم تشهد مصر سقوط رئيس وزراء ووزير داخلية في إنتخابات نيابية !، والأولي في نسبة الحضور علي الأطلاق .

وهناك حكاية طريفة تروي عن هذا الباشا المحترم ، تقول الحكاية ؛ أنه كان يحب أن يقضي أجازته بعيدا عن زحام القاهرة في أحدي المناطق الريفية ، وكان هناك فلاح بسيط أسمه " شحته" ، يضحكه بسرعة بديهته الفطرية ، فيعطيه الباشا مبلغا من المال نظير ما يقوله هذا الفلاح ويضحكه ، فمازحه الباشا يوما وأراد أن يسخر منه ، فقال له أنه كان متوجها لأفتتاح مزلقان فتعطلت سيارته وأضطر لركوب حمار ، لكن الحمار مات في الطريق، فحزن عليه وشعر بإحراج شديد ، وسأل الباشا شحته ساخرا ، هل تعرف لماذا كان الموقف محرجا لي ؟ وأجاب شحته : لا .، فأسرع الباشا وقال له " لأن الحمار "كنت شحته" " أي أخذته شحاته من أحد الفلاحين . وهنا كانت البديهة الفلاحي فوق أي توقع يمكن أن يتصوره إنسان ، إذ أسرع الفلاح شحته يقول بسرعة بديهة وسخرية لاذعة ورد عبقري : " لا تحزن يا باشا ، بكرة تقوم القيامة والحمار "يحيى".

تلقى يحي إبراهيم باشا العلم بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة ، تخرج من مدرسة الحقوق عام ١٨٨٠، وعين معيداً بمدرسة الألسن (١٨٨٠- ١٨٨١) ، ثم معيداً بمدرسة الإدارة (الحقوق) ، علاوة على وظيفته السابقة (١٨٨١- ١٨٨٢) ، وقام بتدريس القوانين والترجمة ، ثم أصبح وكيلاً لكلية الإدارة عام (١٨٨٤- ١٨٨٨) .

صدر أمر عال بتعيينه في المحاكم الأهلية ، فتقلد منصب نائب قاضي بمحكمة الإسكندرية الأهلية (١٨٨٨- ١٨٨٩) ، ورقي قاضياً عام ١٨٨٩، وانتقل للمنصورة، وأصبح رئيساً لمحكمة بني سويف (١٨٨٩- ١٨٩١) ، فوكيلاً لمحكمة المنصورة (١٨٩١- ١٨٩٢) ، ثم انتقل إلى محكمة الاستئناف الأهلية عام ١٨٩٣ ، عمل مستشاراً لمحاكم الجنايات بطنطا عام ١٩٠٥، ثم عين رئيساً لمحكمة الاستئناف عام ١٩٠٧، ومكث بها حتى عام ١٩١٩.

تبوأ منصب وزير المعارف العمومية في وزارة يوسف وهبة الأولي (٢٠ نوفمبر ١٩١٩- ٢١ مايو ١٩٢٠)، ثم في وزارة محمد توفيق نسيم الثانية (٣٠ نوفمبر ١٩٢٢- ٩ فبراير ١٩٢٣)، وقد اهتم أثناء عمله بوزارة المعارف بمحو أمية العمال ، ونشر الثقافة بينهم ، وافتتح في عهده 22 قسماً ليلياً لتعليم العمال في مناطق مختلفة من البلاد .

تولى رئاسة الوزارة بالإضافة إلي منصب وزير الداخلية في الوزارة التي قام بتشكيلها في ١٥ مارس ١٩٢٣- ٢٧ يناير ١٩٢٤ ، وتولي فيها أيضا وزارة العدل بالنيابة ١٨ نوفمبر ١٩٢٣، ونظراً لحنكته القانونية أطلق عليه لقب "شيخ القضاة"، وأطلق على وزارته اسم وزارة القوانين لكثرة ما أصدرته من قوانين.

وتولى هذا المنصب بعد نسيم باشا الذى لم تتمكن حكومته من السيطرة على موجة العنف المناهضة للإنجليز بمصر وصدر الإعلان عن الدستور المصري الجديد في عهده الذى شهد أيضا إنهاء الأحكام العرفية وهدوء طفيف في الوضع الداخلي وإعادة سعد زغلول من المنفي في أبريل ١٩٢٣ ليستمر على قمة الحياة السياسية الوطنية ، وقد خدم يحيى إبراهيم قبلها رئيسا لمحكمة الاستئناف وتولى وزارة العدل في حكومة يوسف وهبة باشا وكان يحيى إبراهيم على صلة وثيقة بالقصر وبعد استقالته اصبح رئيسا لحزب الاتحاد وهو تنظيم سياسي أنشئ لمساندة القصر ورغم هذه الصلات فقد انضم إلى حملة ١٩٣٤-١٩٣٥ للأحزاب السياسية المصرية المطالبة بإعادة النظام الدستوري .

من أهم أعمال وزارته : الإفراج عن الزعيم سعد زغلول بعد اقل من أسبوعين من توليه الوزارة، وكذلك المعتقلين في مصر، ثم المحكوم عليهم من أعضاء الوفد والمعتقلين منهم في سيشل، كما ألغيت الأحكام العرفية، ويعتبر إصدار الدستور في ١٩ من ابريل عام ١٩٢٣، أهم أعمال وزارته ، هذا بالإضافة إلى أنه سن قانون الانتخابات وأجريت الانتخابات في نزاهة.

كان رئيساً لحزب الاتحاد ، وهو حزب أنشئ لمساندة القصر عام ١٩٢٥، كما عين عضواً بمجلس الشيوخ في العام نفسه 1925 ، إستطاع أن يؤلف بين عمل الحكومة وبين عمل هيئة تنوب عن الأمة ، وأن تسعى الهيئتان متساندتين لأغراض متحدة .

اضطلع بمهام منصب وزير المالية في وزارة احمد زيور الثانية (١٣ مارس ١٩٢٥- ٧ يونيه ١٩٢٦)، وتولي الرئاسة والخارجية بالنيابة في هذه الوزارة (٣ مايو ١٩٢٥) ، رئيس مجلس الشيوخ من (١٥ يونيه ١٩٣١- ٣٠ نوفمبر ١٩٣٤) ، وله كتاب باسم "القطع المنتخبة" .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل