المحتوى الرئيسى

معرفة اتجاه القبلة.. تعرف على طرق تحديدها دون بوصلة

12/09 06:29

معرفة اتجاه القبلة.. جعل الله -تعالى- استقبال القبلة شرطاً لصحة الصلاة، فعلى المسلم أينما كان مكانه أن يتوجّه إليها، فإذا كان قريباً منها وجب عليه أن يتجّه إلى عين الكعبة، أمّا إذا فصلت بينهما مسافاتٍ فيجب على العبد أن يتّجه نحو جهتها، فقد قال الله –تعالى-: «وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ».

- يجب على المصلّي أن يجتهد في توجّهه إلى القبلة أثناء صلاته قدر استطاعته، ولا يُشترط في البعيد عن الكعبة أن يتّجه إلى عينها، فالمطلوب بحقّه أن يتوجّه إلى جهة الكعبة، فقد استدلّ العلماء على ذلك من قول النبي -عليه الصلاة والسلام- حين ذكر لأهل المدينة قبلتهم فقال: «ما بينَ المشرقِ والمغربِ قبلةٌ».

- فالمسلم ينظر إلى مكانه على الخريطة، ويحدّد تقديراً مكان مكة المكرّمة منها، ثمّ يجعل ذلك قبلته في صلاته، ويجب على المسلم إن تمكّن من استخدام وسائل ومعيناتٍ أخرى لتحديد القبلة أن يستعملها، حتى يستيقن من اتجاه القبلة ويطمئن لصحة صلاته، فإنّه ما لا يتحقّق الواجب إلّا به فهو واجبٌ، وعلى المسلم أن يتحرّاه.

- وإذا فقد الوسائل الحديثة التي تُعينه على تحقيق مبتغاه، فإن كان في بلدٍ عربيٍ فعليه أن يسأل المسلمين ممّن هم أهلٌ للثقة والإيمان حوله، واختلف العلماء في حكم سؤال الصبي غير المميّز، فمنهم من ذكر أنّ شهادة ورواية الصبي غير المميّز لا تصحّ، وكذلك سؤاله عن اتجاه القبلة فالصلاة باطلةٌ، وكذلك الحال في المرأة الكافرة أو غير المحجبة

-وهناك طريقةٌ أخرى من الأفضل أن يعلمها المسلم إذا كان خارج بلده، وأراد أن يقيم الصلاة، وهي طريقةٌ تستخدم في الليل بتتّبع مواقع النجوم لمعرفة الأماكن، إذ ينظر المسلم إلى النجم القطبيّ الشماليّ، وهو نجمٌ صغيرٌ يظهر مع مجموعة نعش الصغرى بين الفرقدين والجدي، ولا يتحرّك هذا النجم من مكانه، فبإمكان أيّ أحدٍ أن يتعرّفه لأنّه لا يغيّر مكانه، فإن كان المسلم في بلد العراق جعل النجم القطبيّ الشماليّ خلف أذنه اليمنى، وإن كان في الشام جلعه وراءه تماماً، وإن كان في مصر جعله خلف أذنه اليسرى، وإن كان في اليمن جعله أمامه مما يلي جانبه الأيسر.

- ويستطيع المسلم تتّبعها في البلاد التي يوجد فيها مساجد، وهي اتّجاه محاريب المساجد، فإنّها غالباً ما تكون المحاريب باتجاه القبلة، فإن رأى المسلم محراب المسجد يُشير إلى اتّجاهٍ ما، فإنّه غالباً سيكون اتّجاه القبلة، وقد ذكر العلماء أربعة مساجدٍ على وجه الخصوص؛ وهي: المسجد النبوي في المدينة المنوّرة، ومسجد عمرو بن العاص في مصر، ومسجد القيروان في شمال أفريقيا، ومسجد بني أمية في الشام، وقد ذكر العلماء أنّ ذلك لا يصحّ في القرى، فعلى المسلم أن يتحرّى القبلة فيها، إلّا إذا لم يكن أهلاً للتحرّي، فحينئذٍ يتبع صلاة أهل القرية.

كيف تحدد القبلة دون بوصلة

يوجد عدد من الطرق لتحديد القبلة دون بوصلة، وأبرزهم:

- تحديد القبلة بواسطة الشمس:

من الطرق التي تُعرف بها القبلة دون بوصلة؛ طريقة تحديدها بواسطة الشمس، فحينما يعلم الإنسان مكان شروق الشمس وغروبها يستدلّ على الجهات الأربع؛ أي الشمال والجنوب والشرق والغرب، وبالتالي يتوجّه الإنسان إلى الجهة التي تقع فيها قبلته، فإذا كانت القبلة في بلده اتجاه الشرق توجّه إلى جهة الشرق، وإذا كانت قبلته جهة الشمال جعل الشمس على يمينه، ثمّ صلّى باتجاه الشمال حيث القبلة، وهذه الطريق يستفيد منها من يعلم جهة القبلة على التحديد.

- تحديد القبلة من خلال طريقة تعامد الشمس:

تعتمد هذه الطريقة على ظاهرة تعامد الشمس على مكّة المكرّمة، فكما يُعلم بأنّ الشمس تمرّ على خط الإستواء شمالاً وجنوباً مرتين في السنة؛ لأنّ مكّة المكرّمة تقع شمال خط الإستواء بينه وبين مدار السرطان، والشمس ستمرّ بها مرتين في السنة؛ مرة في أثناء حركتها شمال خط الإستواء، ومرة في أثناء رجوعها، وبالتالي تكون الشمس عمودية تماماً على مكّة المكرّمة في موعد صلاة الظُّهْر حسب التوقيت المحلي للبلد يومي 28 مايو و16 يوليو من كلّ عام، وبالتالي فمن ينظر إلى الشمس حينئذ يكون مُستقبلاً للقبلة تماماً، كما أنّ هناك يومان آخران تكون الشمس فيهما متعامدة على مكان يقابل الكعبة، وبالتالي تكون القبلة حينما يجعل الإنسان ظهره الشمس، ويصلي بالاتجاه المقابل لها وهذين اليومين هما: يومي 28 نوفمبر و13 يناير من كلّ عام.

إنّ استقبال القبلة عند الفقهاء شرط من شروط صحّة الصّلاة، سواءً أكانت هذه الصّلاة فرضاً أو نافلةً، ويُستثنى من ذلك حالتين؛ هما: حالة الخوف وقتال الأعداء، وفي حالة صلاة النّافلة على الدّابة في السفر الذي تُقصر الصلاة فيه.

واستقبالها فرض لمن يعاين الكعبة كأهلّ مكّة، ومن لم يستطع معاينتها تحرّاها بالدليل والبوصلة، فمن لم يجد دليلاً أو بوصلة، سأل عنها الثقة الذي يعرف مكانها، فإذا لم يوجد الثّقة تحرّى المسلم القبلة واجتهد للاستدلال عليها من خلال الطرق التي ذكرنها آنفاً.

أحكامٌ متعلّقةٌ بصحّة استقبال القبلة

ذكر العلماء بعض الأحكام المتعلّقة بصحة الصلاة، أو بطلانها بناءً على استقبال القبلة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

1- لا تصحّ الصلاة إلّا باستقبال القبلة، ولا بأس ألّا يصيب المصلّي عين الكعبة، ولكن لا يجوز أن يكون اتجاهها خلفه، أو عن يمينه، أو عن شماله أثناء الصلاة، وقد يكون انحراف المصلي عن الكعبة على شكلين؛ هما:

- انحرافٌ بسيطٌ، فحينئذٍ تصحّ صلاته، وليس عليه شيءٌ.

-انحرافٌ شديدٌ؛ بأن يكون توجّه المصلي بعيداً جداً عن اتّجاه الكعبة؛ فالمصلييعيد صلاته حينئذ.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل