المحتوى الرئيسى

هالة صلاح الدين عميد طب «قصر العيني: لن نهدر أموال التبرعات في «الإعلانات» | المصري اليوم

12/08 23:54

قالت الدكتورة هالة صلاح الدين، عميد كلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة، إن المستشفى لا يزال أمامه تحديات ومشكلات متراكمة منذ سنوات، ولكنها متفائلة بحلها قريبا، مشيرة إلى أن الانضباط هو الذي أعاد للمستشفى عهده الذهبى. وأضافت «صلاح الدين»، في حوارها لـ«المصرى اليوم»، أن موازنة المستشفى تبلغ مليارا ونصف المليار جنيه، وتعتمد أيضا بشكل كبير على التبرعات من الأفراد والمؤسسات، لافتة إلى أن الخدمة المقدمة لا تعتبر «مجانية» لأن الدولة تتكفل بجزء كبير منها بخلاف التبرعات، وبالتالى تأتى هذه الأموال في صورة الخدمة المقدمة، ويجب أن يحافظ عليها المريض.. وإلى نص الحوار....

■ بداية ما منظورك لتطوير «قصر العينى» والتحديات التي يواجهها؟

- الأطباء والعاملون في قصر العينى لديهم هدف واحد، وهو شفاء المريض، وعودته لمنزله، فالمريض يأتى إلينا بعدما ذهب لعدة مستشفيات أخرى، ونصبح نحن آخر ملاذ له، وبالتالى الضغط علينا كبير جدا، فالطوارئ مثلا يأتى إليه شهريا ما يقرب من 2500 مريض، وبالتأكيد لدينا مشاكل وتحديات، ولكن ما يجعلنى متفائلة هو أننا نحدد المشكلة لنبدأ حلها من الجذور، ولكن هناك مشكلات تراكمات سنين، وأخرى خارجة عن إرادتنا، مثل نواقص الأدوية والمستلزمات، كما حدث مع خيوط الجراحة والمؤكسدات منذ عدة أشهر، ونحاول توفير هذه النواقص من أي جهة لإجراء العمليات.

■ نواقص الأدوية أزمة كبيرة، كيف تواجهونها؟

- نحصل على ما يقرب من 140 مليون جنيه من الموازنة للأدوية، ولكن بعض الأدوية الناقصة تكون «غالية جدا» وهذه نلجأ لشرائها من التبرعات، مثل أدوية الأورام، ولدينا تبرعات كثيرة للأورام تحديدا، وتأتى بانتظام، وما زلنا نأمل زيادتها أيضا، والبعض يتساءل عن عدم قيامنا بالإعلانات للتبرعات، وأرى أنه لا يمكن أن نهدر أموال التبرعات في الإعلانات ونحن في احتياج لكل قرش.

■ هل تعتبرين قصر العينى أشبه بـ«براند طبى» لا يصح معه الإعلانات؟

- هو بالفعل براند طبى في مصر والعالم العربى.

- في الأدوية والمستلزمات، وتجديد غرف وحمامات المرضى، كل التبرعات توجد لخدمة المريض بصورة مباشرة وغير مباشرة، وللعلم نحن نعطى خطاب شكر بقيمة التبرع، وهناك من يتم إعفاؤه من الضرائب بعد التبرع.

■ ما قيمة موازنة قصر العينى بشكل عام وأوجه إنفاقها؟

- موازنتنا مليار ونصف المليار جنيه سنويا، يتم توجيهها إلى المرضى والصيانة، يتردد علينا ما يتراوح بين 6 و7 آلاف مريض شهريا على العيادات الخارجية، يحصلون على علاج بقيمة 2 مليون جنيه، ولدينا 6 آلاف عملية جراحية، ونصف مليون تحليل معملى و8 آلاف أشعة شهريا، وللعلم الضغط علينا زائد عن الحد، ولا يخرج المريض إلا وهو راض كليًا عن الخدمة الطبية المقدمة له.

■ ما نسبة الرضا فيما يتم تقديمه حاليا؟

- نحن لا نغلق طوارئنا نهائيا في وجه أي مريض كما تفعل بعض المستشفيات، وأى حالة تلجأ إلينا يجب تقديم الرعاية الطبية لها حتى ولو لم يكن هناك سرير شاغر، ونقوم أحيانا بالاتصال بالمستشفيات الأخرى لقبول الحالة لديها لحين خلو سرير لدينا، ولكنى حتى الآن لست راضية بالكامل عن الخدمة المقدمة، وهذا طبيعى في ظل التحديات التي تواجهنا، نحن نقدم خدمة تقوم الدولة بسداد ثمنها، لا يزال لدينا مشكلات في الصيانة وتوفير المستلزمات وغيرها، وعندما حضرت إلى قصر العينى وجدت أن أكثر بند يعود للدولة هو الصيانة، فكان لا يتم تفعيل الصيانة نهائيا، وهو ما قمت به بالفعل، ما بين صيانة الأجهزة والمبانى والمعدات، فقصر العينى صرح عظيم يأتى إليه تقريبا النسبة الكبرى من مرضى مصر، ولابد من صيانته الدورية، وللعلم البنية التحتية للمستشفى قاربت على 100 عام، وبعد الصيانة بدأنا السعى في التجديد، فهناك مشروع تطوير مبنى قصر العينى القديم من خلال قرض مشترك مع السعودية، والأهم هو تغيير البنية التحتية ما بين غازات وبخار ومياه وصرف صحى، وأتمنى أن يشعر المصريون بأن الخدمة المقدمة ليست مجانية.

■ ماذا تعنين بأن الخدمة ليست مجانية؟

- هي خدمة مدفوعة من الدولة بالموازنة والأفراد والمؤسسات من التبرعات، نحن نقدم خدمات للمرضى الدولة دافعة ثمنها، فيجب أن يشعر المريض بأن هذه الخدمة المقدمة مدفوعة من ضرائبه، وراتبه الذي لا يشعر بأنه غير كاف، فهنا الدولة تعوضه بخدمة طبية دون مقابل، ولو شعر المريض وأهله أن كل جزء في المكان يمتلكونه سيحافظون عليه، فالشعور بالانتماء يترجم بالحفاظ على الممتلكات.

■ من التحديات التي تواجهونها الضغط الهائل من المرضى.. كيف تواجهون ذلك مع الموازنة المحدودة؟

- أعتبر الضغط علينا مقبولًا، وما دامت لدىّ خطة للموازنة واضحة مع آليات وأولويات الصرف، فلن يظهر لدىّ نتائج، الشطارة في كيفية إدارة رأس المال، فمن الممكن أن تكون الموازنة كبيرة، ولكن لا نعى كيفية صرفها واحتياجاتنا وأولوياتنا، وهذا ما يتم تسميته بـ«اقتصاديات الطب».

■ وما الجديد الذي يجعل المريض يشعر وكأن المستشفى عاد لعهده الذهبى قديما؟

- الانضباط، من يخطئ يعاقَب، فعدم الانضباط في الأعداد الكبيرة تنتج عنه كوارث، وهذا الانضباط انعكس على الأداء الطبى، مع الانضباط في التغذية، فكل مريض أصبح يحصل على وجباته كاملة، وبشكل مميز، وهو ما وفرت معه نصف مليون جنيه شهريا، وهذا يؤكد أنه ليست كل المشكلات مادية، وإنما هو كيفية إدارة رأس المال، أحيانا النظام الحكومى يؤدى إلى نوع من الارتخاء في العمل.

■ وماذا عن أزمة التمريض؟

- هذه المشكلة بدأت منذ عام 2003، ولحلها أن تعود مدارس التمريض داخل كليات الطب، حيث كانت المدرسة الواحدة تخرج 150 ممرضة سنويا، فغلق مدارس التمريض تسبب في مشكلة كبيرة، واستبدالها بسنتين عقب الثانوية العامة ولكن هذا الأمر لم يحل الأزمة.

■ ما أكثر تخصص يميز قصر العينى؟

- كله دون استثناء، لدينا أفضل أعضاء هيئة تدريس وأكثرهم كفاءة، والذين يمثلون 5600 عضو تدريس وهيئة معاونة، وعدد عاملين 14 ألفا في المستشفيات و900 في الكلية، فما يميز قصر العينى هم أولاده من أساتذته وأطبائه، وهو ما يجعل لنا مستوى جودة في الأداء مختلفا عن أي مستشفى آخر، بدليل أن لدينا 30% من الطلبة وافدون من 17 دولة.

■ من ضمن 15 مستشفى، ما أكثر مستشفى يحتاج للدعم الآن؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل