المحتوى الرئيسى

مخرج «ممالك النار»: المسلسل ضم فنانين من 18 دولة.. والتصوير استغرق 3 أشهر

12/14 23:31

لا يزال الدخان يتصاعد من النار التى أشعلها مسلسل «ممالك النار»، الذى عُرض مؤخرًا وحقق رواجًا غير مسبوق، بعد أن فضح جرائم الدولة العثمانية، خاصة فيما يتعلق بـ«احتلال» مصر، بجانب «عنصر الإبهار» بالأداء الخرافى للفنانين، والإبداع الذى ظهر فى عناصر التصوير وتصميم المعارك والمكياج وغيرها من الأدوات الفنية.

من هنا التقت «الدستور» المخرج السورى عزام فوق العادة، وهو أحد مخرجى العمل الثلاثة، وتولى إخراج الجوانب الدرامية فى مشاهد المعارك القتالية بالمسلسل، فى حوار كشف خلاله الكثير من كواليس التصوير وكتابة المشاهد، وطبيعة التعاون بين فريق العمل.

■ بداية.. مَنْ رشحك للمشاركة فى العمل؟

- شركة «جينوميديا» الإماراتية، منتجة العمل، رشحتنى أنا وكامل فريق العمل وعلى رأسه المخرج بيتر ويبر مخرج الوحدة الأولى، إضافة إلى الفنيين وفريق الإخراج وغيرهم.

■ ماذا عن التحضيرات الأولية قبل التصوير؟

- أنا أعتز كثيرًا بهذه التجربة الغنية فنيًا وتقنيًا وإنسانيًا، التى جعلتنى أتعرف على فنيين مهمين من أنحاء العالم، فهذا النوع من المسلسلات يحتاج إلى فريق يعمل بروح جماعية، فالتجربة كانت مزيجًا من ثقافات مختلفة، وضمت فنانين من ١٨ جنسية، وحاولنا فى التحضيرات الأولية ضبط إيقاع العمل لتجنب الوقوع فى أى أخطاء، خاصة أنه عمل تاريخى، وكنا محكومين بظروف تقنية وبشرية ومادية جعلتنا نبذل أقصى ما لدينا من جهد لإخراجه على أفضل شكل ممكن.

■ هل هناك مراجع معينة اعتمدت عليها؟

- المراجع كانت الأساس، لكن ليست بصورة كاملة، فـ«شخصية طومان باى»، على سبيل المثال، عبارة عن رجل محنك عسكريًا ومحب لأهله، لكنه ضعيف من حيث العتاد العسكرى، فكان لا بد أن نجد شيئًا يظهر الفخ الذى يمكن أن نبنيه فى هذه المعركة بينه وبين سليم الأول، لذا بدأنا فى البحث مع المدقق التاريخى المرافق للعمل «عدنان الوحيشى»، وتواصلنا مع خبراء متقاعدين فى الجيش التونسى، وكذلك الدكتورة رانية باراك، الاختصاصية باستراتيجيات المعارك من السوربون، ليساعدوننا فى الإجابة عن كل هذه الأسئلة، فهذه الدراسات أثرت فى محتوى وشكل مشاهد القتال وأهّلتنا للمراحل التالية.

■ كيف أدرت العملية الإخراجية؟

- العمل ضم وحدتى تصوير، الأولى مع المخرج البريطانى بيتر ويبر، والثانية معى، إلى جانب مخرج «الأكشن» الإسبانى أليخاندرو توليدو، وضم عملى عدة مراحل، من ضمنها مراجعة المحتوى دراميًا مع الكاتب والشركة المنتجة، كما توليت تصميم مشاهد المعارك.

■ ماذا عن تصميم المعارك دراميًا؟

- كتبت التصميمات بروح مختلفة، ثم عرضتها على مجموعة من الفنيين، الذين شكّلوها ونفذوها، وفريق العمل أخرج هذه المشاهد على النحو الذى شاهده الجمهور، وجميعنا تناقشنا فى كل مشهد لإخراجه بالشكل المطلوب، وبحثنا المراد منه، وكيف يمكن أن نضيف له، وما الحدث التاريخى والوثائق التى سوف نعتمد عليها.

■ كيف صورتم المشاهد القتالية؟

- بعدما انتهينا من كل تفاصيل التحضيرات الخاصة بالعمل، أصبحنا مستعدين لانطلاق التصوير فى الوحدة الثانية للمسلسل، بجانب المخرج الإسبانى أليخاندرو توليدو، وعقدنا لقاءً مع الممثلين، واستمعنا لوجهات نظرهم.

■ ماذا عن كواليس التعاون مع أليخاندرو توليدو؟

- يمتاز أليخاندرو توليدو بخبرة تقنية عالية جدًا، فقد كان يغير الكاميرات والعدسات فى كل لقطة بسرعة كبيرة وبدقة عالية، كما كان شخصًا محترفًا تمامًا فى فكرة استخدام الـback light والنار والدخان والمتفجرات، خلال تصويرنا المعارك القتالية، وعلاقاتنا كانت متكاملة وممتازة وتبادلية، كنا نتناقش فى التصميم والتنفيذ ونتقاسم المهام اليومية.

■ فى أى شىء يختلف عن مصممى المعارك فى عالمنا العربى؟

- لا أستطيع مقارنة أليخاندور بأى من الزملاء العرب، لأنه لم يتسن لى العمل مع محترفين عرب بهذا المستوى، لكن لا شك أنه يوجد تخلف كبير فى السينما العربية فى مجال الخدع البصرية وتصميم المعارك، وقد سبقنا صنّاع الأفلام فى أنحاء مختلفة من العالم فى هذا المجال بأشواط.

■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك؟

- كان هناك العديد من الصعوبات التى تطلبت بحثًا طويلًا، خلال فترة التحضير، إذ كان علينا قراءة ومشاهدة كل ما توافر على الإنترنت من مراجع، للوقوف على التفاصيل النهائية للعمل، وبالطبع لم يكن ذلك كافيًا من ناحية التفاصيل التى نريدها ونحتاجها كصنّاع أفلام، فالمرجع التاريخى قد يقول لك إن الجيش الفلانى تقدم أو تأخر مثلًا، لكن لا يذكر ما الهتافات التى كانت تتردد أو نوع الملابس أو الخطة العسكرية التى كانت متبعة وقتها، على سبيل المثال كان علىّ أن أبحث كثيرًا لأصل إلى فكرة استخدام «المنجنيقات» رغم وجود المدافع فى ذلك العصر.

■ وماذا عن المشهد الأصعب؟

- معركة «الريدانية» هى الأصعب نسبيًا، ورغم التخطيط والتحضير الكبيرين فقد واجهتنا صعوبات طبيعية، مثل العواصف فى الصحراء التى أوقفت أعمال التصوير لعدة أيام، وبعض الإصابات فى الخيول أو الكومبارس، وطبيعة جغرافيا المنطقة المختارة للتصوير.

■ هل اعتمد تصوير المعارك على المؤثرات البصرية أم التصوير المباشر؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل