المحتوى الرئيسى

مسلسل ممالك النار والحلقة الأخيرة.. اعرف مصير طومان باى آخر السلاطين المماليك - فالصو

12/09 15:53

ينتظر جمهور مسلسل ممالك النار التاريخى، اليوم، عرض الحلقة الـ14 والأخيرة، من المسلسل الذى استطاع أن يجذب شريحة كبيرة من جمهور المسلسلات فى العالم العربى حوله، ومع عرض الحلقة الأخيرة، فإن شريحة كبيرة من الجمهور ربما لا تعرف مصير السلطان طومان باى، والذى يجسده فى المسلسل الفنان المصرى خالد النبوى، خلال مواجهته للسلطان العثمانى سليم الأول.

خالد النبوى يمزح و"طومان باى" يبهر المتابعين بـ"فيديو" من كواليس "ممالك النار" (فيديو)

ولمن يقرأ فى كتب التاريخ، فإن مصير السلطان طومان باى، آخر السلاطين المماليك الشراكسة فى مصر، هو الشنق على باب زويلة، ليصبح بذلك هو السلطان الوحيد الذى تم إعدامه بهذه الطريقة.

تولى الأشرف أبو النصر طومان باى، آخر سلاطين المماليك الشراكسة فى مصر، الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغورى فى موقعة مرج دابق عام 922 هجري/1516 ميلادى بعد أن عينه نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين، وبعد مقتل الغورى أجمع الأمراء على اختياره سلطانا لمصر.

امتنع طومان باى عن قبول منصب السلطان فى بداية الأمر بحجة ضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء وحصول فتنة من قبل بعض المماليك حيث كان خان الخليلى قد نهب وقتل جميع التجار بحجة أصولهم العثمانية، لكنه عاد بعد إلحاح وبعد أن أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة وقد حضر البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول وذلك لوجود ابنه الخليفة العباسى المتوكل على الله الثالث أسيرا بأيدى العثمانيين بحلب، ثم انهزم طومان باى بمعركة الريدانية فى 29 ذى الحجة 923 هجري/1517ميلادى، وانضوت مصر تحت الخلافة العثمانية.

حينما وصلت الأخبار إلى القاهرة باستيلاء العثمانيين على الشام وتوجههم صوب غزة أعلن طومان باى النفير، ودعا الشعب كله للمشاركة، وفى يوم الأحد 24 من ذى القعدة سنة 922 هـ تقابلت مقدمة الجيش المملوكى بقيادة جان بردى الغزالى مع طلائع الجيش العثمانى بقيادة سنان باشا بالقرب من بيسان، وهزم المماليك هزيمة نكراء، بسبب خيانة جان بردى لجيش المماليك، واستولت الجنود العثمانية على الخيل والجمال والأسلحة. وقد تعددت أسباب الهزيمة ما بين ضخامة عدد العثمانيين واستخدام الجنود العثمانية لكلاليب تخطف الفارس عن فرسه وتلقيه أرضا، إلى استخدام العثمانيين للبنادق.

وحينما دخل العثمانيون القاهرة يوم الجمعة 30 من ذى الحجة سنة 922 هـ الموافق 23 يناير 1517 م فى موكب حاشد على رأسه الخليفة المتوكل على الله، ووزراء السلطان سليم، فخطب للسلطان سليم على المنابر ولم يدخل القاهرة إلى يوم الثلاثاء وسلمت إليه مفاتيح القلعة. وقد استبيحت القاهرة ثلاثة أيام من سلب ونهب وهتك للأعراض ولاقى أهلها الأهوال.

وفى ليلة الأربعاء (5 محرم 923 هـ - 28 يناير 1517 م) اجتمع طومان باى بنحو سبعة آلاف فارس وصارت بينهم وبين العثمانيين معارك فى شوارع القاهرة، كما شاركه العربان وهاجموا مخيمات العثمانيين بالريدانية، واستمر القتال من الفجر إلى بعد المغرب وصار المماليك الجراكسة يقطعون رأس من يظفرون به من العثمانيين ويحضرونها بين يدى طومان باى.

وصلة من الغزل بين خالد النبوى وجمهوره بسبب "طومان باى" فى ممالك النار

اشتد القتال يوم الخميس من بولاق إلى الناصرية، واستجمع العثمانيون قواهم وأجلوا قوات المقاومة فتحصن طومان باى بحى الصليبة، واتخذ من جامع شيخون مركزا للمقاومة وحفر الخنادق، وأقام تحصينات فى المنطقة عند رأس الصليبة وقناطر السباع ورأس الرميلة وجامع ابن طولون.

وما أن أعاد العثمانيون سيطرتهم على القاهرة حتى استباحوها فكانت مجازر بشرية يصفها ابن إياس بالمصيبة العظمى التى لم يسمع بمثلها فيما تقدم من الزمان، فقتلوا جماعة كثيرة من العوام وفيها صغار وشيوخ لا ذنب لهم، وحطوا غيظهم فى العبيد والغلمان والعوام، ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، فصارت جثثهم مرمية فى الطرقات، فكان مقدار من قتل فى هذه الواقعة فوق العشرة آلاف إنسان فى عدة هذه الأربعة أيام، ولولا لطف الله لفنى أهل مصر قاطبة بالسيف". وهجم العثمانيون على زاوية الشيخ عماد الدين بالناصرية، ونهبوا ما فيها من قناديل وحصر، وأحرقوا البيوت من حولها، كما نهبوا محتويات مسجد السيدة نفيسة، أما جامع شيخون مركز المقاومة فقد أحرقه العثمانيون فاحترق سقف إيوانه الكبير، وقبضوا على نحو ثمانمائة من المماليك وضربوا أعناقهم.

قسم العثمانيون قواتهم إلى أربع فرق: الأولى بقيادة السلطان سليم، والثانية بقياد الغزالى، والثالثة بقيادة يونس باشا، والرابعة بقيادة إياس باشا قائد الإنكشارية ويعاونهم عرب الغزالة على أن يطبقوا على قوات طومان باى من جميع الجهات. فهزموا الجراكسة ومن معهم وأعملوا فيهم القتل، فلجأ طومان باى إلى حسن بن مرعى وابن عمه الذين أقسموا له على الولاء. إلا أن حسن بن مرعى خانه فدل عليه فقبض العثمانيون عليه وقادوه إلى السلطان سليم.

بعد أن قبض الجنود على طومان باى، حملوه فى الأصفاد إلى معسكر السلطان سليم بإمبابة، ودار بينهما حوار أشاد به ابن زنبل، وبرر طومان باى مقاومته وذكر خيانة خاير بك والغزالى.  فأعجب السلطان سليم به وقال لجلسائه: "والله مثل هذا الرجل لا يقتل ولكن أخروه فى الترسيم حتى ننظر فى أمره" وأراد أن يأخذه معه إلى إستانبول.

غير أن خاير بك والغزالى خشيا على أنفسهما من بقاء طومان باى حيا فألحا على السلطان سليم بقتله لأن حكم العثمانيين فى هذه البلاد سيظل محفوفا بالمخاطر ما عاش طومان باى، فاقتنع السلطان سليم بقولهم.

وفى يوم الاثنين 21 ربيع الأول سنة 923 هـ الموافق 23 أبريل 1517 م أمر السلطان سليم بأن يعبروا بطومان باى إلى القاهرة، فعبروا به إلى بولاق وشقوا به القاهرة حتى وصلوا إلى باب زويلة، ورأى الحبال فعلم أنه مشنوق فتشهد وقأ الفاتحة ثلاثا، وشنق أمام الناس، وضج الناس عليه بالبكاء والعويل، وبقى مصلوبا ثلاثة أيام ثم أنزل ودفن خلف مدرسة الغورى.  ويصف ابن إياس ذلك بقوله:

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل