المحتوى الرئيسى

لبلبة: تقمصت دور "ميتة" 6 أشهر بسبب "الشارع اللي ورانا"

12/14 10:03

«مصدر البهجة والمرح» هكذا يقترن اسم الفنانة الكبيرة لبلبة، التى تشيع أجواء من السعادة أينما حلت، حيث إنها «معجونة فن» منذ نعومة أظافرها ما بين التمثيل والغناء والتقليد والرقص، ما جعلها حالة فنية متفردة عن غيرها من النجمات.

وفى حوارها مع «الوطن» تفتح لبلبة خزائن أسرارها لتتحدث عن تفاصيل حياتها الشخصية والمهنية، ولم يخل حديثنا معها عن ذكرياتها مع والدتها الراحلة، التى تفتقدها فى كل زمان ومكان، وإلى نص الحوار.

ما موقفك من المشاركة فى الجزء الثانى من فيلم «كازابلانكا» حال تقديمه؟

- لا أمانع مشاركتى فيه شريطة جودة الدور وتأثيره فى الأحداث، لا سيما أن الجزء الأول حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وسعدت فيه بالتعاون مع المخرج بيتر ميمى والمنتج وليد منصور.

على ذكر بيتر ميمى.. هل تشعرين بغربة عند تعاونك مع جيله من الشباب بعد اقتران اسمك بكبار المخرجين فى مسيرتك السينمائية؟

- على الإطلاق، فقد سبق وتعاونت مع المخرج أسامة فوزى فى فيلم «جنة الشياطين»، الذى كان بمثابة ثانى تجاربه الإخراجية بعد فيلمه «عفاريت الأسفلت»، واستمتعت بالعمل معه لأنه كان مبدعاً بما تعنيه الكلمة، ووقتها كنت أعيش حالة نجاح فيلم «ليلة ساخنة» للمخرج عاطف الطيب، الذى نلت عن شخصية «حورية» فيه العديد من الجوائز، ولذلك كنت متخوفة من تقديم أعمال أقل منه فى المستوى، وبعدها حدثنى محمود حميدة وقال لى نصاً: «نونيا، هيجيلك سيناريو من إنتاجى، إحنا صحيح أصحاب لكن عاملينى زى أى منتج»، فقلت له: «بلاش الكلام ده.. خلينى أقرا» وسعدت حينها بمستوى الفيلم وحرفية أسامة فوزى، لأننى أحب المخرج الذى يُتعبنى أثناء التصوير.

وما أوجه التعب التى واجهتكِ فى «جنة الشياطين»؟

- «أسامة» طالب ماكيير الفيلم بدهن جسدى بـ«الماكياج» فى عز الشتاء، فضلاً عن إظهارى متسخة الأظافر والأسنان لرغبته فى ظهور «حبة» غامقة وسمراء اللون، فكنت أعتلى الكرسى حينها ليتمكن الماكيير من دهن رقبتى وأظافرى.

ألم تخشى حينها من ظهورك بهذه الهيئة الشكلية، بخاصة أن هناك فنانات يرفضن الظهور على هذا النحو؟

- لا يعنينى شكلى أو مظهرى فى أعمالى الفنية، بدليل خضة الجمهور من هيئتى فى مسلسل «مأمون وشركاه»، وتساءلوا: «هى لبلبة جرى لها إيه؟»، وذلك من فرط الإنهاك الذى بدا علىّ والتجاعيد التى كست وجهى، وأرجع ذلك إلى الماكيير شريف هلال، الذى كنت أخضع للمسات أنامله لمدة ساعتين يومياً، كما أن شخصية «حميدة» مرت بمراحل عدة على مدار الأحداث، إذ زهدت الحياة بعد صدمتها فى أبنائها، ما دفعها لترك منزلها ومنزل أبيها الذى تربت فيه، والاتجاه للإقامة داخل دار للمسنين.

ألا ترين أن الخط الدرامى لشخصية «حميدة» حمل إسقاطات سياسية حينها؟

- أوافقك الرأى، فبيت «حميدة» حمل إسقاطاً على مصر، التى دخلها الإرهابيون واليهود وما إلى ذلك، ومن هذا المنطلق أعتز كثيراً بهذه الشخصية بنفس درجة اعتزازى بـ«حورية» فى «ليلة ساخنة»، كما أحب مسلسل «صاحب السعادة» الذى أشاع بهجة فى البيوت، «ومهمنيش وقتها أعمل دور جدة رغم إن واحدة تانية ممكن تقول وأنا أطلع جدة ليه»، فأنا حينما أمثل شخصية أنفصل تماماً عن لبلبة، ولك فى دور الميتة التى جسدتها فى مسلسل «الشارع اللى ورانا» خير دليل ومثال، ودعنى أتساءل: «هو فيه حد مات قبل كده ورجع قالنا بيمشى إزاى ولا عينيه بتتحجر إزاى؟» بالتأكيد لا، ولكنى صممت 3 مشيات للشخصية وعرضتها على المخرج مجدى الهوارى، واختار التى اتبعتها فى أثناء التصوير، كما ظهرت بماكياج شاحب وعينين متحجرتين، ولذا أعتبر هذا الدور من أصعب الأدوار، ولكنى أحب الشخصيات الصعبة ولا يعنينى ظهورى جميلة، فالمهم أن أظهر بشكل يتماشى مع طبيعة الدور.

وهل انعكست شخصية «الميتة» على حياتك العادية أثناء تصويرها؟

- «كنت بحلم بكل أموات عيلتى بشكل يومى»، وذات مرة كنت متجهة إلى حمام غرفتى بالمنزل، وفجأة لمحت نفسى فى المرآة أسير بنفس طريقة سير «الميتة»، حيث ظللت على هذه الحالة طيلة فترة التصوير التى استغرقت 6 أشهر، كما كنت كلما أدخل للمنزل حتى وقت قريب أنادى بأعلى صوتى: «ماما»، وذلك لاعتيادى على مناداة أمى، رحمها الله، على هذه الطريقة فى حياتها.

يبدو من نبرة صوتك أنك تعانين من افتقاد والدتك؟

- نعم، فقد امتنعت عن دخول شقتنا لمدة 6 أشهر بعد وفاتها، رغم أنها رحلت عن دنيانا داخل أحد المستشفيات وليس فى المنزل، وحينها مررت بحالة نفسية سيئة دفعتنى للإقامة لفترة عند أقاربى بمنطقة مصر الجديدة، ولكن سرعان ما انتقلت إلى أحد الفنادق بعد شعورى بالخجل منهم، كما اصطحبتنى ليلى علوى إلى منزلها بمنطقة العين السخنة، ولن أنسى دعم يسرا وموقف إلهام شاهين بحضورها لحظة دفن والدتى وعدم تركى للحظة، وكذلك الأمر بالنسبة لمحمود عبدالعزيز وزوجته بوسى شلبى.

وكيف جاءت عودتك للمنزل بعد هذه الفترة؟ وما الشعور الذى انتابك لحظة فتحك باب الشقة؟

- وعدتنى زوجة شقيقى بالإقامة معى فى الشقة، وقالت لى: «هنحاول نغير من عفش البيت ولون الستائر والحوائط ومش هسيبك»، فكنت لا أدخل المنزل من غيرها، «لأنى كنت بعيط كل ما بدخل الشقة لوحدى» وفى يوم ما فاجأتنى قائلة: «بنتى عندها فرح النهارده وأنا هقعد مع الأحفاد، معلش هتأخر عليكى شوية» فصعدت إلى شقة جارتى منتظرة عودتها لأدخل شقتى معها، ولكن تلقيت اتصالاً منها تعتذر فيه عن عدم حضورها فى هذه الليلة، فاضطررت للمبيت فى شقة جارتى لمدة 15 يوماً كاملة، وبعدها حدثنى الكثيرون عن ضرورة عودتى لبيتى، باعتباره المكان الذى يشهد ذكرياتى مع أمى، وبالفعل عدت إلى الشقة دون إحداث أى تغيير فى الأثاث، كما احتفظت بصورى المُعلقة على الحوائط، رغم عدم حبى لهذا الأمر.

لماذا لا تحبين وضع صورك على الحوائط؟

- «ليه أحط صورى؟ نرجسية مثلاً؟» أمى كانت تحب صورة معينة لى، وتُحدثنى بشأنها قائلة: «هى دى نونيا مش لبلبة»، ورغم عدم وجود فارق بين الشخصيتين، إلا أنها كانت تحب هذه الصورة بشدة.

كيف تصفين دور والدتك فى حياتك الفنية منذ طفولتك وصولاً لمرحلة النجومية؟

- أمى أول من لمست موهبتى فى الثالثة من عمرى، حيث كنت طفلة غريبة أقلد كل المترددين على منزلنا، وأرقص مع تشغيل الموسيقى وأغير طريقة الرقصة مع تغيير نوعية المزيكا، كما كانت ترافقنى فى التصوير وحفلات عبدالحليم حافظ، فمثلما لم أختر اسمى أو أمى أو أبى فأنا لم أختر الفن، ولكن «ربنا خلقنى إنى أكون فنانة».

ولكن لو لم تكن لبلبة فنانة.. فماذا ستصبح؟

- لم يخطر هذا السؤال على ذهنى أبداً، بسبب عشقى الشديد لمهنتى وجمهورى منذ طفولتى، وسعيى نحو إضفاء البسمة على وجوه الناس أثناء غنائى، نظراً لشعورى الدائم بأننى خُلقت لإسعاد الجمهور، كما أن حياتى كانت مليئة بالمسئولية منذ صغرى، فكنت حينما أرى الأطفال من شرفة المنزل يلعبون لعبة «الأولى»، كنت أقول لأمى: «عاوزة ألعب معاهم»، فترد: «لأ، أخاف على صوتك لإن عندك حفلتين النهارده، وكنت أقلد الفنانين فيهم» ولكنى جلست مع نفسى أخيراً، وكنت أشعر بضيق من الـ«سوشيال ميديا»، لأنها أصبحت ساحة لتبادل الشتائم، ولذلك لا أستسيغ مثل هذه المواقع، رغم أننى أعتبر نفسى شخصية محبوبة من الناس، ولكنى سألت نفسى: هى الحياة بقيت كده ليه؟ يا ترى علشان أنا فنانة؟ طيب لو مكنتش فنانة كنت هبقى إيه؟ فأدركت بعد مرحلة تفكير أننى لو لم أكن فنانة لأحببت أن أكون طبيبة أطفال.

لماذا اخترتِ هذه المهنة تحديداً؟

- لأننى أحظى بحب كبير من الأطفال العاديين أو من ذوى القدرات الخاصة، الذين أزورهم فى الجمعيات والمنظمات الخيرية من حين لآخر، وأجدهم يجرون نحوى قائلين: «لبلبة.. لبلبة»، ولذا أتمنى أن أقدم عملاً عنهم أجسد فيه دور أم لطفل معاق، أو أؤدى دور سيدة تعانى درجة من درجات الإعاقة، كما أتمنى عدم السخرية منهم بأى شكل من الأشكال، لأنهم ملائكة على هيئة بشر، ولكن بعيداً عن كل ذلك، فأنا لا أتخيل حياتى سوى أن أكون فنانة، وعلى الرغم من قلة الأجور فى بداياتى الفنية، إلا أننى ربيت أشقائى وكنت مسئولة عن أهلى، وأضع نفسى تحت خدمة أى شخص بحاجة للمساعدة، كما أن كل تصرفاتى واختياراتى الفنية كانت محسوبة من فرط احترامى للناس.

وفى رأيك، لماذا لا يضع عدد من الممثلين الحاليين حساباً لتصرفاتهم فى بعض الأحيان؟

- لن أتحدث عن أحد بعينه، ولكن الدنيا تطورت عن ذى قبل، فرغم اعتيادى على أجواء المسرح ومقابلة الجمهور، إلا أننى تربيت مع أشقائى على كلمة «عيب»، ولذا لا أستطيع مثلاً أن أضع قدماً على قدم فى أحد الأماكن العامة، لأننى أضع الجمهور نصب عينىّ، ولاعتيادى على احترام نفسى ومسيرتى الفنية، لأننى وهبت عمرى للفن ولست نادمة على ذلك، حيث ما زلت قادرة على حفظ 15 صفحة دون لخبطة، ولذلك لقبونى بـ«الريكوردر» منذ صغرى.

على ذكرك للأطفال.. ألم تفكرى فى تبنى طفل يؤنس وحدتك؟

- شروط التبنى كانت تُحتم وجود زوج لرعاية الطفل وفقاً لما كنت أسمعه، وأنا لم أتزوج سوى مرة واحدة مثلما يعرف الجميع، ولكنى تلقيت عروضاً جيدة للزواج، إلا أن العرسان كانوا غير محبين لمهنتى، أو بمعنى أصح يشعرون بالغيرة منها ومن شهرتى ونجاحى، ومنهم شخص كنت أتمنى الزواج منه، وبعيداً عن هذه المسألة، فأنا أعتبر الوسط الفنى إخواتى، والاستوديو بيتى وعائلتى، لأننى أرى زملائى الفنانين أكثر من أسرتى وأشقائى، وتجمعنا عشرة قديمة ممتدة لسنوات عديدة، ومنها ما يجمعنى بالأستاذ عادل إمام الذى قدمت معه بطولة عدد من الأفلام.

ألم يتملكك الشعور بالغرور فى طفولتك بعد بزوغ شهرتك خلال هذه الفترة؟

- نعم، كنت فى السابعة من عمرى وأشبه «التوربينى» على المسرح، وفى يوم ما كانت والدتى تجهزنى لفقرتى على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، قلت لها وأنا مُدركة فى قرارة نفسى أننى أقوى من الفقرة التى تسبقنى: «شايفة يا ماما بيصقفوا إزاى للنمرة دى، أنا دلوقتى لما هطلع هيصقفولى أكتر» ووقتها لم ترد أمى على كلامى، وجاءنى الاختبار الإلهى فى لحظتها، حيث فوجئت بعدم تفاعل الجمهور معى كالمعتاد، وذلك بعد تقليدى لمحمود شكوكو وثريا حلمى وغيرهما من الفنانين، وبمجرد إسدال الستار جريت إلى حضن أمى باكية: «ليه مصقفوليش زى كل مرة»؟! فردت قائلة: «لأن ربنا سمعك وانتى بتقولى إنهم هيصقفولك أكتر»، ومن هذه الواقعة لم يعرف الغرور طريقاً لنفسى أبداً.

ما حقيقة رفضك فيلم «النعامة والطاووس» قبل قبولك المشاركة فى بطولته؟

- جرأة موضوعه دفعتنى للاعتذار عنه، وسألتنى أمى حينها: «ليه بترفضى؟» فرددت: «مش عارفة هقول الكلام ده إزاى؟»، فاتجهت إلى الطبيبة النفسية ماجدة فهمى وقلت لها: «الكلام فج قوى»، فأشارت إلى أنها تقوله مع حالاتها دون خجل، فقررت أن أقلد حركاتها ونظراتها وصممت ملابس تشبه ملابسها، ودعوتها للعرض الخاص للفيلم وأجلستها بجانبى، ولم أخبرها أننى قلدتها فى هذا الفيلم، فوجدتها بعد عرض المشاهد الأولى تقول لى: «أنتى بتقلدينى؟ قعدتى ساكتة ساكتة وقلدتينى فى الآخر»، والحقيقة أن أمى سعدت كثيراً بهذا الدور رغم اعتراضها على بعض أدوارى الأخرى.

- شخصية «إحسان» فى فيلم «فرحان ملازم آدم»، وهى السيدة التى تنصب شباكها على حبيب ابنتها، واختارنى لها السيناريست محسن زايد وأقنعنى بتجسيدها، واصطحبنى متخفية إلى عدد من الأحياء الشعبية والبيوت، إلا أن والدتى قالت لى: «متدخليش فى السكة دى»، رغم عدم تضمن الفيلم لأى عرى أو قبلة مثلاً.

ولكن الفيلم تضمن مشهداً جريئاً جمعك مع فتحى عبدالوهاب؟

- «المشهد كان بيبين الحالة مش أكتر من كده» وفتحى كان رائعاً فى الفيلم وكذلك ياسمين عبدالعزيز.

هل من أدوار أخرى لاقت اعتراضاً من والدتك؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل