المحتوى الرئيسى

تقارير: روسيا تعلن وقف إطلاق النار في إدلب بالاتفاق مع تركيا

01/09 23:59

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية قوله إن وقفا لإطلاق النار قد بدأ في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال الروسي يوري بورينكوف قوله "وفقا للاتفاقيات مع الجانب التركي، فإن وقفا لإطلاق النار قد نفذ فعلا ظهر اليوم الخميس ( التاسع من كانون الثاني/يناير 2020)، حسب توقيت موسكو.

المعارك في منطقة إدلب السورية تجبر الكثير من السكان على الهرب. والكثير منهم يتوجهون إلى تركيا وبالتالي يعتبر الرئيس أردوغان أن اتفاقية اللجوء مع الاتحاد الأوروي في خطر. (02.01.2020)

تتواصل الغارات الروسية على ريف إدلب في أعقاب تكثيف النظام السوري هجماته على المنطقة بدعوى مواجهة جماعات جهادية وفصائل مقاتلة معارضة. لكن تعداد الضحايا في صفوف المدنيين نتيجة العملية العسكرية يزداد. (24.12.2019)

 وكانت تركيا طلبت من روسيا وقف إطلاق النار في المنطقة وأرسلت وفدا لموسكو الشهر الماضي لبحث المسألة. كما كان الملف في صدارة المشاورات التي أجراها الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته القصيرة لتركيا هذا الأسبوع.

من جانبه، أعلن الجيش الروسي أن وقفاً لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ الخميس بناء على اتفاق روسي تركي في محافظة إدلب التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وتنظيمات أخرى أقل نفوذاً، في شمال غرب سوريا. وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا في بيان إنه اعتبارا من الساعة 11,00 ت غ الخميس "دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وفقًا لاتفاق مع الجانب التركي". ولم يدل البيان بمزيد من التفاصيل.

 ويأتي وقف الإطلاق النار في وقت شهدت فيه مناطق ريف إدلب حركة نزوح هي الأكبر خلال العامين الماضيين من عمر الصراع في سوريا. ووثق فريق منسقي استجابة سوري اليوم الخميس نزوح حوالي 379 ألف شخص منذ بداية شهر تشرين ثان/ نوفمبر الماضي حتى اليوم، من مناطق ريف إدلب الشرقي بسبب العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.

وحذر منسقو الاستجابة في بيان لهم تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه "كافة الجهات الفاعلة في مناطق شمال غرب سوريا من  محاولة استغلال النازحين، مطالبا بمنع روسيا من إقرار أي مشروع خاص بسوريا بحسب ما جاء بميثاق الأمم المتحدة.

تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي سوريا آخر المعاقل الرئيسية لفصائل المعارضة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهي من جهة محاذية لتركيا الداعمة للمعارضة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. كما أن مدينة إدلب (مركز المحافظة) لا تبعد عن طريق حلب - دمشق الدولي سوى 20 كليومتراً.

قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا كان غالبية سكان إدلب يعتمدون على الزراعة وخصوصاً الزيتون والقطن والقمح. وبسبب اشتهارها بزراعة الزيتون فقد كان يطلق عليها "إدلب الخضراء". كما أنها كانت سوقاً تجارياً واسعاً للمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى كونها أحد مراكز صناعة الصابون في سوريا.

وتعرف محافظة إدلب بكثرة متاحفها ومواقعها الأثرية التي تعود لحقب تاريخية قديمة، ومن أبرزها مدينة إيبلا الأثرية، إحدى أقدم الممالك في سوريا قبل الميلاد. قبل اندلاع النزاع في 2011، كان متحف إدلب يتميز باحتوائه على مجموعة قيمة من الرقم المسمارية، التي تروي عبر نصوص سياسية وأدبية تاريخ مملكة إيبلا. إلا أن المتحف الذي أُعيد افتتاحه هذا الشهر، لم يسلم خلال سنوات الحرب من القصف وأعمال السرقة والنهب.

انضمت محافظة إدلب سريعاً إلى ركب الاحتجاجات على النظام السوري التي اندلعت في آذار/ مارس 2011، والتي تحولت لاحقاً الى نزاع مسلح تعددت أطرافه. وفي آذار/ مارس 2015 سيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم فصائل إسلامية وجهادية بينها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) التي تحولت إلى "هيئة تحرير الشام" على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.

بعد اقتتال داخلي بين الفصائل المتعددة في 2017، باتت هيئة تحرير الشام تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مقابل تواجد محدود لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي. وفي 18 شباط/ فبراير 2018، أعلنت الحركتان المذكورتان اندماجهما تحت مسمى "جبهة تحرير سوريا" لتخوضا مجدداً معارك مع جهاديي هيئة تحرير الشام.

ومنذ سيطرة فصائل المعارضة عليها، وطوال سنوات، شكلت محافظة إدلب هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديين جهاديين فيها بشكل دوريّ. ويعيش في إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نزحوا من مناطق أخرى، مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا إلقاء السلاح ولا سيما من الغوطة الشرقية التي خضعت لحصار طويل وهجمات عنيفة.

منذ 2014 تعرضت إدلب إلى عدة هجمات كيميائية، فبعد تأكيد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن قوات النظام استخدمت الغازات السامة في كل من بلدة تلمنس (21 نيسان/ ابريل 2014) وبلدتي سرمين وقميناس (آذار/ مارس 2015)، تعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في 2017، أدوى بحياة عشرات الأشخاص بينهم 30 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة النظام السوري بشن الهجوم، رغم نفي الأخير.

تشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في أيار/ مايو 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق في إدلب في أيلول/ سبتمبر الماضي. لكنها تعرضت نهاية 2017 لهجوم عسكري تمكنت خلاله قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في الريف الجنوبي الشرقي وعلى قاعدة عسكرية استراتيجية.

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في 26 تموز/ يوليو الماضي أن "هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد". وفي 9 آب/ أغسطس الجاري قصفت قوات موالية للنظام السوري مواقع في إدلب قالت بأنها لفصائل معارضة وجهاديين وألقت منشورات تدعو السكان للاستسلام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل