المحتوى الرئيسى

من صحراء لإنجاز عالمي.. مهندسان في محطة بنبان يرويان مراحل بناء الحلم

12/12 15:44

حلم بدأ منذ الدراسة بأنَّ يكونوا ضمن العاملين في أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، تابعوا عن كثب اختيار قرية "بنبان" القريبة من محل إقامتهم لتكون مقرًا للمحطة، وظلوا يتابعون القرارات الحكومية حول المشروع جنبًا إلى جنب مع التعليقات العالمية التي ترتقب ظهوره للنور، لينتابهم شعور بالفرح عندما جرى قبلوهم للعمل في الصرح الذي تمنوه، ليبدأ النمو شيئا فشيئا بأيديهم ويظهر للنور وسط مشاعر بالفخر؛ بأنَّ اسمهم ضمن مؤسسي محطة بنبان التي يفتتحها الرئيس السيسي اليوم على هامش فعاليات منتدى أسوان للسلام.

منذ أن كانت بالجامعة، عندما بدأ العمل في محطة "بنبان" للطاقة الشمسية وتنامى إلى مسامعها أخبار المشروع العالمي الذي ينفذ في أسوان، حيث تعيش، تمنت زينب رمضان العمل بها، وعندما تخرجت في عام 2017، بحثت عن كل السبل لتجد فرصة عمل لها بالمشروع، وحين جاءتها الموافقة بأن تصبح عضوة بفريق العمل ولكن في الإطار المكتبي لم تفرط في الفرصة "من أيام الدراسة كنت بتمنى اشتغل في مشروع زيه، كل دول العالم بتتكلم عنه، وكنت عايزة أشارك وأكون شاهدة على مكان مجرد صحراء مفيهاش أي معالم لمشروع كل العالم بيتابعه".

وتحكي "زينب"، أول مهندسة مصرية تعمل في مجال الطاقة الشمسية، أن شغفها بالمشروع كان سببًا في أن تركز طاقتها لتنهي أعمالها المكتبية سريعًا وتنزل إلى الموقع، حتى مع الوقت تمكّنت من الحصول على مهام فنية "جيت المحطة في مرحلة إنشاء وكان لازم أخلد اسمي على مشروع عظيم زيه؛ رغم إنّي كنت بنت لوحدي"، وذلك بحسب ابنة مركز "دراو" في أسوان لـ"الوطن".

من صحراء جرداء مرورًا بالإنشاءات الأساسية، ثم التركيبات الفنية حتى وصل الأمر الآن إلى أعمال المتابعة والصيانة والرقابة، هكذا وصفت "زينب" مراحل العمل في محطة بنبان، فالمرحلة الأولى رغم أنَّها لم تكن تعمل بالمحطة كانت شاهدة عليها من خلال إقامتها في أسوان، حتى أصبح الحلم حقيقة وكانت قائمة بنفسها في باقي المراحل حيث عملت في اختبار الكابلات والتوصيلات ثم مرحلة الصيانة والتشغيل "درجة الحرارة في الموقع عالية وينزل من البيت الساعة 3 بالليل أحيانًا علشان أكون هناك الساعة 5.. كان صعب نعمل ده في البداية، بس الحلم كبير، وكنا لازم نبقى قده، وكنت حابة المجال واتعودت وأحيانًا لما وقت الشغل ينتهي ويكون معانا مهمة نصمم نكملها كلنا".

على مسرح العاصمة الإدارية الجديدة، ضمن فعاليات افتتاح مؤتمر الشباب السابع، كانت "زينب" حاضرة في فيلم "بطل كل يوم" تحكي قصة نجاحها من قلب "بنبان" كأول مهندسة طاقة شمسية، وفي حفل الختام، كرمها الرئيس السيسي ضمن أبطال مصر من الشباب، الذين تحدوا الصعاب حتى حققوا نجاحات وجب تخليدها في ذاكرتهم وذاكرة الوطن، داعمًا إياها "قالي إنتي ماشية صح.. كملي".

عندما كان طالبًا في الجامعة، قرر أنَّ يدرس مادة عن الطاقة الشمسية ضمن المواد الاختيارية، واضعًا نصب عينيه العمل يومًا ما في محطة بنبان التي تابع أخبار عن قرب البدء في إنشائها، محمد عبدالرؤوف، 26 سنة، والذي تحول حلمه بأنَّ يشارك في بناء الصرح العالمي إلى حقيقة منذ عامين، عندما انضم إلى أحد الشركات العاملة في تشييد محطة بنبان في أسوان حيث يعيش "الموقع اللي اشتغلت فيه كان معانا 6 محطات ولما بدأت كان عبارة عن صحراء مالهاش أي ملامح وشوفت كل تفاصيل الإنشاء والتشغيل لحد ما بقى عندنا إنتاج 1.8 ميجاوات في الساعة".

ويروي "محمد"، لـ"الوطن"، أنَّ العمل في مجالات الطاقة الشمسية عادة ما تصاحبه ظروفًا صعبا، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الصحراوية والجبلية التي تصل في بعض الأحيان إلى ما يزيد على 79 درجة، لكن حلم الانجاز كان دافعا لهم نحو العمل دون كلل، فالفخر الذي يشعر به كل يوم مع إنجاز مهمة جديدة كان أكبر من حجم الإرهاق "بقى عندي خبرة كبيرة مكناش مصدقين إننا هنقدر ننجز ونحقق الحلم ده ومصر كلها تستفاد، كل أما أطلع الموقع واتفرج على شغلنا، أحس بفخر كبير وخصوصًا إنه تحقق بأعلى معدلات الأمان وبأفضل الأجهزة في العالم".

طبيعة عمل ابن العشرينات كمهندس في قسم الاختبار مكّنته من متابعة المشروع في جميع مراحله، حيث يحكي أن ضمن مهام عمله أن يختبر كل قطعة من الأجهزة وكل خطة من خطوات النظام إضافة إلى الكابلات، فضلا عن وجوده أثناء مراحل التنفيذ كمراقب لها من منظور الجودة والاختبارات، حتى يتسلم المحطة في شكلها النهائي "عملت كل حاجة على إيدي وأخدت خبرة بدأت بيها مشروع مع أصدقائي نتمنى نبقى أكبر شركة تعمل في مجال إمدادات الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل