المحتوى الرئيسى

بجوار السيسي "تلقى الغلابة في أول الصفوف"

12/14 01:14

صورة واضحة لطرح الرؤى والأفكار والطموحات ومشاركتها مع الآخرين، رسمتها منتديات ومؤتمرات الشباب منذ انطلاقها، إلا أنه مع توالي المؤتمرات الشبابية من مؤتمرات الشباب لمنتديات شباب العالم وحتى الملتقى العربي الأفريقي، تطور دور وأهمية وأهداف منصاتها، حيث أصبحت تطمح إلى أهداف أعمق من مجرد طرح الأفكار والرؤى، كمحاربة ومقاومة التنمر، ودعم من حاربتهم الظروف وقهروها، ليتصدروا الصفوف الأولى دومًا بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، وآخرهم جون منتوث الطالب الجنوب سوداني.

مواقف عديدة شهدتها مؤتمرات الشباب، كانت رسالة "لا للتنمر" عنوانها الرئيسي، حتى لو لم يكن معلنًا، حيث ظهر أحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يدعى ياسين الزغبي، بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الرابع للشباب في الإسكندرية، كما عرض عن قصته فيلم تسجيلي في نفس الجلسة، وكرّمه الرئيس فوق منصة المؤتمر.

ياسين الزغبي طالب بالمرحلة الثانوية، يهوي ركوب الدراجات، فقد ساقه في حادث سير منذ سنوات، ليقرر التحدي واستكمال طريقه بطرف صناعي ليتحول إلى قصة كفاح مفعمة بالأمل واستكمل مسيرته وممارسته لهوايته المفضلة في ركوب الدرجات، والخروج في جولات أسبوعية لركوب الدراجات بصحبة فريق "GBI".

الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة كذلك تواصل خلال منتديات الشباب من خلال المهندس أحمد رأفت، الذي استوقف، من فوق كرسيه المتحرك، الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليستجيب لطلبه واستمع إلى حديثه دون مقاطعة، ليربت على يديه ويعطيه الميكروفون ليستمع جميع حضور المؤتمر الوطني للشباب المنعقد بالإسماعيلية في أبريل عام 2017.

أحمد الذي يعمل حاليا مديرا لقسم السوشيال ميديا بالشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية، ظهر مرة أخرى كمتحدث خلال جلسات منتدى شباب العالم 2018 بشرم الشيخ، حيث كان موقعه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى في الصفوف الأمامية بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل أن يتحدث من على منصة المنتدى خلال الجلسات التالية.

خلال مؤتمر الشباب السابع، في يوليو الماضي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ظهرت الفتاة هديل ماجد، المصابة بمتلازمة داون، خلال الجلسة الافتتاحية، وتحدثت عن نفسها خلال الحفل من فوق المنصة، معرفةً نفسها بأنها "أم كلثوم مؤتمر الشباب"، وطلبت من الرئيس الغناء أمامه وأن يسمع صوتها على الهواء، ليستجيب لطلبها قائلًا: "ده أنا نفسي أسمع صوتك".

وقالت "ماجد"، إنها خريجة كلية الآداب قسم فلسفة، وتتمتع بصوت جذاب، وكانت تتمنى الالتحاق في كلية تربية موسيقية ولكنها لم تتمكن من ذلك، مؤكدة أنها فور انتهائها من دارستها في كلية الآداب التحقت بأكاديمية الفنون، وأدت أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وسط تصفيق حاد من الجميع، وفور الانتهاء من غنائها، صعد الرئيس عبد الفتاح السيسي على منصة المؤتمر، وسلم عليها واتكأت عليه حتى نزولها من على المنصة.

وخلال المؤتمر الرابع للشباب، الذي احتضنته الإسكندرية، في يوليو 2017، حرص السيسي على أن تجاوره في الجلسة الافتتاحية، الطالبة مريم فتح الباب، من بين أوائل الثانوية العامة، والتي لم تخجل من الإفصاح عن مهنة والدها بكونه كان يعمل "بواب"، حيث جرى دعوتها من مؤسسة الرئاسة لحضور المؤتمر، ووقف الرئيس السيسي واستقبلها على المنصة بجواره.

منار السعيد "قاهرة الشيخوخة"، تلك الفتاة  صاحبة الـ22 عامًا، التي أصيبت بمرض نادر منذ صغرها تسبب في ظهور وسيطرة التجاعيد على وجهها وأظهرها وكأنها ابنة مائة عام، ولم يتوقف المرض عند هذا الحد بل تفاقم ليؤثر على أحبالها الصوتية وشكل جسدها العام، ظهرت جالسةً بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة.

الأفارقة وأصحاب البشرة السمراء، كان لهم نصيب الأسد من الاهتمام خلال المؤتمرات الشبابية المختلفة، حيث ظهر المشاركون الأفارقة من الدول المختلفة في منتدى شبابا العالم بنسختيه، كما استقبلت محافظة أسوان خلال شهر مارس الماضي  الملتقى العربي الأفريقي، وفي مؤتمر الشباب السابع بالعاصمة الإدارية يوليو الماضي، شهد الرئيس السيسي تخرج الدفعة الأولى من برنامج تأهيل الشباب الأفريقي.

وخلال انطلاق فعاليات مسرح شباب العالم في نسخته الثانية ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ، مساء اليوم، جاور جون منتوث الطالب الجنوب سوداني الذي تعرض للتنمر، الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكانت إدارة منتدى شباب العالم، وجهت دعوة رسمية للشاب السودانى "جون"، الذي تعرض لواقعة تنمر على يد عدد من الشباب، لحضور جلسات المنتدى.

الاهتمام بالفئات الأكثر تعرضًا للتنمر خلال مؤتمرات الشباب أمر جيد، وله أثر في طريقة تعامل المجتمع مع هذه الفئات، وفقًا للدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، حيث تمثل التغطية الإعلامية المميزة لتلك المؤتمرات عاملًا مهمًا يجعل تأثيرها أكبر على طريقة تفكير المجتمع، نتيجة وصولها لأكبر شريحة ممكنة من الجماهير.

  صادق أضاف لـ"الوطن" في تصريحات سابقة أن اهتمام رئيس الجمهورية كذلك بتلك الفئات خلال مؤتمرات الشباب، والحرص على استقبالهم بنفسه ومجاورتهم، يعد رسالة من القيادة السياسية أن الدولة تقف بقوتها ضد التنمر، كما أن ذلك الاهتمام يعتبر نقطة انطلاق قوية لحملات مضادة ومقاومة للتنمر، تكون قاعدتها قوية ومبنية على اهتمام رئيس الدولة.

وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن مقاومة التنمر من خلال منصة مؤتمرات الشباب، يمكن أن يكون بداية لطرق أبواب القضايا الشائكة في المجتمع والمسكوت عنها، وخطوة جيدة على طريق التخلي عن إنكار المشكلات التي تواجه المجتمع ومواجهتها والقضاء عليها والتخلص منها، عن طريق تبني خطاب معاكس للخطاب المعادي للغير.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل