د/جوزيف رامز أمين يكتب: زخم احتفالات عيد الميلاد هذا العام

د/جوزيف رامز أمين يكتب: زخم احتفالات عيد الميلاد هذا العام

منذ 4 سنوات

د/جوزيف رامز أمين يكتب: زخم احتفالات عيد الميلاد هذا العام

عادة ما تكتمل احتفالات عيد الميلاد عند المصريين الأقباط-خاصة منذ تولي الرئيس/السيسى المسئولية فى عام ٢٠١٤-بزيارته مقر الاحتفالية الكبرى التى يرأسها بابا الكنيسة :البابا/تواضروس الثانى ،وتمت هذا العام فى كاتدرائية "ميلاد السيد المسيح "بالعاصمة الإدارية الجديدة ،وتهنئته بنفسه لجموع المحتفلين..ولعل هذا ما يؤكد حرص القيادة السياسية العليا فى مصر-والتى تتوجه بالتهنئة أيضا لاقباط المهجر -حرصها على تحقيق التآخي بين أبناء الوطن الواحد ،وأثلج قلوب المسيحيين الأقباط فى مصر والذين قد يكونوا قد افتقدوا مثل هذه الحميمية والتلاقى التوثيق مع الرئيس بنفسه فى السنوات الماضية ..إضافة إلي مسألة تقنين أوضاع الكنائس والعديد من القرارات الهامة المنصفة للأقباط،والتى تحقق المصالحة وتستحق الإشادة.\nولقد دعا الرئيس السيسى فى كلمته المقتضبة لجموع الشعب من مقر الاحتفالية للحب والمساواة بين أبناء الوطن الواحد..كما دعا لعدم القلق وان نكون يد واحدة تعتنى بالوطن..ودعا ان يلهمنا الله الصدق والبصيرة والإجراء الأفضل..وقال اننا نتعامل بشرف فى زمن ينعدم فيه الشرف..مطالبا بأن تصل دعوة الحب لجميع المصريين ونكون معا يد واحدة .\nمواقف وطنية من الدولة والكنيسة:\nولكى يكون الفرد منصفا يجب أن نذكر أن قرار الاحتفال بعيد الميلاد فى يوم ٧ يناير من كل عام قد أقره الرئيس الأسبق/حسنى مبارك فى مبادرة طيبة من الدولة لإضفاء الصبغة الرسمية على الاحتفالات التى اعتادت الكنيسة والمواطنين الأقباط الاحتفال بها فى هذا اليوم..وأصبحت اليوم عطلة رسمية للدولة...\nوفى عداد المواقف الوطنية ،ينسب أيضا للرئيس/عبد الناصر احتضانه للكنيسة القبطية عندما وضع بنفسه مع البابا/كيرلس السادس حجر اساس بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى ستينيات القرن الماضى ،وتبر٨عه الشخصى مع أفراد أسرته من أجل بناءها ..ومشاركته مع الإمبراطور الاثيوبى الراحل/هيلا سيلاسي والبابا/كيرلس فى العديد من الاحتفالات الدينية التى أقيمت بها.\nولاشك أن مظاهر وطنية الكنيسة القبطية و التى لخصها ا.د. على الدين هلال فى مقال رائع له بالأهرام قبل يومين قد تجلت بأحسن صورها فى مواقف الباباوات الاقباط من قضايا الوطن والمواطنة ومواجهة الفكر المتطرف والعنف والارهاب..فنجد المتنيح البابا/شنودة الثالث والذى عانى من العزل والاقصاء من منصبه فى الدير منذ سبتمبر ١٩٨١ وحتى يناير ١٩٨٥..يتجسد موقفه فى مقولته"ان مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه"مواجهته\nبذلك و بحكمته المعتادة أخطر مواقف مر بها الوطن وخرج إلى بر الأمان سالما.\nويكمل البابا/تاوضروس الثانى مسيرة الوطنية والانتماء لمصر فى وقت تنامت فيه تيارات الاصولية والتعصب وحرق الكنائس ابان ثورة ٣٠ يونية ودعم الكنيسة القبطية لها ..وذلك بمقولته الشهيرة "ان وطن بغير كنائس افضل من كنائس بلا وطن"؛وهو الذى شارك بحكمته فى اجتماع تاريخي يوم ٣/٧/٢٠١٣ضم قيادات الوطن المدنية والدينية و برياسة وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي لاعلان اقصاء حكم الاخوان ونهاية حقبة صعبة عانت فيها مصر الامرين من الحكم المتطرف الذى لم تعرفه سماحة الإسلام وما عاش عليه هذا الوطن المسالم.\nمستقبل مصر مرهون بقوة وحدتها الوطنية:\nولعل مسيرة مصر القوية والمتسامحة والمتطورة قد انطلقت لتحلق فى آفاق الوطن والإقليم والعالم بعقل راجح وإرادة وطنية صلبة ووحدة لأبناء هذا الوطن الشامخ فى مواجهة قوى الرجعية والهدم والتعصب ،ولا تستطيع مصر ان تنجز هذا الكم الهائل من المشروعات والطموحات الكبرى و التى تنقلها للعالمية الا اذا تكاتف أبناؤها وتكاتفوا وتضامنوا...\nوايضا لا تنجح سياستها الخارجية وتلحق فى الآفاق الا اذا استمدت من الوحدة الوطنية الالهام وظل شعارا مرفوعا من الوطن فى مواجهة اى أزمات أو شدايد ومحن.. سيخرج منها منتصرا بفضل قوة وحدته ا لوطنية وسلامة بنيانه وتحوله لصخرة منيعة فى مواجهة اى فعل طايش أو متهور قد ينال من حقوقه أو يحد من قدراته وإمكاناته. .

الخبر من المصدر