المحتوى الرئيسى

قراءة في نتائج «اجتماعات واشنطن».. خبراء يشرحون مصادر التفاؤل باتفاق حول سد النهضة

12/10 17:29

- نصر علام: ربط مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة بحجم إيراد النيل الأزرق خطوة على الطريق الصحيح

- عباس شراقي يقترح تشكيل لجنة فنية دائمة بين الدول الثلاث لتحديد حجم التخزين وكمية المياه المنصرفة

- هاني رسلان: المفاوضات أحرزت تقدما لكن تبقى أشواط يجب قطعها

- خالد أبو زيد: يدعو الدول الثلاث للاتفاق على إجراءات محددة لتخفيف الآثار السلبية في فترات الجفاف

علق خبراء ومتخصصون في الموارد المائية، آمالا في التوصل لاتفاق مرضٍ بشأن سد النهضة عقب اجتماعات واشنطن، بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا.

وكان وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان، أصدروا بيانا مشتركا، أمس الاثنين، أكدوا خلاله أنهم "لاحظوا- لأول مرة- التقدم المحرز في الاجتماعات الفنية بين وزراء الموارد المائية في أديس أبابا والقاهرة".

وبحسب البيان، فإن «اجتماعات واشنطن»، التي جاءت بحضور ورعاية وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشن، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، شهدت الاتفاق على تركيز الاتجاه الاستراتيجي للاجتماعين التقنيين المقبلين على تطوير قواعد وإرشادات تقنية لملء وتشغيل سد النهضة، وتحديد ظروف الجفاف، وتدابير تخفيف آثار الجفاف التي يتعين اتخاذها.

وذكر البيان المشترك أن الدول الثلاث تدرك أن هناك فوائد كبيرة لها جميعا في وضع قواعد ومبادئ توجيهية لمعالجة ظروف الجفاف، تشمل تدابير تخفيف الجفاف بناءً على التدفق الطبيعي في سنة معينة، ومعدلات إطلاق المياه من السد.

وقال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، إن البيان المشترك لاجتماع واشنطن نص على الاتفاق بشأن تركيز جلستي التفاوض القادمتين في السودان ثم إثيوبيا للتوافق حول سياسات التخزين والتشغيل لسد النهضة، وبما تعكس حجم الإيراد الطبيعي للنيل الأزرق.

وأضاف: "وهو أمر معمول به في الاتفاقيات الدولية للأنهار المشتركة ويتسق مع قواعد وثوابت القانون الدولي".

وأكد علام أن هذه الخطوة "تمثل نجاحا لتطوير المسار التفاوضي إلى الاتجاه الصحيح، وأن هذا ما نادت به مصر منذ بداية المفاوضات".

واستدرك: "هذا الاتفاق لا يعني القرب من التوصل إلى حلول؛ فهذا سيعتمد على مرونة المفاوضين، وعلى التواجد الفني القوي للمراقبين".

وقال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن لغة البيان توحي بأجواء من التفاؤل هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فقد تضمَّن: الاتفاق على نقاط جديدة، منها: تركيز الاجتماعات الفنية على هدف استراتيجي أساسي وهو الاتفاق على قواعد الملء والمدى الزمني للملء وعلى كمية التدفقات السنوية.

وأضاف رسلان، لـ«الشروق»: كما أن تثمين دور واشنطن والبنك الدولي، وإعلان الدول الثلاث وجود تقدم في المفاوضات الفنية، يعني أن هناك نوعا من الحلحلة في المواقف السابقة الثابتة، على حد قوله.

وتابع: "وكذلك الاتفاق على بحث وتحديد ماهية ظروف الجفاف، والتدابير الوجب اتخاذها في هذه الحالة ضمن سياسة التشغيل، وهو ما كنت تحاول إثيوبيا التملص منه".

وأشار إلى أن الصيغة التفاؤلية للدعوة لاجتماع واشنطن الأخير يوم 13 يناير لوضع اللمسات النهائية يشير إلى بوادر اتفاق.

ويرى رسلان أن التقييم العام للمفاوضات الجارية بشأن سد النهضة يشير إلى وجود تقدم، لكن ما زالت هناك أشواط يجب أن تقطعها للوصول إلى اتفاق مرضٍ.

ومن جانبه، قال الدكتور خالد أبو زيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري)، إن البيان المشترك يؤكد ربط قواعد ملء وتشغيل سد النهضة بحجم فيضان النيل الأزرق.

وأضاف أبو زيد، لـ«الشروق»: "كما يدعو الأطراف الثلاثة إلى الاتفاق على إجراءات محددة لتخفيف الآثار السلبية لسد النهضة على مصر والسودان في أثناء الجفاف".

وأوضح أن الاتفاق على حد أدنى من كميات المياه لتصريفها من السد في فترات الجفاف هو أحد الإجراءات المفترض الاتفاق عليها في هذا الشأن.

ومن جانبه، يلتمس الدكتور عباس شراقي، استاذ الجيولوجيا والمياه بكلية الدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة، نوعا من التفاؤل في البيان المشترك لاجتماع واشنطن، واستدرك: "لكنه لا يحتوي على أي جديد، ولم يعلن عن اتفاق".

ويعتقد شراقي أن الإعلان عن النتائج النهائية للمفاوضات الجارية سيكون في الجولة الأخيرة، والمقررة لها في واشنطن يوم 13 يناير المقبل.

وقال استاذ الجيولوجيا والمياه، إنه كان يأمل ألا تحدد «خارطة واشنطن» عددا من الاجتماعات، والاكتفاء بتقرير موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق؛ موضحًا: "حين اتفقنا على عقد 4 لقاءات فنية، واثنين في واشنطن، قرر كل طرف الاحتفاظ بما لديه حتى الجولة الأخير انتظارا لتنازل الطرف الآخر".

وأضاف شراقي، لـ«الشروق»: "لا بد على كل طرف أن يقدم تنازلات وصولا إلى اتفاق مرضٍ للجميع".

وأشار إلى أن مصر طالبت بتمرير 40 مليار متر مكعب من إجمالي إيراد النيل الأزرق، البالغ 50 مليارا، خلال سنوات الملء الأول، وهو ما رفضته إثيوبيا واقترحت 31 مليارا.

وتابع: كما طالبت مصر بربط تخزين بحيرة سد النهضة بمنسوب السد العالي، وهو أيضًا ما ترفضه أديس أبابا.

ونوَّه بأن مصر طالبت كذلك بعدم التقيد بعدد سنوات معين لملء بحيرة سد النهضة، وربط عملية الملء بحجم الأمطار، وهو ما كانت ترفضه إثيوبيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل