المحتوى الرئيسى

رحلة عودة «الربعة القرآنية» من لندن إلى القاهرة: استردته مصر قبل بيعه في المزاد - المصري لايت

12/12 16:02

استمرارًا لجهود البحث عن المقتنيات المفقودة واستردادها، واستكمالًا لإعادة ممتلكات دار الكتب والوثائق مجددًا، أعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، عن عودة الجزء الـ16 من مخطوطة الربعة القرآنية الخاصة بالسلطان قنصوة الغوري (1446 – 1516)، بعد عرضها للبيع بصالة «تشيسويك» الإنجليزية للمزادات.

وبموجب هذا الإنجاز، وجهت «عبدالدايم» شكرها لجهود دار الكتب والثائق، متمثلةً في رئيسها الدكتور هشام عزمي، خاصةً وأن المخطوطة تعتبر أكثر المخطوطات المملوكية ندرة وقيمة، فتضم 30 ورقة ومسطرته سبعة أسطر مكتوبة بخط النسخ العربي، ومذهب من أوله ومجدول بإطار من الذهب، وسُجلت بدار الكتب المصرية في شهر نوفمبر عام 1884.

وبذلت دار الكتب والوثائق جهودًا مضنية على مدار شهرين كاملين عقب العلم بعرض المخطوطة للبيع، وهو ما كشفه الدكتور هشام عزمي لـ«المصري لايت»، قائلًا إنه فور العلم بأمر بيع المخطوطة في صالة للمزاد بالعاصمة البريطانية لندن، وفق مصادر داخل الدار، كانت أولى الخطوات هي وقف عملية البيع، فهي أهم إجراء حسب رأيه حتى يتسنى للمسؤولين الدخول في مفاوضات مع الطرف الآخر: «لأنه حال بيعها سنفقد أثرها او متابعتها، وهو ما نجحنا فيه أكتوبر الماضي».

وأعدت دار الكتب كافة المستندات التي تثبت ملكيتها للمخطوطات حسب «عزمي»، وبعد مفاوضات استمرت لشهرين كاملين اُستجيب لطلب استعادتها، مشيرًا إلى أن صالة المزاد هي تبيع لصالح حائز المخطوطة، في النهاية ما كان يعني الجانب المصري هو إحضار البراهين التي تقنع الأخرين على إعادة المقتنيات إلينا، موضحًا: «سبق وأن تعاملنا مع الطرف الحائز في أغسطس من العام الماضي، حينما حاولنا استعادة (المختصر في علم التاريخ)، وهي أول مخطوطة أعدناها عن طريق التفاوض المباشر، وقتها صالة المزادات أحالتنا بعد اقتتناعها بأدلتنا إلى الحائز، لكن حينما تقوم الصالة بدور الوسيط ينتهي الأمر سريعًا».

وعن الخطوطة، يوضح «عزمي» أن مجموعة قنصوة الغوري كانت وقف في مسجده الخاص بالقاهرة قبل أن تنتقل إلى دار الكتب والوثائق، واستعادة الجزء الـ16 يكمل المجموعة المستردة في نوفمبر الماضي، حينما عاد الجزء الرابع منها، وهي ربعة قرآنية، أي جزء من القرآن الكريم.

ينوه «عزمي» إلى أن دار الكتب والوثائق تجري حاليًا حصرًا لأعداد الاجزاء الخاصة بالمجموعة: «ليس بالضرورة أن ما ليس موجودًا أن يكون مهربًا خارج البلاد، أنا اتحدث عن المجموعة التي كانت في المسجد وانتقلت إلى الدار».

ويشير«عزمي» إلى أن البحث عن سبب خروج المخطوطة سيأخذ فترة طويلة، خاصةً وأن لتهريبه عدد من الاحتمالات تتعلق بـ«بتاريخ دار الكتب الذي يمتد حتى 1870، فمرت بانتقالات كثيرة أهمها اثنين كانا في عام 1904 من مقرها الأول إلى باب الخلق، والثاني في بداية سبعينيات القرن الماضي إلى مقرها الحالي بالكورنيش»، مستنتجًا: «وارد جدًا أثناء عملية النقل يحدث هذا، وهو ما وقع منذ عقود طويلة جدًا، وبالتالي لا اتسطيع أن أقول من هربها أو متى خرجت».

ويردف «عزمي»: «ما يعنيني هو كيف يمكن استرجاع المخطوطات، والنقطة الثانية كيف نؤمّن المجموعات الموجودة حاليًا في دار الكتب والوثائق، هي الآن مؤمنة في المخازن بكاميرات مراقبة ودوريات تمر عليهم كل 24 ساعة، إضافةً إلى وجود تأمين كامل لهم».

يؤكد «عزمي» أن استعادة المخطوطة انتهت دون دفع أي مبلغ مالي، لأن الطرف الآخر يصل لقناعة تامة بأن ملكية مصر واضحة، وبالتالي لم نغرم الدولة في مقابل استرداد مقتنايتنا، وهو ما يحدث نتيجة انتهاجنا لأسلوب التفاوض المباشر، مشيرًا إلى تنسيقه الدائم مع جميع الجهات ووزارة الخارجية، كما سبق وأن حدث مع إعادة «أطلس سديد».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل