حادث فلوريدا أزمة أغضبت السعوديين.. كيف نجح الملك سلمان في احتواء الموقف؟.. وماذا أراد من رسائله العاجلة لترامب والعالم؟

- الملك سلمان ينجح في تأكيد الثقة بين السعودية وأمريكا

- حادث فلوريدا يثير قلق الرياض وغضب السعوديين

- روسيا وإيران سر متانة العلاقات السعودية الأمريكية 

نشر الكاتب الامريكي نيك روبرتسون مقالا له على موقع شبكة «سي إن إن» الاخبارية العالمية اليوم الاثنين يتحدث فيه عن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في ضوء الحادث الأخير في ولاية فلوريدا

وقال الكاتب الأمريكي في مستهل مقاله، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتحدث عن مدى جدية تعامل المملكة مع حادث إطلاق النار، الذي وقع داخل قاعدة عسكرية أمريكية، ويزعم أن المتورط فيه ضابط سعودي الجنسية.

وأضاف روبرتسون أن تحرك الملك سلمان جاء بشكل عاجل وملحوظ للتباحث مع ترامب، الذي أخبر المراسلين أن رسالة العاهل السعودي كانت لا لبس فيها - تعبر عن الغضب الشعبي في المملكة - كما سرعان ما قام ترامب بنشر تغريدة على صفحته عبر موقع تويتر قال فيها إن «العاهل السعودي الملك سلمان اتصل للتو للتعبير عن خالص تعازيه وتعاطفه مع أسر وأصدقاء المحاربين الذين قتلوا وجرحوا في الهجوم الذي وقع في بينساكولا بولاية فلوريدا..».

وأكمل في تغريدة أخرى، قائلا: «الشعب السعودي غاضب للغاية من الأعمال الوحشية التي قام بها مطلق النار، وأن هذا الشخص لا يمثل بأي شكل من الأشكال أو مشاعر السعوديين الناس الذين يحبون الشعب الأمريكي».

وتابع: طلب الملك بسرعة من أجهزة الأمن الخاصة به أن تتعاون تعاونًا كاملًا مع المحققين الأمريكيين في إطلاق النار الذي قُتل فيه ثلاثة أشخاص في محطة البحرية الجوية بنساكولا في فلوريدا.

ووفقا لما أذاعته قناة سي ان ان التلفزيونية عقب الحادث، على لسان مصدرين أمنيين أمريكيين، «ان الرجل الذي قتل قد قُتِل، ويدعى محمد الشمراني، وهو ملازم ثان في سلاح الجو السعودي يخضع للتدريب في القاعدة العسكرية التي شهدت الحادث».

ووفقا للقناة الأمريكية فقد جرى فحص محمد الشمراني لدى دخوله إلى الولايات المتحدة والتحقق من هويته مرة أخرى بعد إطلاق النار دون سبب أو وجود اي شبهات ضده تثير القلق المسبق، حسبما قال مصدر من قوات إنفاذ القانون الأمريكية

ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في دافع مطلق النار، إذ لم تكن هناك أي مؤشرات حتى الآن على أن مطلق النار كان يتصرف بناءً على طلب أو بالتنسيق مع آخرين.

وكما علق الرئيس ترامب، فإن العلاقة بين البلدين هي طريق ذو اتجاهين، فالولايات المتحدة تريد المليارات التي تريد المملكة إنفاقها، والتي يخشى من اتجاهها إلى روسيا أو الصين إذا رفضت واشنطن التعامل مع المملكة العربية السعودية في مثل هذه الظروف العصيبة المتمثلة في حادث فلوريدا، وفقا لـ روبرتسون.

وأضاف أيضا أنه على الجانب الآخر، فإن الحادث يثير قلق الرياض في هذا الوقت بسبب الأعمال العدائية المتزايدة لإيران في المنطقة، قبل ثلاثة أشهر فقط، واتهامها بشن هجوم غير مسبوق على منشأتين نفطيتين سعوديتين قلصت أكثر من نصف إنتاج النفط السعودي، ما أدى إلى ارتفاع أسواق النفط العالمية فضلًا عن الهجمات على الناقلات.

وتابع ان حفاظ السعودية وامريكا على علاقتهما يعتبر للمملكة بمثابة رادع إستراتيجي سعودي حيوي ضد إيران، وأي تناقص في أي منهما سوف يجعلهم يشعرون مكشوفين، وهو في نفس الوقت مكسبا لواشنطن

تفاصيل جديدة.. عم السعودي مطلق النار بولاية فلوريدا يكشف كواليس سفر ابن أخيه لأمريكا

نزال الدرعية.. حكاية ثأر تاريخي لأول مرة بالمملكة يشهده ولي العهد السعودي | صور

سؤال جريء لمذيعة بلومبرج.. ماذا قال الامير عبدالعزيز بن سلمان عن أخيه ولي العهد؟

وفي يوم الجمعة - أقدس أيام الأسبوع في المملكة العربية السعودية - وعادة في مثل هذه الظروف ما تكون الردود الرسمية بطيئًة، إلا أن الملك سلمان اجتاز كل الحدود المعتادة ليرد على الحادث، ورده السريع لا يتعلق فقط باستعادة ثقة الولايات المتحدة في المملكة كشريك أمن موثوق، بل يتعلق أيضًا بإرسال رسالة إلى المملكة مفادها أن الملك مسؤول وأن سياسة التغيير الجديدة التي يحاول الأمير بن سلمان دفعها في البلاد لن تخرج عن المسار الصحيح.