المحتوى الرئيسى

لقاء الخميسى: أندهش من مقولة "الفنان قدوة لجمهوره".. فكل إنسان قدوة لنفسه

12/13 10:01

قالت النجمة لقاء الخميسى إن فيلم التحريك المصرى «الفارس والأميرة» ولد على يديها قبل 20 عاماً، مؤكدة أنها لم تجد صعوبة فى تقديم دور الراوى لأحداث الفيلم باللغة العربيةs/48694-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD%D9%89">اللغة العربية الفصحى، لأنها تجيدها منذ الصغر بحكم إقامتها خارج مصر فى طفولتها، فضلاً عن تقديمها لمسرحيات عالمية بهذه اللغة إبان فترة دراستها بالمعهد العالى للفنون المسرحية. وكشفت «لقاء» فى حوارها مع «الوطن» سبب تراجع إنتاج أفلام الكرتون فى مصر خلال الآونة الأخيرة، وأوضحت أن شقيقها هيثم الخميسى كان صاحب فكرة غنائها لأغنية تتر الفيلم «مفيش مستحيل»، التى نالت إشادات عديدة وقت عرض الفيلم بمهرجان الجونة السينمائى بدورته الثالثة، كما تحدثت عن الكثير من الظواهر المجتمعية، وأبرزها ظاهر التنمر التى ألقت بظلالها أخيراً على المجتمع المصرى وغيرها من التفاصيل خلال السطور المقبلة.

تشرفت بالمشاركة فى لجنته التحكيمية بدورته الأولى مع عدد من الأساتذة والزملاء، واستمتعت بمشاهدة أعمال مسرحية مصرية وعربية، وشاهدت مواهب شابة ينتظرها مستقبل مشرق، وأود توجيه الشكر للفنان أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، رئيس أكاديمية الفنون، على جهوده الحثيثة لإنجاح الدورة وخروجها بشكل مشرف.

ما الذى حمسك لتقديم شخصية الراوى لأحداث فيلم التحريك المصرى «الفارس والأميرة»؟

- مشروع هذا الفيلم وُلد على يدى قبل 20 عاماً، بحكم صداقة السيناريست العظيم بشير الديك بوالدى رحمه الله، والذى كان مشغولاً حينها بمشروعه كأول فيلم تحريك مصرى عربى مع المنتج السعودى العباس بن العباس، ومع إيمان الأستاذ بشير بموهبة شقيقى هيثم الخميسى فى الموسيقى، أعطاه المساحة للتنفيس عن موهبته فى عمل أغنيات الفيلم وموسيقاه التصويرية، ومن هنا تابعت مراحل عمل الفيلم كحلم يُكبر يوماً تلو الآخر، وقرأت النص المكتوب وكان فى غاية الروعة، كما حضرت جلسات تسجيل الأبطال لأصواتهم فى الفيلم، وانطلاقاً مما سبق ذكره، تحمست لنجاحه حتى وإن لم أكن من أبطاله، لأن حلم شقيقى «هيثم» هو حلمى بكل تأكيد.

معنى كلامك أن جزءاً من موافقتك جاء مجاملة لشقيقك؟

- المسألة ليست كذلك، ولكنى أردت المشاركة فى هذه التجربة الثرية والضخمة إنتاجياً، باعتبارها أول فيلم كرتون عربى مُنفذ بأياد مصرية عربية خالصة، كما أننى أمتلك خبرات سابقة فى مجال «الدوبلاج» مع «ديزنى»، ونلت شهادات عديدة عن مشاركاتى معهم فى أفلام عديدة كـ«مولان» مثلاً.

ألم تجدى صعوبة فى تقديم دور الراوى باللغة العربية الفصحى؟

- على الإطلاق، لأننى أجيد الحديث باللغة العربية الفصحى، التى تعلمتها فى طفولتى بحكم إقامتى خارج مصر حينها، فضلاً عن تقديمى لمسرحيات كـ«هاملت» لويليام شكسبير باللغة نفسها إبان فترة دراستى بمعهد الفنون المسرحية.

هل ترين أن الطبيعة التاريخية لأحداث الفيلم ملائمة للأجيال الحالية عند طرحه بالسينمات؟

- دعنا نعترف أن اللغة العربية عند الجيل الحالى «بعافية شوية» بكل أسف، فقليل منهم ما يجيد التحدث بها فى تعاملاته الحياتية، أما الفئة الأكبر فتستخدم اللغة الإنجليزية بحكم دراستها وما إلى ذلك، ولذا أعتبر تجربة «الفارس والأميرة» دفعة للناس للاهتمام باللغة العربية، باعتبارها اللغة الأم ولغة القرآن، إلا أننى «مش عارفة إذا كانت الناس هتروح الفيلم ولا لأ»، وإن كنت استمتعت بمشاهدته وقت عرضه بمهرجان الجونة السينمائى، ولاحظت انجذاب الحضور إليه بدليل عدم مغادرتهم كراسيهم طيلة مدة عرض الفيلم.

فى رأيك، لماذا تراجع إنتاج أفلام الكرتون حالياً مقارنة بعقود سابقة؟

- إنتاج هذه الأفلام أصبح مُكلفاً للغاية، كما لم تعد محط اهتمام من الأطفال، وبعيداً عن هذا وذاك، فحينما أشاهد قنوات الكرتون مع ابنى، أجد فكرها ورسائلها مختلفة عن طفولتى، التى كانت تتسم بالبراءة فى حينها، إلا أن سياسة الانفتاح الحالية حولت هذه البراءة لأفكار أكثر انفتاحاً، وهذا ليس أمراً معيباً أو مسيئاً بكل تأكيد، لأن الطفل ذا الثمانية أعوام أصبح أكثر ذكاء منا حينما كنا فى نفس عمره، ولاحظت هذه الحالة مع متابعتى لكلام ابنى «آسر» البالغ عمره 8 أعوام، إذ أجده يتحدث فى أمور لم أكن أتحدث فيها وأنا فى عمره، وذلك بحكم حالة البراءة التى كانت تزين طفولتى وقتها.

ومن كان صاحب فكرة تقديمك لأغنية تتر الفيلم «مفيش مستحيل»؟

- شقيقى «هيثم» وجدنى الأنسب لغناء هذه الأغنية، المستوحاة من أحداث الفيلم نفسه، حيث قرار القائد العربى محمد بن القاسم فتح الهند والسند حينما كان عمره 15 عاماً، ووقتها قوبل قراره بمعارضة من الكثيرين نظراً لصغر عمره، إلا أنه نجح فى فتحهما حينما كان عمره 18 عاماً تقريباً، ما يعكس «إن مفيش حاجة اسمها مستحيل»، فمهما حاول الناس إيقافك فلا تستسلم لمحاولاتهم، ومن هنا أعجبت بالمعنى من وراء الأغنية.

ولكن أحلام الإنسان تصطدم بضغوط وأعباء الحياة وكذلك أعداء النجاح؟.

- لا أنكر أن تحقيق الإنسان لحلمه سيستغرق وقتاً ويستنزف طاقة منه، ولكن ما دام قد انتابه الإصرار على تحقيقه سيصل لمبتغاه مهما كانت المعوقات، وهذه الرسالة ليس بالضرورة أن تكون موجهة لجيلنا وإنما لأولادنا، ولا أستطيع أن أصف لك سعادتى وقت سماعى لكلمات ولحن الأغنية، إذ منحانى طاقة إيجابية رهيبة أثناء تسجيلها وتصويرها، «مكنتش مصدقة نفسى وأنا بتفرج عليها».

ما آخر المستجدات بالنسبة لفرقتك الغنائية التى تسعين لتكوينها؟

- أبحث حالياً عن كلمات الأغانى، باعتبارها المرحلة الأصعب فى رأيى، لأن التساؤل المهم: «هتقول إيه وإزاى ولمين؟» بخاصة أن معظم الأغنيات الحالية ذات طابع معين، والجيل الجديد أصبح مُحباً لفن «الراب» ويستسهل فى الألحان، أى إنه يولى اهتماماً للكلمات عن اللحن، وبالتالى لا بد من إيجاد كلمات مهمة لدورها فى توصيل الرسائل والمضامين، وذلك بالتوازى مع البحث عن نوعية موسيقى ملائمة لهذا الجيل تمنحه طاقة إيجابية، لأن كم الطاقة السلبية الذى يحاوطنا أصبح غير طبيعى.

وما الذى يُمكن أن يمنحك طاقة سلبية بشكل عام؟

- انعدام الأخلاقيات وتدنى السلوكيات فى المجتمع، وعدم تقديرنا لقيمة الأشياء والأماكن عموماً، وكأن الله منحنا هذا البلد بلا قيمة، رغم أن قيمته ومكانته كبيرة فى واقع الأمر، كما أنزعج من اهتمام الناس بحياة الآخرين، وإطلاق أحكامهم المسبقة على الغير، حيث أتمنى اهتمام كل إنسان بنفسه والإصلاح منها وتطويرها، لأن «معندناش وقت نفكر ونشوف الناس اللى منعرفهمش عايشين إزاى».

وهل تُحملين السينما جزءاً من المسئولية فيما تشيرين إليه بخاصة الأفلام الشعبية التى ترصد واقع العشوائيات؟

- تقديم هذه الأفلام سلاح ذو حدين فى رأيى، لأن صناعها ينقلون الواقع الحقيقى كما هو، ولا أجد مانعاً فى ذلك شريطة وضع حلول للمشكلة المراد طرحها، أو تقديم الشكل المفترض حدوثه لتوصيل رسالة تبين وجود الأفضل والأجمل عما نحن عليه، ومن ثم فلا بد أن تُقدم أعمال فنية للحقيقة وأخرى للحلم، بحيث يكون هناك توازن ما بين الجانبين، أو بالمعنى الدارج نوضح أن «الحقيقة فعلاً كده بس احنا ممكن نبقى كده»، وقد سعدت بمشاهدة الإعلان الدعائى لمسلسل «حواديت الشانزليزيه»، لأنه أبرز السيارات القديمة وجمال الملابس وأناقتها فى حقبة الخمسينات وما إلى ذلك، وانطلاقاً مما سبق ذكره، «مفيش مانع إنك تقدم الوحش بس المقابل تقول إن فيه حلو، لأن لازم نخلى عينين الناس تاخد على الحلو وتدور عليه».

ما رأيك فى حالة الجدل التى أحدثها فيلم «Joker» ومطالبة الكثيرين بوقف عرضه لدعوته إلى العنف، بحسب آرائهم؟

- شاهدت الفيلم ووجدته عملاً فنياً رائعاً من وجهة نظرى، ولكنه ربما لا يلقى قبولاً عند آخرين وفقاً لاختلاف الرؤى ووجهات النظر، فهناك أشخاص اعتبروا الفيلم جرس إنذار للتحذير من ظاهرة التنمر، بخاصة أن بطل الفيلم شخص مسالم وليس شريراً، ويجيد التفرقة ما بين الطيب وغير الطيب، ومع ذلك تعرض لإهانات وتنمر رغم مرضه، ما دفعه للتحول إلى وحش وسط فقره وحالته الصحية، فيما رأى آخرون أن الفيلم يدعو الكادحين للانفجار المجتمعى وهكذا، وأعود وأكرر كلامى الذى أشرت إليه سلفاً، وهو أننا لو امتنعنا عن إطلاق الأحكام المسبقة على الغير لتغيرت حياتنا إلى الأفضل.

وهل يعانى الفنانون من إطلاق الجمهور لأحكام مسبقة عليهم؟

- بكل تأكيد، فالمشكلة تكمن فى تنصيب بعض الأشخاص أنفسهم آلهة على الآخرين، رغم أنهم لا يعرفون شيئاً عن حياة الفنان داخل بيته ومشكلاته وأزماته الشخصية... إلخ، فربما ما يرونه جيداً عنده أقل بكثير مما يعانيه فى حياته، وفى المقابل، من الممكن أن يمتلك هؤلاء الأشخاص أشياء نتمناها نحن فى حياتنا.

هل تعرضتِ للتنمر فى أوقات سابقة؟

- أكثر مما تتخيل، فالفنانات تحديداً أكثر عرضة لهذه الظاهرة المرعبة، وأحياناً أكاد أصاب بالجنون لرغبتى فى الرد على المتنمرين، ولكن سرعان ما أتراجع قائلة: «مش هيفهموا ردى عليهم»، وفى أوقات أخرى أرد وأتساءل بعدها: «إيه اللى خلانى أرد لأنهم لو كانوا بيفهموا ماكانوش هيتنمروا أصلاً».

وما أوجه التنمر التى تتعرضين لها؟

- إطلاق أحكام مسبقة على حياتى مع زوجى، فضلاً عن توجيه إهانات لنا ولأولادنا، والتدخل فى اختياراتى وكأنهم آلهة على الأرض، وقد تعرضت مؤخراً لاستفزاز من شتيمة شخص لـ«أوسة» اعتراضاً على رسمه لـ«تاتوه»، فلم أتمالك نفسى حينها وقمت بالرد عليه، إلا أن «محمد» قال لى: «انتى غلطانة إنك رديتى عليه»، ولكنى أتمنى ألا يتدخل أحد فى حياة غيره، وأن يترك كل إنسان الخلق للخالق، وأقول لهم: «ملكش دعوة بورقة اللى جنبك، خليك فى ورقتك إنت بس».

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل