المحتوى الرئيسى

صدمة في العراق بعد مقتل مراهق على يد "متظاهرين"

12/13 17:02

جريمة_الوثبة، هاشتاغ انتشر في العراق على مواقع التواصل بعد عملية قتل شاب يعتقد أنه يبلغ من العمر 15 عاماً والتمثيل بجثته في ساحة الوثبة في العاصمة العراقية بغداد.

أكد ناشطون اختطاف 11 شخصاً وهم في طريق عودتهم من بغداد إلى كربلاء. يأتي ذلك فيما تصاعدت فيه حصيلة الهجوم الدامي على ساحة الخلاني إلى 23 شخصاً، فيما دعت الأمم المتحدة إلى توفير مزيد من الحماية للمتظاهرين السلميين. (07.12.2019)

أثار بيان لسفارات غربية يطالب "بإبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاج" حفيظة الحكومة العراقية التي اعتبرته "تدخلا مرفوضا" في الشأن الداخلي. بغداد استدعت سفراء بريطانيا وفرنسا والقائم بالأعمال الألماني للاحتجاج على البيان. (09.12.2019)

مواقع التواصل العراقية تنشر فيديوهات لعملية اقتحام منزل الشاب وقتله ومن ثم "تعليقه وذبحه". الجناة الملثمون الذين قلتوا الشاب ادعوا أنه قناص كان يستهدف المتظاهرين. الأمر الذي ينفيه المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف الذي شرح في اتصال مع احدى القنوات العراقية سيناريو مختلف تماما، قال إن "الشاب طلب من هؤلاء المسلحين الابتعاد عن منزله بعد ازعاج تسببوا فيه، فما كان منهم إلى رمي قنبلة مولوتوف فوق سطح المنزل، فأطلق الشاب إطلاقات في الهواء لإبعادهم،  فدخلوا المنزل وخنقوا الشاب وسحلوه ثم علقوه على عمود كهرباء في ساحة الوثبة".

أحدهم أعترف بالمشاركة في اقتحام المنزل بفيديو يظهر التحقيق معه من قبل جهات أمنية، ذاكراً أسماء الاشخاص الذين قاموا بعملية القتل والتمثيل. إلا أن الضابط الذي حقق معه سأله عن مصير شقيقتي القتيل، إذ يبدو أنهما اختفتا بعد اقتحام المنزل.

الصور المنتشرة على مواقع التواصل تكشف أن الفاعلين صغار السن أيضاً.

صدمت الفيديوهات المستخدمين والمشاهدين ، إلا أن الذي صدم أكثر بجانب بشاعة الصور، هو وقوف المئات المتفرجين في الساحة، بل التقاطهم صوراً بهواتفهم لعملية تعليق الشاب الضحية.

متظاهرون في ساحة التحرير سارعوا بنشر فيديو يتبرأون فيه من جريمة القتل.

كما ظهر على موقع تويتر انتشر فيديو يظهر شبابا يتفاخرون بأنهم هم من قاموا بعملية القتل، فيما انتشرت صور لآخرين يعتقد أنهم المسؤولين عن قتل  الشاب والتمثيل بجثته.

والدة الضحية قدمت بلاغأ بشان مقتل ابنها واقتحام منزل الأسرة:

المرجعية الدينية طالبت بتقديم الجناة إلى العدالة. وفي خطبة الجمعة اليوم (13 كانون الأول/ ديسمبر 2019) قال السيد أحمد الصافي معتمد المرجعية في خطبة الجمعة، "اننا إذ نشجب بشدة ما جرى من عمليات القتل والخطف والاعتداء بكل أشكاله ـ ومنها الجريمة البشعة والمروعة التي وقعت يوم أمس في منطقة الوثبة ـ ندعو الجهات المعنية الى أن تكون على مستوى المسؤولية وتكشف عمن اقترفوا هذه الجرائم الموبقة وتحاسبهم عليها، ونحذّر من تبعات تكرّرها على أمن واستقرار البلد وتأثيره المباشر على سلمية الاحتجاجات التي لا بد من أن يحرص عليها الجميع".

السلطات تحركت لإلقاء القبض على الجناة ، ورئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي دعا القوات الأمنية إلى حمل السلاح لحماية ساحة التظاهر وإعادة هيبة الدولة.

استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، لم تقنع المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم المتواصلة في بغداد والمناطق الجنوبية، مؤكدين عزمهم على "تنحية جميع رموز الفساد". فيما دعا نائب عراقي إلى محاكمة عبد المهدي وأركان حكومته.

دفعت المظاهرات عبد المهدي إلى الاستقالة في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن سحبت قوى سياسية دعمها له. مجلس النواب العراقي وافق على الاستقالة وأعلنت كتلة سائرون وهي الأكبر، تنازلها عن حقها في ترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل وتركت الاختيار للشارع. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري.

مع تواصل الاحتجاجات تزداد حدة العنف ويسقط عشرات الضحايا، كما حدث في محافظة ذي قار، حيث سقط في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط، نحو 32 قتيلا وأكثر من 250 جريحا. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.

في خضم الاحتجاجات، نشرت صحيفة نيوريورك تايمز وموقع ذي انترسبت الأمريكيين يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية كتبت بين 2014 و2015، كشفت حجم التدخل الإيراني السافر في العراق. وحسب هذه التسريبات فإن البلاد سقطت تماما في قبضة النظام الإيراني بعد عام 2003 والانسحاب الأمريكي من العراق وليصبح معظم المسؤولين مجرد متلقين للأوامر من إيران!

مع تصاعد المظاهرات المطالبة بوقف التدخل الإيراني، هاجم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين. وتكرر ذلك مع القنصلية في النجف بعدما أضرم متظاهرون النار في المبنى. واستنكرت إيران إحراق قنصليتيها وطالبت بغداد بحماية مقراتها الدبلوماسية. كما أجج الحادث العنف في العراق.

في نبرة متصاعدة، أبدى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني مساندته للاحتجاجات في خطبته التي قرأها ممثل عنه يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال إنه لا يتدخل في أمور السياسة إلا في أوقات الأزمة، محذرا من أن التدخل الخارجي في شؤون البلاد سيجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات.

مع تصاعد الاحتجاجات والعنف، بدأ المتظاهرون باستخدام تكتيك جديد في مواجهة حملات التضييق والقمع التي تشنها السلطات، حيث بدأوا بقطع الطرق ومنع الوصول إلى المدارس والدوائر الرسمية والدخول في إضراب طوعي، وبالتالي توقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية.

كشفت الاحتجاجات حجم دور وتدخل إيران في العراق، حيث يطالبها المحتجون بالكف عن تدخلها. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل