المحتوى الرئيسى

يناقشها منتدى أسوان.. ما صعوبة تحقيق السلام والتنمية في منطقة الساحل؟

12/11 16:20

في الساعات الأولى من صباح اليوم، انطلقت النسخة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في مدينة أسوان عاصمة الشباب الأفريقي، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين الأفارقة.

ويستمر المنتدى لمدة يومين، ويستهدف فتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة بالقارة السمراء في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019، إذ يناقش عدة قضايا مهمة، بينها جلسة "لماذا لا يزال تحقيق السلام والتنمية المستدامة في منطقة الساحل أمرا صعب المنال".

منطقة الساحل، تتكون من عدة بلدان أفريقية تمتد من غرب القارة إلى شرقها، بداية من داكار وحتى جيبوتي، بينها "موريتانيا، نيجيريا، النيجر، تشاد، إريتريا، بوركينا فاسو، ومالي"، وتواجه تلك المنطقة بشدة خطر الإرهاب، بينها تنظيمي القاعدة وداعش الذين ينفذون العديد من الهجمات ضد القوات المسلّحة الوطنية والدولية التي تدعمها، كما أنّ المنطقة تعاني من أزمة الاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر وتهريب المهاجرين، فضلا عن التوترات الطائفية وتداعيات الاحترار العالمي على الانتفاع بالموارد عوامل تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وفقا لموقع وزارة الخارجية الفرنسية.

أحمد حجاج سفير مصرالأسبق في كينيا، والأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا، أوضح أنّ الساحل منطقة مترامية الأطراف، أغلبها صحراء وذات كثافة سكانية قليلة، لذلك تعاني من هجمات إرهابية متعددة قللت قدرات جيوشها الوطنية.

وأضاف حجاج، لـ"الوطن"، أنّ الإرهاب من أكبر المشكلات بالساحل، إذ استغل الصحراء الشاسعة بها وتغلغل فيها ثم وجّه هجمات للمناطق الحضارية والمدنية، كالقاعدة وبوكو حرام وداعش، وذلك رغم وجود قوات فرنسية بالمنطقة قليلة السكان والمعروفة بضعف إمكانيات بعضها الاقتصادية.

وأشار إلى أنّ فرنسا لها دور مهم في المنطقة الساحلية، إذ تنتشر قوات لها فيها، كما تجمع المعلومات عن الإرهاب عبر الأقمار الصناعية، لذلك دعت لتشكيل قوات مشتركة لإرساء السلام بالساحل، وأعلنت مصر استعدادها للتدريب والتنسيق، مشيرا إلى أنّ منطقة الصحراء بحاجة ماسة للتمويل والتعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وأصدقاء القارة مثل ألمانيا وبريطانيا والأتحاد الأوروبي.

وأكد الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنّ منطقة الساحل تعاني من أزمة الإرهاب والتنمية بشدة، إذ إنّ أغلبها دول صحراوية قليلة الموارد والسكان، ما يؤثر على مناحي الحياة وقدرة الحكومات على تنفيذ الوظائف المناطة بها، إضافة لضعف الضبط الأمني الكافي، لذلك يتحرك بها الإرهاب عبر الحدود بقدر كبير من حرية الحركة، خاصة أنّ الحدود شبه مفتوحة بين تلك الدول.

وتابع رسلان أنّ تحقيق السلام في الساحل لن يتم بسهولة أو خلال وقت قصير، إذ يحتاج لتعاون قوي وجاد بين الدول صاحبة الشأن، على مستوى إقليمي وإسناد دولي لتبادل المعلومات الاستخبارية والمراقبة سواء بالأقمار الصناعية أو غيرها من الوسائل المتاحة، إلى جانب التعاون الأمني والاستخباري وتقديم المساعدات، مشيرا إلى أنّ مصر مهتمة بالمنطقة وتلعب دور مهم فيها بجانب فرنسا أيضا.

موقع الخارجية الفرنسي، أوضح أنّه منذ اندلاع أولى شرارات الأزمة الأمنية في منطقة الساحل، التزمت باريس بكبح جماح التهديد الإرهابي، ففي يناير 2013 تدخلت في شمال مالي عبر عملية سيرفال بغية منع الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة من السيطرة على البلاد، ومنذ ذلك الحين توحّدت العمليات الفرنسية التي تضم نحو 4500 جندي تحت اسم عملية برخان، بالتعاون مع القوات المسلّحة في منطقة الساحل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل