المحتوى الرئيسى

تقرير لـ« د ب أ»: في منتدى السلام والتنمية فى أسوان الزعماء الأفارقة يبحثون إسكات البنادق.. غدا

12/10 12:15

تتجه أنظار شعوب قارة أفريقيا، إلى مدينة أسوان جنوبي مصر، والتي تستضيف اعتبارا من غد الأربعاء وعلى مدار يومين النسخة الأولى من "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، ويبحث خلاله زعماء القارة وممثلي حكوماتها بجانب منظمات إقليمية ودولية سبل "إسكات البنادق" وإنهاء النزاعات، وتحقيق السلام والتنمية بمختلف بلدان القارة السمراء.

وارتبطت أسوان التي سميت قديما "سوونت" بعلاقات تاريخية مع أفريقيا، منذ عصور الفراعنة، حيث كانت تُسير قوافل وحملات لاكتشاف بلدان القارة السمراء وطرقها.

تعد وأسوان هى أول من يستقبل مياه نهر النيل عند دخولها لأرض مصر، وبها أقيم أول متحف للنيل، ليحكي للعالم تاريخ النهر الخالد منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، في مصر وفي بلدان حوض النيل الإفريقية التي خصص جناح خاص لكل منها لرواية تاريخها مع نهر النيل وعرض مقتنياتها الأثرية ذات العلاقة بالنيل.

ويستحضر المتحف صورا من قدسية نهرالنيل، ويعيد إلى الذاكرة مشاهد لاحتفاء قدماء المصريين بهبة مصر وشريان حياتها عبر الزمان.

كما تضم مدينة أسوان متحف النوبة، الذي تحكي مقتنياته الكثير من العادات والتقاليد المشتركة، بين المصريين والشعوب الإفريقية.

ويقول الدكتور محمد يحيى عويضة، المدير العام لآثار مصر العليا، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن أسوان هى بوابة مصر إلى إفريقيا، وبوابة افريقيا إلى مصر.

وأشار إلى أن أسوان سميت قديما "سوونت" بمعنى السوق، وأطلق عليها اليونانيون اسم "سبيني" وهى مدينة إيزيس وحتحور فعلى أرضها شيدت وقبيل آلاف السنين معابد كرست لعبادة الربة إيزيس والربة حتحور.

وبحسب عويضة، كانت أسوان منذ أقدم العصور بمثابة محجر كبير لأحجار الجرانيت، التي استخدمها قدماء المصريين في بناء المعابد والمسلات والأعمدة والتماثيل والتوابيت.

وتشتهر أسوان بمقابرها الصخرية المنحوتة في الجبل الغربي، والتي شيدها حكام جزيرة الفنتين في أسوان، وكبار كهنتها، وتضم تلك المقابر مقبرة لـ"مخو" الذي كان يخرج على رأس حملات ملكية لاكتشاف الجنوب (أي افريقيا) وارتياد طرقها.

وتضم مقابر الجبل الغربى في أسوان، واجهات تتفرد بجمالها وتحتفظ بما عليها من نقوش وكتابات، مثل المقبرة رقم 36 التي تزدان برسوم تصور صاحبها وخلفه كلاب الصيد والخدم، وتمثله وهو يصطاد تارة، وتمثله وهو يجلس تحت سقف مرفوع فوق أعمدة ومن حوله أفراد عائلته وحاشيته.

وهناك مقبرة "حرخوف" التي تضم مناظر تصور الحملات المتعددة لقدماء المصريين لاكتشاف الجنوب، وخاصة الحملة التي وصل فيها قدماء المصريين إلى دارفور في السودان عبر درب الأربعين، والتي كانت بداية للعلاقات بين مصر القديمة وافريقيا.

ومن المعروف بحسب كتب المصريات أن مصر ترتبط بعلاقات اقتصادية تاريخية مع بلدان أفريقيا ترجع لآلاف السنين، ويقول علماء المصريات إن علاقة مصر بأفريقيا بدأت منذ عام 1503 قبل الميلاد، وتجسدت تلك العلاقات آنذاك، في رحلات قدماء المصريين إلى بلاد بونت الإفريقية، وقد وجدت أدلة تاريخية على ارتباط مصر الفرعونية ببعض قبائل نيجيريا وغرب أفريقيا وبين القبائل النيلوتية في أعالي النيل وفي محور شمال أفريقيا.

وكان أول تبادل تجاري بين مصر القديمة وأفريقيا في عهد الملكة حتشبسوت، التي حكمت من عام 1503 إلى 1482 قبل الميلاد، وأرسلت فى العام السادس أو السابع من حكمها 5 سفن ضخمة إلى بلاد بونت أرض البخور لإحضار منتجات تلك البلاد إلى مصر تحت قيادة القائد نحسي، وقد بدأت رحلتها من أحد موانئ البحر الأحمر قرب وادي الجاسوس بالصحراء الشرقية.

وتضم أسوان معابد أبوسمبل الشهيرة، ومعبدي إدفو وكوم أمبو، ومعبد فيلة، وغيرها من المعالم الأثرية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وهى مشتىً سياحي عالم، يفد لزيارتها مئات الآلاف من السياح، كما تعد قبلة للكثير من ملوك ورؤساء ومشاهير العالم.

وقد أنهت سلطات مدينة أسوان استعداداتها لاستضافة قادة وزعماء القارة الأفريقية، الذين سيبحثون في المدينة على مدار يومين سبل تحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة على أرض القارة السمراء، في "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة".

وقال محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، في تصريحات صحفية، إن المحافظة كانت في سباق مع الزمن للاستعداد لاستضافة فعاليات المنتدى الذي يعقد غدا وبعد غد الخميس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمورية، الذي كان قد وجه دعوة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لحضور المنتدى.

وفيما أكد الفريق يونس المصري وزير الطيران المدني المصري، جاهزية مطار أسوان الدولي لاستقبال القادة واعضاء الوفود المشاركة بالملتقى، تجملت ميادين وشوارع أسوان، والمناطق الأثرية والسياحية بالمدينة، وباتت في أبهى صورها.

وبحسب تقارير رسمية، فإن إقامة منتدى أسوان يأتي في إطار جهود مصر لتفعيل العمل الأفريقي المشترك، ليكون المنتدى أول منصة لدراسة العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة، وإيجاد حلول لمشكلات القارة.

ويناقش المشاركون فى المنتدى قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية من منظور اجتماعي وثقافي واقتصادي، وسبل تفعيل أجندة الاتحاد الافريقي 2063 وتزكية فكرة الاندماج الأفريقي والتواصل فيما بين الدول الأفريقية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل