المحتوى الرئيسى

"عشوائية مصحوبة بلمسة سحرية".. الموهوب الذي قتل زملائه من أجل البقاء!

12/09 16:16

الفرصة تتكرر في العمر ألف مرة، لكنهم يقنعون أنفسهم بأنها لا تأتي سوى مرة واحدة طوال الوقت، بل إنها لم تأتي بعد، تبريرا لضياع موهبة في أقدامهم كان بإمكانها كتابة تاريخ بحروف من ذهب تحول إلى صفحة واحدة في مجلد لن يقرأه أحد بمرور السنوات.!

قصة اليوم عن ثنائي قد يكون ثنائية مدمرة بكلا المعنيين، إما في مساهمة بتحقيق إنجازات وبطولات أو تحويل بقية الصالحين ليعم الفساد مران الأهلي. نعم الحديث هنا عن صالح جمعة ومحمود عبد المنعم كهربا، الأول يصارع من أجل دقيقة واحدة مع فايلر بعد أن كان يظن أنه الملعب والكرة من ممتلكاته الشخصية، والثاني على أعتاب الحصول على فرصة جديدة من بحر فرص حصل عليها ولم يغتنمه بالشكل الأمثل طوال مسيرته حتى الأن.!

حينما يتم ذكر هذه الأسماء في الكرة المصرية طوال السنوات الماضية، سواء كهربا أو جمعة، فمن البديهي أن يحضر إلى ذهنك إحدى أفعالهم الغريبة خارج الملعب، ولكننا اليوم لن نتطرق لهذا على الإطلاق، فهذه حياتهم الشخصية بكل تأكيد.. ولكن دعونا نقوم برحلة قصيرة إلى عالمهم الخاص في التعامل مع كرة القدم.. ولماذا أصبح هناك إنقسام كبير ممن كانوا يدافعون عنهم بشراسة بين مؤيد ومعارض؟!.. هل قلة الموهبة أم تملك اليأس محبيهم؟.

“أجزاء شبه عشوائية سوا تبان مخيفة”

“نزل صالح يقلب الماتش.. لمسة واحدة من رجله هتخليك قصاد الجون.. لأ ده مدرب مبيحبش المواهب”، هكذا يتعامل محبي “المعلم” كما يحلو لهم نعته، ولكن عزيزي داعم أكبر لاعب قد أضاع فرصا لإثبات أحقيته في الكرة المصرية خلال العقد الأخير، لك أن تتخيل صالح جمعة يُطلب منه أن يلعب بمركز “8” مثلما فعل زميله محمد مجدي أفشة مؤخرًا وأجاد بشدة، الأخير تألق ليس لأنه يفوق صالح قدرة وموهبة بل لأنه يؤمن بمديره الفني ويعلم تماما كيف تسير الأمور داخل المسطيل الأخضر، على يقين تام بأن كل عنصر بالملعب لديه مهام إذا لم يقم بها ستتأثر المجموعة بأكملها سلبا، وقد يساهم ذلك في تدمير منظومة كاملة بالمناسبة..

صالح جمعة منظوره إلى كرة القدم يتوقف بإرسال تمريرة طولية مميزة إلى مهاجم فريقه، لا يعلم ما عليه فعله بعد ذلك، لا يجيد فعل أي شئ دون كرة في قدمه، لا يمارس عملية الضغط على الخصم، ولحظة إمتلاك زملائه الكرة لا يعلم إلى أين يذهب لتلقي تمريرة تجعله في مكانا مناسبا.. جميعها أمور لا تتعلق بما تستطع فعله الأقدام، بل ما يدور داخل الرؤوس، لذلك يعد صالح جمعة خارج حسابات السويسري رينيه فايلر تماما، لأن مدرب الاهلي أسس منظومة تدور حتى في غياب أي عنصر، فقط لأن من يعتمد عليهم لديهم إنضباط تكتيكي وتعامل بجدية شديدة مع كافة المهام التي تطلب منهم..

“المعلم” يريد أن يبقى على الساحة ويتم إعتماد نجما من بين الأفضل داخل المحروسة لمجرد إتقانه فعل شئ واحد فقط داخل الملعب وهو التمرير والمراوغة، في زمن تحولت فيه كرة القدم إلى عِلم وليست “فهلوة” ومنظومة تتكون من 11 لاعبا لا يمكن أن يتنازل المدير الفني عن إعطاء أي منهما تعليمات تخدم المجموعة ككل، صالح يظن أن التمريرة السحرية التي سيرسلها لأزارو أو مروان محسن وتجعلهم يسجلون هدفا سوف تُبقي عليه أساسيًا.!

لعل الأمور أفضل بعد الشئ للنموذج الثاني بتلك القصة، ليس فقط لأنه أراد ذلك وفعل المزيد من أجله، ولكن قد تتعلق الأمور أحيانا بالتوفيق ومساعدات الأخرين أيضًا..

كهربا الذي يبدو من أذكى اللاعبين داخل الملعب، والفارق بينه وبين صالح أن كهربا يعلم حقيقة الأمور ولكنه يستمر في فعل ما يحلو له. على سبيل المثال كهربا بحكم مركز كجناح أيسر أو مهاجم صريح، يعلم في الحالة الأولى أنه يتوجب عليه معاونة الظهير الأيسر حتى لا يخترق الخصم تلك الجهة، ولكنه يتغاضى عن فعل ذلك، وكأنه يعطيك عرضا، مقايضة من أجل النجاح، مساهمة دفاعية أو عدة مراوغات وتسديدات وعرضيات من المؤكد سوف تنجح في مرة تجلب لنا الإنتصار؟!..

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل