المحتوى الرئيسى

رضوان بـ"أسوان للسلام والتنمية": الاتحاد الأفريقي يشهد طفرة في الإصلاح

12/12 19:58

قال الإعلامي رامي رضوان، خلال الجلسة الختامية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية، إن المنتدى ينطلق من الاقتناع الراسخ بالارتباط الوثيق والأزلي بين تحقيق السلام والتنمية المستدامين مع الحرص على تعزيز ملكية القارة الإفريقية لهذا الأجندة وإدراكا لمركزية دور الدولة الوطنية كقاطرة لتحقيق السلام والتنمية المستدامين، وللفرص التي يمكن للقارة اغتنامها لإحداث تحول في بيئتها الأمنية والتنموية والتحديات التي تهدد هذا التحول، الأمر الذي يستوجب تغييرا هيكليا في سبل ووسائل وآليات التعامل مع تلك الفرص والتحديات.

وأضاف رضوان، أن أجهزة الاتحاد الأفريقي قد طورت على مدار السنوات الأخيرة منظومة متكاملة من السياسات لإحداث مثل هذا التطور؛ لكن يبقي التحدي الماثل أمام القارة هو تفعيل تلك السياسات والأطر من خلال آليات تنفيذيه تفرز نتائج ملموسة في حياه الشعوب والمجتمعات الأفريقية وتستند إلى مبدأ الملكية الوطنية.

وأكد أنه على صعيد تحقيق هدف الوقاية من النزاع يتعين أن تستهدف أنشطة الاتحاد الأفريقي تناول المحفزات الهيكلية للنزاعات المسلحة بدلا من مجرد العمل على إدارتها بعد اندلاعها، ومن هنا فالدول الأفريقية مدعوة لاستشراف فرص اعتماد استراتيجية الاتحاد الأفريقي لتقييم والتعامل مع مواطن الضعف على المستوى الوطني وتحديد السياق المحدد للتطبيق مع العمل على تعزيز الآليات المعنية لدى الاتحاد لتقديم المساعدة الفنية بناء على طلب من الدولة المعنية.

وأشار إلى أنه على صعيد عمليات دعم السلام الأفريقية، يتعين تصميم تلك العمليات في إطار استراتيجية للتسوية السياسية ولدعم التحول إلى مرحلة إعادة الأعمار والتنمية؛ وعليه فالاتحاد الأفريقي مدعو لمواصلة موائمة عقيدة عمليات دعم السلام مع طبيعة المهام الموكله لها والعمل على تأمين تمويل قابل للتنبوء بتلك العمليات والانخراط في آليات تنفيذ مبادرة السكرتير العام للأمم المتحدة العمل من أجل حفظ السلام استنادا للمقترحات التنفيذيه التي تشملها خارطة طريق القاهرة المطورة لهذا الغرض.

وتابع أنه من الضروري العمل في أقرب وقت ممكن على إطلاق أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية لما بعد النزاعات والمقرر استضافته في القاهرة، خاصة فيما يتعلق بتمكين الاتحاد الأفريقي من تقييم وإجراء دراسات تحليلية لاحتياجات الدول المعنية وحشد الخبرات والتمويل اللازمين لتنفيذ البرامج والمشروعات ذات الصلة، خاصة تلك المعنية بمعالجة العجز الهيكلي الذي يعوق تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مرحلة ما بعد النزاعات والمشروعات الموجهة بالمناطق الحدودية بالأقاليم المتأثرة بالأزمات وبناء قدرات ومؤسسات الدولة الوطنية والعمل على إطلاق أنشطة المركز في سياق جغرافي محدد بالقارة منطقة الساحل على سبيل المثال.

وعلى صعيد تمكين المرأة، قال إن الدول الأفريقية مدعوة لاستخدام المؤشرات العملية القارية لقياس التقدم في تنفيذ البرامج التي تستهدف تنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن، وتشجيع الدول الخارجة من نزاعات في القارة على تبني وتنفيذ خطط العمل الوطنية المعنية بتمكين المرأة وتأمين حقوقها في سياسات التعافي من النزاعات مع تشجيع الدول الأفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي على تعزيز دور الشبكة الأفريقية للنساء الوسيطات في مجالي منع النزاعات وبناء السلام، إضافة إلى دورها الحالي في الوساطة وتسوية النزاعات.

وشدد على ضرورة تسريع وتيرة التعامل مع مشكلة النزوح القسري، والتصديق على الأطر الأفريقية القائمة بالفعل وتنفيذها وطنيا بما في ذلك تبني أحكامها في سياق التشريعات والأطر التنفيذيه الوطنية في الدول الأفريقية، وتشجيع دول القارة على تناول المشكلة في الخطط التنموية الوطنية، والتشاور مع وأخذ مصالح المجتمعات المحلية المستضيفة للنازحين بعين الاعتبار.

وعلى صعيد التعامل مع مسألة الحوكمة في مرحلة بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية، قال إنه يتعين على الاتحاد الأفريقي الدخول في شراكات إقليمية ودولية لتعزيز قدرات مؤسسات الدولة الوطنية من بسط سيطرتها ومد سلطة الدولة للمجتمعات المعنية وتشجيع الدول على تصميم برامج فعاله للإعمار والإدماج، وإقامة عقد اجتماعي وهياكل حوكمه وطنية تتسم بالشمول.

وفيما يتعلق بتطوير الشراكات بين الاتحاد الأفريقي وشركائه، أوضح أن عملية الإصلاح الجارية في الاتحاد تمثل فرصة فريدة في هذا الصدد لاسيما في ضوء تزامنها مع الإصلاحات والمراجعات الجارية في الأمم المتحدة والتطورات القائمة في هياكل التمويل التي اعتمدتها مؤخرا المؤسسات المالية والدولية والإقليمية، وبالتحديد، طبيعة الشراكات المستهدفة للاتحاد الأفريقي مستقبلا، "يجب أن تتجاوز مجرد تمويل المشروعات قصيرة المدى للتعافي إلى الاستثمار في القدرات البشرية والمؤسسية للاتحاد والمنظمات والتجمعات دون الإقليمية، وتبني منظور تحقيق استدامة السلام في صياغة برامج التعاون مع الأمم المتحدة الهادفة مع تفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات".

وانطلقت الجلسة الختامية للنسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في مدينة أسوان عاصمة الشباب الأفريقي، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين الأفارقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل