المحتوى الرئيسى

بوريس جونسون يقود المحافظين إلى انتصار ساحق في بريطانيا.. الفضائح الأخلاقية لم تؤثر على حظوظه وهزيمة مدوية لحزب العمال.. والطريق الآن مفتوح لـ بريكست بأي ثمن

12/14 07:02

جونسون: حزب المحافظين غير خريطة السياسة البريطانية ديلي ميل: فضائح جونسون أكثر من كنوز توت عنخ آمون كوربن وسوينسون يعلنان التنحي عن رئاسة حزبيهما بعد الهزيمة المدوية تساؤلات حول إمكانية اتجاه جونسون إلى خطة أكثر مرونة واعتدالًا للبريكست

استُقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استقبال الأبطال الفاتحين لدى عودته إلى مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننج ستريت بالعاصمة لندن، بعد تلقيه التكليف الملكي بتشكيل حكومة جديدة، فور إعلان فوز حزبه المحافظين بأغلبية مريحة من مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كان فوز جونسون وحزبه بهامش أغلبية يبلغ 80 مقعدًا يتجاوز أكثر أحلام رئيس الوزراء البريطاني جموحًا، فهو لم يحقق نصرًا انتخابيًا ساحقًا فحسب، وإنما ألحق هزيمة مدوية بمنافسه الرئيسي جيريمي كوربن زعيم حزب العمال، الأمر الذي سيسهل عليه مهمة تمرير خططه للخروج من الاتحاد الأوروبي في البرلمان.

وقال جونسون في أول خطاب جماهيري له بعد الفوز صباح اليوم إن حزب المحافظين غير خريطة السياسة البريطانية، مضيفًا "لقد فزنا بأصوات وثقة ناخبين لم يصوتوا من قبل قط لحزب المحافظين وناخبين اعتادوا التصويت لأحزاب أخرى".

من جانب آخر، أعلن كوربن ورئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين جو سوينسون تنحيهما عن رئاسة حزبيهما، وقوبلت نتائج الانتخابات بعاصفة من الانتقادات داخل حزب العمال لقيادة كوربن الفاشلة، التي أفقدت الحزب 59 مقعدًا خلال انتخابات الأمس.

وتلقى حزب العمال في انتخابات الأمس هزيمة مدوية، وفي بعض الدوائر المعروفة بتأييدها التقليدي لحزب العمال فاز مرشحو حزب المحافظين بسبب عزوف مؤيدي حزب العمال عن التصويت أو تصويتهم لصالح مرشحي حزب البريكست، وقد ألقى مرشحو حزب العمال المهزومين باللائمة على موقف الحزب من قضية البريكست وقيادة جيريمي كوربن الإشكالية للحزب.

وذكرت قناة "سكاي نيوز" أن أن هذا الفوز الكبير الذي حققه جونسون سيغنيه عن تقديم تنازلات لأي حزب آخر من أجل تشكيل حكومة جديدة، فقد بات الآن قادرًا على تشكيل حكومة من نواب حزب المحافظين وحده، وبذلك صار قادرًا على توجيه أي مفاوضات على قضايا مصيرية، وعلى راسها الخروج من الاتحاد الأوروبي، في أي اتجاه يريده.

وبعكس سلفيه السابقين تيريزا ماي وديفيد كاميرون، اللذين كانا محاصرين بأنصار انتهاج خط متشدد للبريكست ومضطرين لاسترضاء هؤلاء، يتساءل مراقبون الآن عما إذا كان جونسون - وهو مؤيد متشدد للبريكست - سيفضل تبني خطة أكثر مرونة وتوافقًا مع مطالب الاتحاد الأوروبي، خاصة وأنه لم يعد مضطرًا للمزايدة على أنصار الخروج الخشن من الاتحاد.

ويبدو أن وعد جونسون بإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي بشكل حاسم قد لقي صدى إيجابيًا لدى الناخبين البريطانيين القلقين من جمود الموقف سواء داخل البرلمان البريطاني أم مع الاتحاد الأوروبي، حتى بالرغم من أن المملكة المتحدة مقبلة على سنوات من المفاوضات المضنية حول اتفاقات التجارة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبقية دول العالم.

ويبدو أيضًا أن تحذير جونسون المتكرر من أن فوز حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن بأغلبية مقاعد البرلمان وتشكيله الحكومة قد ينتهي إلى إجراء استفتاء جديد حول البريكست، الأمر الذي دفع مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي للإقبال بكثافة على التصويت لصالح المحافظين وخيار الخروج من الاتحاد.

وتبنى جونسون وحزب المحافظين خطابًا مباشرًا واضحًا أثناء فترة الحملات الانتخابية، ركز بالأساس على شعار "أنقذوا البريكست"، فضلًا عن وعود بتشغيل عدد أكبر من ضباط الشرطة والعاملين بالتمريض. أما حزب العمال، فقدم وعودًا فضفاضة عن تأميم بعض القطاعات وإتاحة خدمات الإنترنت مجانًا ومنح تعويضات للنساء عن رفع سن التقاعد.

وقدم المحافظون وعودًا آمنة لا تنطوي على استفزاز لأحد، تشمل تخفيضًا بسيطًا للضرائب وزيادة طفيفة في الإنفاق الحكومي، وكان الحزب بذلك يتجنب الخطأ الذي وقعت فيه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي أثناء الانتخابات المبكرة عام 2017، عندما طرحت سياسات لم تحظ بقبول كبير حول الرعاية الاجتماعية، وكانت قائمة وعود الحزب في انتخابات الأمس حذرة للغاية، حتى أنها شملت الكثير من الوعود بشأن عدم تطبيق سياسات معينة، مثل عدم العودة إلى ترخيص صيد الثعالب.

وبحسب "ديلي ميل" فبالرغم من هذا النصر الساحق الذي أحرزه جونسون صباح اليوم، فإنه لم يكن يومًا نجمًا سياسيًا بارزًا، بل إن بعض زملائه في حزب المحافظين تساءلوا عما يدفعهم لوضع ثقتهم في سياسي "باهت" طُرد مرتين من الحزب بتهمة الكذب فيما يخص علاقاته النسائية المتعددة خارج إطار الزواج.

وربما كان مشوار جونسون نحو رئاسة الوزراء محفوفًا بالصعاب والعوائق، لكن ما استلفت أنظار المراقبين أن يتحول سياسي فضائحي كهذا إلى نجم السياسة البريطانية وقائدها في وقت قصير، متخطيًا فضائح زادت في عددها على كنوز الملك الفرعوني توت عنخ آمون - على حد تعبير "ديلي ميل" - فقد تزوج مرتين، وضم إلى فريقه راقصة إباحية كمستشارة لشئون التكنولوجيا، ولديه ابن غير شرعي، ويقيم علاقة حاليًا خارج إطار الزواج مع رفيقته كاري سيموندز البالغة من العمر 31 عمًا وتصغره بـ 24 عامًا.

وفي عام 2004، شوهد جونسون يُطرد من بيته أمام عدسات كاميرات الصحفيين، بعدما اكتشفت زوجته الأولى مارينا ويلر خيانته لها مع امرأة أخرى، وطُرد من منصب مهم بحزب العمال بعدما اكتشف زعيمه آنذاك مايكل هوارد أنه كذب عليه عندما فضحت الصحافة أمر علاقاته النسائية.

وتزوج جونسون زوجته الثانية مارينا ويلر عام 1993، بعد 12 يومًا من إنهاء تسوية طلاقه من زوجته زوجته الأولى أليجرا موستين أوين، لكنه أعلن في 2018 أنه بدأ تسوية أمر طلاقه مع مارينا ويلر، بعدما علمت بأمر علاقته برفيقته كاري سيموندز، ما سيجعل منه أول رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا يطلق زوجته أثناء توليه منصبه.

بعد الفوز الكبير .. جونسون يعلن موقفه من انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل