التحرش الجنسي بالأطفال: فتاة هندية والدها يدعو أصدقاءه لاغتصابها مقابل المال

التحرش الجنسي بالأطفال: فتاة هندية والدها يدعو أصدقاءه لاغتصابها مقابل المال

منذ 4 سنوات

التحرش الجنسي بالأطفال: فتاة هندية والدها يدعو أصدقاءه لاغتصابها مقابل المال

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة\nمشهد يتكرر في نهاية كل أسبوع، على مدار عامين كاملين، كانت هذه الطفلة التي لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، ضحية للاغتصاب من قبل عديد من الرجال الذين كانوا يهاجمونها في بيت عائلتها، كما كشفت لمعالجين نفسيين. بعض هؤلاء الرجال كانوا على معرفة بوالدها، والبعض الآخر من الغرباء.\nوتروي الطفلة قائلة، إن القصة بدأت حين كان والدها يدعو أصدقاءه إلى منزله لتناول الشراب، ثم يقوم الرجال المخمورون بمضايقتها ولمسها على مرأى من والديها، وأحيانا يختفي أحدهم في غرفة النوم الوحيدة العفنة العتيقة مع والدتها.\nوفي أحد الأيام، دفعها والدها، كما تقول الفتاة، إلى غرفة النوم نفسها مع أحد أصدقائه، وأقفل الباب من الخارج. وهناك اغتصبها الرجل.\nسرعان ما تحولت طفولة الفتاة المسكينة إلى كابوس. كان الأب يتصل بالرجال، ويحجز لهم مواعيد مع ابنته لقاء مبالغ مالية. ويعتقد المعالجون الذين تحدثوا إلى الفتاة أنها اغتصبت من قبل ثلاثين رجلاً على الأقل خلال تلك الفترة.\nفي العشرين من سبتمبر/ أيلول، وبناء على معلومات من مدرسين في مدرستها، تمكن موظفون في هيئة رعاية الأطفال من إنقاذ الطفلة، وأخذوها من مدرستها إلى أحد الملاجئ الخاصة. وقد أكدت الفحوصات الطبية تعرض الطفلة للاغتصاب المتكرر، بحسب المسؤولين.\nوقبضت السلطات على والدها وثلاثة رجال آخرين على خلفية القضية، ووجهت إليهم تهم الاغتصاب، والتحرش بطفلة والاعتداء جنسياً عليهاً، واستغلالها لأغراض إباحية، كما حرموا جميعاً من إمكانية إطلاق سراحهم بكفالة.\nولا تزال الشرطة تبحث عن خمسة رجال آخرين معروفين من قبل الأب، الذي أشيع أنه أيضاً اغتصب ابنته واعتدى عليها جنسياً. وقد حصل المحققون على قائمة بأسماء وصور 25 رجلاً معروفين لدى العائلة، لعرضها على الفتاة.\nلكن الفتاة تقول "لا يمكنني أن أتذكر أي وجه. كل شيء غائم ومشوش".\nتقع البلدة التي تعيش فيها العائلة في جنوب الهند، وهي معروفة بجمال طبيعتها ونقاء هوائها، وصفاء مياه ينابيعها. إلا أن النعم التي حظيت بها البلدة، لم تشمل هذه العائلة على الإطلاق، ويبدو أن لم تصل أبداً إلى مشارف بيتها.\nفي ذلك اليوم من سبتمبر/أيلول، تلقت إدارة المدرسة معلومات من بعض المدرسين الذين يقيمون في نفس الحي الذي تقطن فيه العائلة.\nقال المدرسون للإدارة "هناك شيء مثير للريبة بخصوص عائلتها، وثمة أمور غريبة تحدث في بيتها. حاولوا التحدث إليها".\nكانت استجابة الإدارة فورية، واتصلت بمعالجة نفسية من جمعية لمساعدة النساء. وفي صباح اليوم التالي كانت المعالجة في المدرسة.\nوتحدثت الاخصائية النفسية مع الفتاة وجهاً لوجه في غرفة المدرسين، في حين كانت الأم الغافلة عما يجري في الطابق الأعلى تحضر اجتماعياً روتينياً بين المدرسين وأهالي التلاميذ.\nطلبت المرشدة من الفتاة أن تخبرها عن حياتها وعائلتها، وهكذا بدأ حديث استغرق أربع ساعات.\nفي البداية قالت الفتاة إنها "تمر بظروف صعبة في المنزل، لأن والدها عاطل عن العمل، وهم معرضون للطرد من البيت في أي لحظة لعدم قدرتهم على دفع الإيجار، واغرورقت عيناها بالدموع، ثم أطبق عليها الصمت".\nشرحت لها المعالجة التوعية الجنسية في مدرستها، وأخبرتها أن التحرش الجنسي بالأطفال أمر منتشر.\nفتشجعت الفتاة وقالت. "هناك ما يحدث في بيتنا أيضاً. أبي يستغل أمي"، وهنا طلبت منها المشرفة تقديم بعض التفاصيل.\nفردت الطفلة بأنها تعرضت ذات مرة لتحرش من قبل رجل، جاء في الأساس ليقابل والدتها، وأن والدتها حذرته، ولكن فيما بعد كان الكثير من الرجال يأتون لرؤية والدتها خلال الوقت الذي تكون فيه بالمدرسة.\nتزايدت أعداد الرجال الذين يأتون إلى منزل العائلة، وبعد جلسات الشراب في آخر الليل، كانوا يتحرشون بالفتاة، كما تقول.\nوحين سألتها الاخصائية النفسية فيما إن كان لديها معلومات عن الوسائل المساعدة لمنع الحمل والإصابة بالأمراض، ردت الفتاة "لا.. لا. نحن نستخدم الواقي الذكري".\nكانت تلك العبارة التي جاءت في منتصف جلسة الحديث المرة الأولى التي تقر فيها الفتاة بوضوح بممارسة الجنس. وبعدها قصت على المعالجة القصة البشعة لطفولتها التي انتزعت منها.\n"كان الرجال يأتون، ويأخذون أمي إلى غرفة النوم. ظننت الأمر طبيعياً، إلى أن دفعني أبي إلى الغرفة نفسها برفقة رجال غرباء".\nوأحياناً كان والدها يجبرها على التقاط صور عارية لنفسها، وإرسالها إلى الرجال الذين يزورونها.\nوقالت الطفلة، إن والديها انتابهما قلق شديد حين فاتتها الدورة الشهرية لثلاثة أشهر. وأخذاها إلى الطبيب، الذي طلب إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية ووصف لها بعض الأدوية.\nعند ذلك الحد، كانت المعالجة على قناعة تامة بأن الطفلة ضحية لاغتصابات متكررة. فاتصلت بمسؤولين عن رعاية الأطفال، وأخبرت الفتاة بأنهم سينقلونها إلى ملجأ آمن. وبدا أن الفتاة متماسكة.\nوحين خرجت الأم من اجتماع الأهالي، فوجئت برؤية ابنتها ذاهبة إلى السيارة برفقة مسؤولين عن رعاية الأطفال، فصرخت بهم " كيف تأخذون ابنتي هكذا؟".\nفأخبرتها المعالجة "أنهم سيأخذون الفتاة لأنها بدت مضطربة عاطفياً بعض الشيء وبحاجة لشيء من الإرشاد النفسي".\n"من أنت لتسمحين لنفسك بإرشاد ابنتي من دون موافقتي؟"، لكن ابنتها كانت قد أصبحت في طريقها إلى الملجأ، وهي تعيش هناك منذ شهرين بصحبة فتيات أخريات، جميعهن ضحايا اعتداءات جنسية.\nوتعاني الهند من ملف مشين بخصوص التحرش بالأطفال والاعتداء جنسياً عليهم، وفي معظم الحالات يكون المعتدون معروفين بالنسبة للضحايا، مثل الأقارب، والجيران، ورؤساء العمل، حسب السجلات الرسمية.\nوفي عام 2017 ، الذي تتوفر فيه أحدث البيانات حتى الآن، سجلت 10221 حالة اغتصاب لأطفال في الهند. والجرائم في حق الأطفال في ارتفاع مستمر خلال السنوات الأخيرة.\nويقول الاخصائيون النفسيون إن قصصاً مرعبة مثل هذه ليست نادرة، وفي الملجأ الذي يأوي هذه الفتاة، هناك ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 12 و16 عاماً تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل آبائهن.\nوتقول إحدى المشرفات الاجتماعيات إنها ساعدت في نقل فتاة عمرها 15 عاماً على وشك الولادة بسبب اغتصاب والدها لها، إلى قاعة الفحص. وتتابع "حين طلبنا من الفتاة أن تسلمنا الطفل الذي أنجبته لاحقاً، قالت: لماذا علي أن أعطيكم هذا الطفل؟ إنه طفل والدي، سأربيه بنفسي".\nخلال الأيام الأولى لوصول الفتاة بطلة قصتنا إلى الملجأ، كانت تنام طوال الوقت، ثم بدأت تكتب ملحوظات صغيرة هنا وهناك تعبر فيها عن مدى حبها لـ"أمّا"، وهي الكلمة التي تنادي بها أمها عادة.\nمن جهتها، تصر الأم على أن ابنتها "اختلقت كل تلك القصص عن التعرض لاعتداءات جنسية، لأنها كانت تتعارك معنا، وتريد أن تلقنا درساً".\nوتضيف أن الأمور لم تكن سيئة في السابق، وأن زوجها كان في بعض الأحيان يكسب نحو 1000 روبية في اليوم (14 دولاراً أمريكياً، أو 11 جنيهاً استرلينياً).\nوهي الآن الساكنة الوحيدة في المنزل، فزوجها في السجن بانتظار محاكمته، وابنتها في الملجأ.\nوقالت الأم لـ بي بي سي "أنا أم عطوفة ومهتمة، إنها تحتاجني".\nفي غياب الفتاة، يتقشر طلاء الجدران القاتمة، الجدران التي تحفظ ذاكرة ابنتها، كما تقول الأم، "كانت ترسم وتخربش على الجدران، هذا كل ما كانت تفعله".\n"أصدقائي، لو كان بإمكاني التعبير عن مشاعري العميقة، سيكون ذلك إنجازاً بحد ذاته". هذه العبارة كتبتها الفتاة على ورقة، وألصقتها على أحد أبواب المنزل.\nوقبل عدة أشهر، تعاركت الأم والطفلة، وعندما عادت الطفلة من المدرسة، أخذت بعض الطباشير ورسمت على الباب الخارجي شجرة نخيل وبيتاً مع مدخنة يخرج منها الدخان. رسمة خيالية تشبه ما قد ترسمه كثيرات من قريناتها. وثم كتبت رسالة اعتذار سريعة على الباب، وخرجت من البيت. "آسفة أمّا". قالت الطفلة في رسالتها.إنه الاعتذار الوحيد في هذه الحكاية حتى الآن، ولم يقدمه أحد سوى الضحية.

الخبر من المصدر