المحتوى الرئيسى

مفتي الجمهورية الأسبق: أمي كانت تدعو لي «ربنا يجعل فى وجهك جوهرة وفى فمك سكرة»

12/15 18:10

هو فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة محمد عبد الوهاب سليم عبد الله سلمان، ولد فضيلته بقرية طنسا بني مالو التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف بصعيد مصر 3 مارس1952.

ونشأ "جمعة" في أسرة طيبة صالحة حيث كان والده محاميا شهيرا، وتربى على مكارم الأخلاق والديانة والعفة، وبدأ تلقي العلم النظامي منذ كان في الخامسة من عمره فحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1963م، والإعدادية سنة 1966م من مدينة بني سويف، كما بدأ حفظ القرآنf="/tags/1141-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85">القرآن الكريم في سن العاشرة وأتمه قراءة على الشيوخ في سنة 1969م، وكان مُغرمًا بالقراءة والاطلاع مما كان له أثر كبير على تنمية ملكاته الفكرية المختلفة.

ثم انتقل إلى القاهرة فحصل فيها على الشهادة الثانوية عام 1969م، ثم التحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس حتى تخرج فيها حاصلا على درجة البكالوريوس في مايو عام 1973م.

ثم التحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف عام 1975م، فبدأ في تلقي العلوم الشرعية واللغوية على كبار الشيوخ، منهم الشيخ محمد محمود فرغلي، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والشيخ السيد صالح عوض، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والشيخ علي أحمد مرعي، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والشيخ إبراهيم أبو الخشب، أستاذ الأدب بالأزهر.

كما حفظ المتون العلمية في التجويد، والحديث، واللغة، والفقه، والفرائض، وجَدَّ في الطلب والقراءة على الشيوخ حتى تخرج في عام 1979م، ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا بكلية الشريعة والقانون ، حتى نال درجة (الماجستير) في سنة 1985م بدرجة ممتاز، ثم حصل على درجة العَالِمية (الدكتوراه) بمرتبة الشرف الأولى سنة 1988م.

كما حصل الشيخ على أعلى الأسانيد في العلوم الشرعية وإجازات من أفاضل العلماء في العلوم الشرعية في الفقه والحديث والأصول وعلوم العربية، منهم الشيخ العلامة محمد أبو النور زهير، وكيل جامعة الأزهر الأسبق، وأستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة، وعضو لجنة الفتوى، قرأ على فضيلته كتابه «أصول الفقه» كله في أربعة مجلدات، الشيخ جاد الرب رمضان جمعة، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والذي كان يُطْلَق عليه رحمه الله تعالى «الشافعي الصغير»، وذلك لشدة تبحره واطلاعه على كتب الشافعية، درس على فضيلته «فقه الشافعية» في أثناء مرحلة الإجازة العالية، ودرس عليه أيضًا «الأشباه والنظائر» للإمام السيوطي في القواعد الفقهية، الشيخ الحسيني يوسف الشيخ، أستاذ الفقه والأصول بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قرأ على فضيلته الفقه الشافعي في أثناء الإجازة العالية، وفي مرحلة الدراسات العليا قرأ عليه «التمهيد في تخريج الفروع على الأصول» للإمام الإسنوي، الشيخ عبد الجليل القرنشاوي المالكي، أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، قرأ على فضيلته «شرح العضد على ابن الحاجب» في أصول الفقه، الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر، استفاد من فضيلته ولازمه مدة، الشيخ عبد العزيز الزيات، شيخ قراء العصر، قرأ على فضيلته طرفًا من كتاب «مغني المحتاج شرح المنهاج» في فقه الإمام الشافعي، الشيخ محمد إسماعيل الهمداني، من أئمة القراءات، قرأ على فضيلته القرآن في ساحة المسجد الأزهر الشريف، وأخذ عنه طرفًا من علم النحو، الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري، الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وغيرهم .

عين عضو بلجنة الفتوى بالأزهر الشريف منذ عام 1995م، وقد عينه فيها فضيلة الشيخ جاد الحق، فكان أصغر عضو بها، وكان ذلك بطلب من رئيسها الشيخ عطية صقر رحمه الله، وطلب أعضائها الشيخ عبد الرازق ناصر، والشيخ الحملي، وغيرهم، وظل بها حتى عام 1997م.

إلي أن تولي فضيلته مفتيا للديار المصرية منذ عام 2003م وحتى الآن ، عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف منذ عام 2004م وحتى الآن.

بدأ الشيخ علي جمعة في بناء أسرته عام ١٩٧٤، أى منذ نحو 45 عاما، حين تزوج فى عمر ٢٢،

وأسرتة الصغيرة تتكون منه ومن زوجته، التى أنجب منها ٣ بنات، تزوجن جميعا وأنجبن ٦ من الأحفاد، ويرى الشيخ أن هذه الأسرة الصغيرة أعطته فرصة التربية الحسنة لبناته، وتسببت فى جعلهن فى مستوى أرقى ماديا واجتماعيا.

وعن أسباب تسميته «أبوعبادة» يقول إنه كان يكنى بـ«أبودعاء» على اسم ابنته، لكنه اختار لنفسه كنية «أبوعبادة» لحبه فى سيدنا أبوعبادة، ثم رزقه الله بولد عام ١٩٩٢، سمّاه «عبادة» لكنه مات بعدها بقليل.

بعد زواج بناته، يستقر الشيخ حاليا فى منزله بمدينة السادس من أكتوبر بالقرب من مسجد «فاضل» الذى يعتبره خلوته، ويلتقى فيه مريديه من العلماء والمثقفين وكبار رجال الدولة.

تفاصيل يومه تبدأ مع صلاة الفجر، ويرى أن الالتزام بها وبمواقيت الصلاة يجعل الإنسان أقدر على التوفيق بين التزاماته الأسرية والعملية. يقول: «أنظم وقتى تبعا لمواقيت الصلاة، وأنام حاليا لمدة ٦ ساعات، وكنت فى بعض الأوقات وأثناء الدراسة أنام لمدة ٤ ساعات فقط، وبالصلاة أستطيع تقسيم وقتى والتزاماتى بسهولة».

وجبة إفطاره عادة ما تتكون من طبق الفول بالزيت والليمون، الذى يفضل أن يبدأ به يومه مثل كثير من المصريين، أما شرابه المفضل فهو «عصير القصب»، الذى يقول عنه إنه كان يرى عند أى بائع للقصب الآية الكريمة التى تقول: «وسقاهم ربهم شرابا طهورا»، لذا وقر فى ذهنه أنه حين يشرب هذا العصير فإنه يرتوى بشىء من شراب الجنة.

عن طفولته يتذكر الشيخ: «كان أول ما تعلمته فى صغرى هو إحسان العلاقة بين الرجل والمرأة، لأن الأسرة هى الوحدة التى يبدأ منها بناء المجتمع الإنسانى، كما تعلمت حب الريف».

فى الريف يرى الشيخ أن أكثر ما أثر فيه هو تعلم الأصول والقيم التى لا يوجد مثلها فى مجتمع المدينة، ويقول: «كان والدى وأعمامى يقيمون بالمدينة أما جدى محمد عبدالوهاب فكان يقيم بمنزله الكبير على هيئة دوار، فى قرية طنسا بني مالو التابعة لمركز ببا ببنى سويف، وكنت أذهب إليه كثيرا مع أبناء عمى».

ويضيف: «فى هذا المكان تعلمت معنى الاجتماع بالعائلة، والقيم والأصول، كما تعلقت بالريف وأحببته، واعتدت زيارة المزارع والجناين التى كنت أذهب إليها كثيرا». ويروى الشيخ أن أكثر الشخصيات التى أثرت فى تكوينه هى شخصية والده، الذى كان متعلقا به كثيرا، لأنه الولد الوحيد بين أبنائه، لذا تعلم منه حب التعلم والرغبة فى المعرفة. عن هواياته يقول: «كنت فى شبابى أحب رياضة التنس وأركب الدراجات وألعب كرة القدم، وظللت أحب هذه الأشياء إلى أن كبرت فى السن، فأصبحت رياضتى الحالية هى المشى».تعلقه بالرياضة فى صغره استمر معه على هيئة تشجيع لعبة كرة القدم، خاصة المنتخب الوطنى الذى يتابع مبارياته المهمة. يقول: «لا أنسى أبدا لقطة للمرحوم حمادة إمام عندما كان يلعب فى إحدى المرات وكان منفردًا بالجون، لكنه بغرابة لعب الكرة إلى خارج المرمى».

أمه كانت تدعو له: «ربنا يجعل فى وجهك جوهرة وفى فمك سكرة»

منذ مولده فجر الإثنين ٣ مارس ١٩٥٢، ظل «على جمعة محمد عبدالوهاب» متعلقا بوالدته السيدة «فتحية الحموى»، حتى توفاها الله عام ٢٠٠٢، خاصة أنه كان الولد الوحيد على بنتين، ويذكر عنها أنها كانت- رحمها الله- تحافظ على صلاتها وصيامها بشكل دائم حتى يوم وفاتها.

من والدته تعلم «الشيخ على» الكرم وحسن الخلق، وهدوء النفس، كما تأثر كثيرا بدعائها له، أن يهبه الله الخير والعلم والقبول، ويروى عنها أنها كانت دائما ما تدعو له قائلة: «ربنا يجعل فى وجهك جوهرة وفى فمك سكرة»، وهو دعاء مقصود به أن يهبه الله طلاقة الوجه والقبول وحسن المنطق والحديث.

أما الأب فكان جمعة محمد عبدالوهاب، المولود بقرية طنسا القريبة من مدينة بنى سويف، وكان أكبر إخوته السبعة، وتخرج فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة، واشتغل بالمحاماة.

كان الأب متخصصا فى قضايا الأحوال الشخصية، ما جعله مهتما بدراسة الفقه والمسائل الشرعية بوجه خاص، حتى اشتهر بذلك وأصبح حجة فيها، حتى توفاه الله عام ١٩٨٧.

منزل الأسرة كان له أبلغ الأثر فى نشأة «الشيخ على»، بعدما تأثر بقيمها وأخلاقها، كما كان لمكتبة أبيه العامرة أثر بالغ فى تكوينه ودفعه نحو الرغبة فى التعلم وحب الاطلاع، حتى إن كثيرا من هذه الكتب ما زالت فى منزله حتى يومنا هذا.

فى سن العاشرة بدأ على جمعة حفظ القرآن فى بنى سويف، ثم حصل على شهادتيه الابتدائية والإعدادية، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى القاهرة عام ١٩٦٧، ليكونوا بالقرب من أخته التى بدأت دراستها بكلية الهندسة فى جامعة القاهرة.

فى القاهرة أتم الشيخ دراسته وحصل على شهادة الثانوية عام ١٩٦٩، ثم حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس فى مايو ١٩٧٣.

أثناء دراسته بالأزهر، تلقى الشيخ على جمعة العلم على يد عدد من كبار المشايخ، كما أثار إعجاب أساتذته بعلمه ودقته، حتى إن الدكتور عبدالحميد ميهوب أستاذ الشريعة بكلية الحقوق، وأحد المناقشين لرسالته فى الدكتوراه قال عنه: «خلصت فى حياتى إلى ٣ رسائل استوفت المنهج العلمى بشكل واف، منها رسالة الأستاذ الدكتور على جمعة».

ونتيجة لهذه العلاقة المتميزة، يكثر الشيخ فى أحاديثه ولقاءاته من الاستشهاد بأقوال هؤلاء العلماء الذين تتلمذ على أيديهم ويعتبرهم من مشايخه، كما يحكى عن مواقفه معهم أثناء دراسته فى كلية الشريعة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل