المحتوى الرئيسى

حمل رأس "طومان باي".. "باب زويلة" حكاية تقترب من ألف عام

12/11 02:23

على ذلك الباب التاريخي في القاهرة، وقف المصريون يبكون، بينما تقوم القوات العثمانية بأمر سلطانهم سليم الأول، الذي احتل لتوه البلاد، بإعدام السلطان الأشرف أبو النصر طومان باي آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، ويعلق رأسه عليه، ليشهد "باب زويلة" نهاية حكم المماليك وبداية عهد الاحتلال العثماني.

عندما دخل جوهر الصقلي مصر، كان في مقدمة ما اهتم به إنشاء مدينة القاهرة، وبنى حولها سورا من الطوب اللبن يضم ثمانية أبواب، هي "زويلة" و"الفرج" في الجنوب، وبابا "الفتوح" و"النصر" في الشمال، وباب "القراطين"، والذي عرف فيما بعد بباب "المحروق"، و"البرقية" في الشرق، وباب "سعادة"، ثم باب "القنطرة" في الغرب.

وفي عام 1087 بدأ أمير الجيوش بدر الجمالي بتجديد السور، من الأحجار الضخمة، ولم تبق منه إلا بقية ضئيلة موجودة في شارع الجيش، وتضم ثلاثة أبواب وهي، باب الفتوح وباب زويلة وباب النصر، والتي قام ببنائها ثلاثة إخوة وفدوا إلى مصر من أرمينيا فقام كل واحد ببناء باب من الأبواب الثلاثة بأمر الجمالي.

انتهى بناء باب زويلة بشكله الجديد خلال عام 485 هجرية الموافق عام 1092 ميلادية، وهو عبارة عن هيكل بنائي ضخم يصل عمقه إلى 25 مترا، ويبلغ عرضه 25.72 مترًا، ويصل ارتفاعه إلى 24 مترا عن مستوى الشارع.

ويحتوي باب زويلة على برجين لهما شكل مقوس عند القاعدة، وبينهما تشابه كبير مع برجي باب الفتوح، غير أنهما يظهران في شكل أكثر استدارة، وعندما بنى الملك المؤيد أبو النصر شيخ مسجده عام 818 هجرية، اختار مهندس الجامع برجي باب زويلة وأقام عليهما مئذنتي الجامع.

وتعود تسمية باب زويلة إلى قبيلة من البربر موجودة في منطقة شمال أفريقيا، انضم جنودها إلى جيش جوهر الصقلي من أجل فتح مصر، إلا أن العوام أطلقوا عليه اسم "بوابة المتولي"، وذلك لأنّه كان يوجد في مدخله شخص يقوم بتحصيل الضرائب الخاصة بالدخول إلى العاصمة وكان يعرف بـ"المتولِّي".

وورد ذكر باب زويلة كثيرًا في الكتب التاريخيّة، ومن المؤرخين الذين ذكروا الباب بكثرة المؤرخ الشهير "المقريزي" و"القلقشندي"، الذي وضع في كتابه "صبح الأعشى" بعض الأبيات الشعرية التي تتحدث عن عظمة باب زويلة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل