المحتوى الرئيسى

الدرس الإيماني مما حدث - بلكونة

01/06 16:00

كلنا تعلمنا في المدارس، وقرأنا في الكتب ما ورد في الحديث الشريف «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا وصلوا حتى ينجلي» متفق عليه، وعرفنا أن حدوث الآيتين بأمر الله ومكتوب في تقديره، وليس اضطرابا في الطبيعة كما يقولون في الغرب، إنما هو تخويف من الله لعباده، وتذكيرهم بآياته، مصداقا لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رواية عند مسلم «آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده»، وتعلمنا من علمائنا وفي الكتب، أنه يشرع عند حدوث أي واحد من الحدثين المسارعة إلى الصلاة والإكثار من الدعاء والاستغفار والأذكار، فما يدري الإنسان ما الذي يحدث عقبهما، وهذا -ولله الحمد- ما تسير عليه البلاد وما يحث عليه ولاة أمرنا وعلماؤنا والدعاة الثقات قبيل حدوث أمر من أمر الكسوف أو الخسوف، وهو المنهج الصحيح الذي يسير وفق منهجنا الديني القويم في بلادنا، ولله الحمد والشكر.

هذا ما يجب أن يصل إلى فهم أولادنا وإلى كثير من الناس، حتى لا تغيب عنهم الحكمة مما يحدث في الكون بأمر الله -سبحانه وتعالى- وتدبيره، لأن فيما يحدث من كسف وخسف وغير ذلك فيه «درس إيماني كبير وعميق»، يعمق في الإنسان إيمانه في ربه سبحانه وتعالى، وفي قدرته وقوته وحكمته وملكوته، وأيضا يبين للإنسان ضعفه وقلة حيلته وعجزه أمام جبروت الله وعظمته، ويكشف للإنسان جزءا من أسرار الكون وإبداع الخالق في خلقه السموات والأرض وما بينهما، وإن في حدوث الكسوف والخسوف، وفي حدوث أي أمر في الكون من متغيرات، يجعل نواميس الكون تتغير وتتبدل، أن فيها -بدون أدنى شك- تنبيها، وفيها رسائل يستقيها الإنسان تدعوه إلى اليقظة، كي يصحح مسار حياته وعلاقته بربه وعلاقته بدينه، وفي كل معاملاته في الحياة، فلا يوجد إنسان كامل في الحياة أو يدّعي الكمال، لأن الكمال لله وحده جلّ في علاه سبحانه وتعالى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل