فعاليات وورش عمل استعدادًا لانطلاق منتدى شباب العالم غدًا

شهدت قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ مجموعة من ورش العمل والفعاليات التحضيرية استعدادا لانطلاق منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث عقدت ورشة نموذج محاكاة: تيارات متبادلة (محور السلام)، وأدارت الورشة نادين حسن، رئيس رابطة خريجي البرلمان الألماني.

وتم خلال الورشة عرض سيناريو افتراضي لأزمة على المشاركين الذين توصلوا إلى عدد من المقترحات، وبعد التصويت تم الاتفاق على حل نهائي يرضي جميع الأطراف، بهدف تدريب الشباب على التعامل مع الأزمات وإيجاد حلول لها بالإضافة إلى مهارات الحوار السلمي والتفاوض البناء.

وفي ختام الورشة اتفق عدد كبير من الحضور على أهمية نموذج المحاكاة ودوره في حل الصراعات من خلال تعلم لغة الحوار والتفاوض وتقبل الرأي الأخر.

وعقدت ورشة أخرى ركزت على وضع تعريف واضح لتقنية البلوك تشين، وسلطت الضوء على مكوناتها، وطرق تطبيقها واستخداماتها والتحديات التي تواجه تطبيقها.

وكان من أبرز ما ناقشته الورشة التحديات التي تواجه تطبيق تقنية البلوك تشين على المستوي الدولي، ومنها قصور التشريعات المحلية لتنظيم استخدامات البلوك تشين الحالية، حيث أن أغلب الدول لم تضع بعد التشريعات التي تنظم عمل هذه التقنية، علمًا بأن كلً من الصين والولايات المتحدة الأمريكية قد قامت بوضع التشريعات اللازمة لتنظيم عمل تلك التقنية.

كما ناقشت إمكانية استخدام البلوك تشين في العمليات ذات الطبيعة التخريبية، مع عدم القدرة على ضبط القائمين عليها نتيجة أن كل شخص يكون له اسم مستعار على الشبكة، مما يعقد مسألة تعقب القائمين على القيام بالعمليات التخريبية، كاستغلال التنظيمات الإرهابية مثل داعش تقنية البلوك تشين في بيع البترول وشراء الأسلحة وتبادل العملات الرقمية، مما كون لديها ثروات مالية ضخمة جعلت من القضاء عليها أمرًا صعبًا.

بالإضافة إلى ذلك تم طرح مسألة ضعف القبول العام لدي المستخدمين لهذه التقنية، وهذا نتيجة وجود نظم حقيقية قائمة في الوقت الحالي أثبتت وجودها لفترة طويلة مثل البنوك والسماسرة، بالإضافة لعدم إدراك أغلب المستخدمين لماهية البلوك تشين بالأساس.

وأشارت الورشة إلى تعدد العملات الرقمية فهناك حوالي 2500 عملة رقمية مشفرة في الوقت الحالي، علاوة على تذبذب القيمة السوقية لهذه العملات انخفاضا وارتفاعًا، ومشكلات الثقة لدى المستخدمين، حيث ما زالت هذه التقنية محل شك لدى نسبة كبيرة من المتعاملين وخصوصًا في دول العالم الثالث، وغياب نظام واضح للمحاسبة، حيث إن كل المتعاملين على التقنية يمكنهم معرفة أي شيء يتم خلالها، وهو ما يجعلها بعيدة عن النظم المحاسبية للدولة.

كما تناولت الجلسة الحديث عن عدد من التطبيقات التي يتم فيها استخدام تقنية البلوك تشين مثل مبادرة المدن الذكية ويقصد بها تحويل الخدمات الحكومية والقيام بها من خلال البلوك تشين، واللوجستيات والنقل البحري، ونقل وتصنيع المجوهرات، والبنوك والخدمات المالية، ونقل المساعدات الإنسانية، ومن أبرز الدول التي قطعت شوطًا كبيرًا في هذا الأمر الإمارات العربية المتحدة، وإستونيًا وسنغافورة.

واختتمت الجلسة بقيام عدد من الحضور بالوقوف على المنصة والتعبير عن وجهة نظرهم في التطبيقات المقترحة لتقنية البلوك تشين، ثم عقدت ورشة عمل تحت عنوان "تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة نحو عالم متكامل" ضمن ورش العمل التحضيرية لمنتدى شباب العالم بالتعاون مع مؤسسة حلم التي تهدف إلى تمكين ودمج أصحاب الهمم في المجتمع وتأهيلهم لسوق العمل، وتعد هذه الورشة هي الثانية من نوعها بعد أن قامت مؤسسة حلم بتنظيم ورشة سابقة في النسخة الثانية للمنتدى العام الماضي بشرم الشيخ.

بدأت فعاليات ورشة ذوي الإعاقة بتحدي التعامل مع الأخرين والتحدث إليهم دون الإبصار والتي إدارتها شيماء إبراهيم، مستشارة حلم لذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين، حيث تم تغطية أعين المشاركين في الجلسة مع الجلوس على طاولات بها أطباق تحتوى على بعض الألعاب أمامهم وذلك كمحاكاة للشعور بفاقدي البصر والتعامل والتكيف مع العقبات التي تقابلهم، وشرحت شيماء كيفية اكسابهم المهارات التي يحتاجونها وذلك من خلال التدريب على العصاء البيضاء والعلامات المرجعية والاتجاهات، والسير بالطريق والأنشطة الحياتية اليومية مثل ارتداء الملابس والطبخ وغيرها، كما أكدت على أهمية التكنولوجيا في تمكين المكفوفين من التعامل والتفاعل على أجهزة الموبايل وتطبيقاتها المختلفة بما فيها تطبيقات التواصل الاجتماعي.

كما قدمت نبذة عن مؤسسة حلم واستعرضت بعض من مجهوداتهم المتمثلة في توظيف العديد من أصحاب الهمم ومتابعة المعوقات التي يوجهونها في بيئة العمل لتذليلها وتحسين الأداء الوظيفي والارتقاء بهم والتي كان من ضمنها عدم جاهزية المكاتب وأجهزة الحاسب بشكل مناسب لاستخداماتهم فضلًا عن العوائق الاجتماعية المختلفة التي واجهتها المؤسسة بنشر الوعى والتثقيف المناسب للمجتمع مع تجهيز تسهيلات مناسبة لأصحاب الهمم، في العديد من الشركات والمؤسسات والبنوك المختلفة، كما ساهمت المؤسسة بالتعاون مع أكبر خمس جامعات مصرية بعمل ملتقى وظيفي لذوى الاحتياجات والذي لاقى إقبالًا واسعًا.

استعرض أيضًا محمود يوسف، كابتن منتخب مصر لتنس الكرسي المتحرك، تجربته وتحدياته التي واجهها بعد الحادثة التي تعرض لها والتي كانت نقطة تحول في حياته الشخصية والعملية وتطرق محمود الي كيفية تغلبه على العقبات التي واجهها، وذلك بممارسته لتنس الكرسي المتحرك وانضمامه للمنتخب المصري والمشاركة في العديد من البطولات وتحقيقه لمراكز متقدمة بها ولم يكتفي بذلك فقد عمل بمؤسسة حلم وذلك بتدريب وتأهيل أصحاب الهمم وعمله في مجال الموارد البشرية بأحد الشركات الخاص.

وتلى ذلك فقرة بعنوان "أخلاقيات التعامل مع ذوي الإعاقة" والتي قدمها كلً من نبيلة يحيي، أول فتاة مصرية تخوض مارثون المائة كيلو من القاهرة للعين السخنة، بالرغم من إصابتها بإعاقة بصرية، وعمرو السوهاجي، بطل منتخب مصر للسباحة البارالومبية، وتطرقت الفقرة إلى تقديم نصائح عامة للتعامل مع ذوي الاحتياجات بالإضافة إلى الآداب الواجب مراعاتها.

اختتمت الورشة أعمالها بمشاركة الحضور بتقسيمهم لأربع فرق مختلفة ليشاركوا في العديد من التحديات منها تحدى الكرسي المتحرك وتحدى الكتابة واستخدام يد واحدة وغيرها.

وانطلقت ورشة عمل بعنوان "مستقبل مهارات الشباب في عصر الثورة الصناعية الرابعة "، تناولت خلالها العديد من القضايا المتعلقة بالإبداع وتأثير التكنولوجيا على الشباب.

وأكد فيها الدكتور ريتين كوريا، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو "UNIDO، أهمية الإبداع والعلوم التكنولوجية للتنمية الصناعية في المستقبل، وضرورة إدراك الحكومات لما تمتلكه من إمكانيات لتحديد ما يمكنها أن تفعله تجاه التطور السريع للتكنولوجيا وضرورة التحرك نحو الثورة الصناعية الرابعة، وتطبيق التقنيات والمعدات والبرمجيات الحديثة.

كما صنف ريتين الإبداع إلى إبداع تسويقي مرتبط بالثورة الصناعية الرابعة، وإبداع مؤسسي مرتبط بالمنظمات وممارسات العمل داخل الشركات التي تصل إلى مرحلة التصنيع للمنتج النهائي، وكل ذلك لن يأتي إلا من خلال بيئة داعمة للإبداع تتيحها الشركات والمنظمات، مؤكدًا على أن التمثيل الحكومي يحدث من خلال تقديم الحوافز، والصناعة، وقضايا العمل وطرق حلها بمعايير الجودة.

عرض أيضًا فريق "فور تو مورو" الذي يضم شباب من مختلف الجنسيات من الأردن ومصر وإسبانيا وتايلاند واليابان، أفكار إبداعية ملهمة لعلاج العقبات والمشكلات التي تواجه الشباب، لإنشاء شركات ومشروعات صغيرة من خلال وضع خطة عمل متكاملة، بدءًا من وضع فكرة خلاقة، وتحديد السوق المستهدف وعمل نموذج مبدئي، واستخراج تصاريح حقوق الملكية، واختيار نموذج عمل مناسب، وتحديد مصادر التمويل، ووضع تصور للشكل النهائي، وإيجاد الموزعين وصولا لعملية بيع المنتج.

وقام فريق "أبل تو" من مصر وروسيا ونيجيريا وتايلاند بتقديم مشروع للتعاون المؤسسي بين الشباب والحكومات ووضع تصور لتحسين البنية التحتية، وتقديم إعفاءات ضريبية وقروض ميسرة للشباب لتعزيز مشروعاتهم.

وكانت فعالية "Freedom.e" فريدوم قد انطلقت مساء أمس الخميس،ضمن منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة تحت شعار "اكتشف... عبّر... افرح"، وشملت الفعالية عددًا من الأنشطة والمعارض الفنية المتنوعة بمشاركة عدد من المصورين الفوتوغرافيين المصريين، حيث عرضوا من خلاله إبداعاتهم الفنية التي تسجل جمال المناطق السياحية في مختلف محافظات الجمهورية للتعريف بجمال الطبيعة وتشجيع السفر والسياحة في مصر.

كما شاركت الفنانة بهية خليفة بإبداعاتها في فن الكولاج الديجيتال "Digital Collage" لتسلط من خلاله الضوء على التراث العربي معاصر، فيما قدم الفنان مصطفى يحيي رسوم كاريكاتورية كرتونية لعدد من الأبطال والنجوم المصريين اللامعين، مثل المذيع شريف مدكور والفنان أحمد مكي في هيئة تماثيل مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها كأدوات المطبخ.

وفي السياق ذاته؛ تضمن" Freedom.e" عرضًا لمشاركات عدد من الفنانين المتخصصين في فن الفنتج "Vintage Art" الذي يعتمد على إنتاج أعمال فنية من خلال إعادة تدوير الأنتيكات والأخشاب والمواسير الحديدية، لخلق أنظمة إضاءة مبتكرة وصنع قطع أثاث مميزة، هذا إلى جانب المشاركة الميزة للفنان أحمد رفاعي كأول فنان مصري متخصص في فن بناء الأوراق للمرة الثانية على التوالي في منتدي شباب العالم ببناء مجسم ضخم من الأوراق على شكل أحد الحصون الرومانية.

كما شمل المعرض مشاركة من مشروع "project nitrous" بعدد من الأجهزة المبتكرة لمساعدة متحدي الإعاقة وتسهيل حياتهم اليومية تضمنت مجسمات عن شكل المخ والخلايا وأدوات للالتقاط والحركة، فيما شارك العديد من الزائرين في تصميم شعار المنتدى في معرض خاص لفن الموزايك باستخدام قطع السيراميك، في حين شارك عدد آخر من الزائرين في فعاليات معرض استكشف مصر الذي ضم عدد من الغرف التي تعكس ثقافة مصر.

جدير بالذكر أن الحضور القوي والمميز للمرأة في أغلب أنشطة وفعاليات الفريدوم من مختلف الجنسيات، وأعرب المشاركون والحضور عن سعادتهم بهذه الفعالية وما تتضمنه من أنشطة تكنولوجية مختلفة ومبتكرة.