المحتوى الرئيسى

تصدع خطير في التحالف القطري التركي.. بوادر استسلام من الدوحة للعودة إلى الصف الخليجي.. عزلة السلطان الموهوم أردوغان تتفاقم.. ومصير الإخوان على المحك

12/14 03:01

أردوغان سأل أمير قطر عن احتمالات التقارب بين الدوحة والرياض قلق تركي إزاء إمكانية قطع الدعم القطري ماليًا ولوجستيًا للإخوان احتمالات تطبيع علاقات قطر العربية تهدد بعزل تركيا إقليميًا أنقرة اضطرت للاعتراف بأن الرياض قوة إقليمية لا يستهان بها

توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 25 نوفمبر الماضي إلى قطر، في أول زيارة له إلى دولة عربية منذ بداية العدوان التركي على شمال سوريا، وتراس مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية.

وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي، بالغت وسائل الإعلام التركية في الاحتفاء بزيارة أردوغان إلى الدوحة، معتبرة إياها خطوة في اتجاه مأسسة العلاقات التركية القطرية، وتحدث المحللون المؤيدون لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم كثيرًا عن إمكانية تأسيس محور عسكري تركي قطري، تكون القاعدة التركية في قطر حجر الزاوية فيه.

وأضاف الموقع أنه بالرغم من هذا الضجيج الإعلامي التركي حول زيارة أردوغان لقطر، فإن هناك إشارات تلوح في الأفق وتنبئ بوجود شرخ خفي في العلاقات التركية القطرية.

ونقل الموقع عن مصدر تركي مطلع أن أردوغان أثار خلال لقائه مع تميم مسألة إمكانية حدوث تقارب بين قطر والسعودية، وبعد ثلاثة أيام من زيارة أردوغان إلى قطر نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرًا كشفت فيه أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد زار السعودية في أكتوبر الماضي.

وأكد وزير الخارجية القطري نفسه أنه عقد مباحثات مع "الأشقاء السعوديين"، في بادرة لم تشهدها الأزمة الخليجية منذ نشوبها في يونيو 2017.

وأوضح الموقع أن من بين المطالب الثلاثة عشرة التي قدمتها دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، من أجل إنهاء المقاطعة العربية لقطر، مطلب خاص بإغلاق القاعدة التركية في قطر، التي وسعت تركيا من خلالها وجودها ونفوذها في الدوحة، من خلال إرسال 3000 عسكري تركي للخدمة فيها بشكل ثابت.

وباتت أنقرة تتخوف من أن أي بادرة لذوبان الجليد بين قطر والسعودية قد تؤثر سلبًا على الوجود العسكري التركي في قطر. وبدا ذلك واضحًا في الرسالة التي وجهها أردوغان في ثنايا خطاب ألقاه أثناء زيارته للدوحة، حيث قال "هؤلاء الذين يطالبون بإغلاق القاعدة لا يعرفون أن قطر هي صديقتنا في الأيام الصعبة. نحن لم نتخل عن حلفائنا ولن نفعل".

ونقل الموقع عن محلل سياسي بمركز للدراسات موال للحكومة التركية أنه "بالرغم من حديث أنقرة عن مأسسة العلاقات مع الدوحة، فإن هذه العلاقات تستند بشكل كبير إلى العلاقات الشخصية. وصحيح أنها لن تنقطع بين عشية وضحاها، لكن من شأن إبطاء اندفاعها أن يؤثر كثيرًا على هيبة تركيا في المنطقة".

النقطة الثانية التي تثير مخاوف تركيا إزاء أي تسوية محتملة للأزمة الخليجية هي الدعم القطري لجماعة الإخوان، فمع حديث مسئولين قطريين علنًا في الآونة الأخيرة عن الحاجة إلى تسوية الأزمة وإنهاء المقاطعة العريبة لقطر، تتخوف تركيا من أن تقطع قطر دعمها المالي واللوجستي لجماعة الإخوان ومجموعات أخرى مرتبطة بها.

وكانت التدخلات القطرية في مصر وغزة وسوريا وليبيا باستخدام أذرع جماعة الإخوان سببًا رئيسيًا لفرض المقاطعة العربية على قطر.

ولم يفت أنقرة أن تلاحظ بادرة تغير في السلوك القطري ذات دلالة، ففي تصويت أجرته جامعة الدول العربية لإدانة العدوان التركي على شمال سوريا كانت ليبيا هي الدولة الوحيدة التي اعترضت على قرار الإدانة، بينما أبدت قطر والصومال - الدولتان العربيتان اللتان تستضيفان قواعد تركية - مجرد تحفظ عابر على القرار.

ومما زاد الأمور سوءًا بين قطر وتركيا أن الأخيرة كانت تعول على وسائل الإعلام القطرية لترويج سياساتها في العالم العربي والغرب، لكنها فوجئت بتغطية نقدية من قناة "الجزيرة" للعملية التركية في شمال سوريا، وهاجم مسئولون وإعلاميون أتراك موالون لأردوغان تغطية القناة للعملية، متهمين إياها للمرة الأولى بدعم الإرهاب.

ونقل الموقع عن جنرال تركي متقاعد قوله "يتحدث أردوغان اليوم علنًا عن استعداده لإرسال قوات إلى ليبيا. هذه رسالة موجهة لقطر. لطالما دعمت تركيا وقطر فصائل مسلحة مختلفة في ليبيا. وأردوغان هنا يوجه رسالة إلى القطريين بأن الإسلاميين في تركيا لن يكفوا عن اعتبار العالم الإسلامي - وبخاصة الشرق الأوسط - فناءهم الخلفي الخاص". 

النقطة الأخيرة التي تقلق أنقرة حيال أي تقارب قطري سعودي هو أن خطوة كهذه من شأنها أن تفاقم عزلتها في المنطقة، فسياسة تركيا الخارجية برهنت بوضوح على عبثيتها وتضاؤل الخيارات أمامها، وهو ما أدركته دول الخليج في وقت مبكر، ففي أواخر عام 2015 أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، وكانت أول ردة فعل من أنقرة هي الإعلان عن عدم انضمامها إلى هذا التحالف، لكن سرعان ما بدل أردوغان موقفه بعد زيارة إلى السعودية، خرج بعدها ليقول إن بلاده تشارك السعودية نفس الرؤى السياسية والعسكرية، وبعد ذلك بعامين فقط تردت العلاقات بين البلدين.

ويتصل بذلك أن اعتماد قطر على تركيا أمنيًا واقتصاديًا سيقل بشكل كبير إذا ما قررت الأولى تطبيع علاقتها مع محيطها الخليجي والعربي، ذلك أن تطبيع العلاقات القطرية الخليجية سيستلزم ضمنًا التزام الدوحة بأجندة خليجية موحدة ولو في الحد الأدنى، ما سيفرض عزلة أكبر على تركيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل