المحتوى الرئيسى

المرأة مثل حظ الذكرين !

12/08 19:58

لا أعرف لماذا انتشر لفظ تمكين بالذات،  أليس خيرا أن نتحدث عن المساواة الكاملة و المسئولة بين المرأة والرجل فى الحقوق والواجبات وتأهيل المرأة نفسيا وبدنيا وعقليا لتشغل ما يشغله الرجال وتأهيل المجتمع لقبول المرأة فى وظائف ومهام كانت حكرا على الرجال وتأهيل المرأة لتحمل تبعات تلك المساواة التى ربما ستتعارض احيانا مع طبيعتها الجسدية او نشأتها المنغلقة وما يعتري تلك النشأة من مخاوف مبالغ فيها وشكوك كانت قد بنتها فتاوي اجتماعية بائدة او دينية لا أصل لها فى الدين ولا يمكن أن نغفل تأهيل المؤسسات الحكومية لتتحمل عن الأم دورها المنزلى الذى لا محالة سيتأثر بدرجة من الدرجات تختلف باختلاف و صعوبة المهام والتحديات التى ستلقى على عاتق المرأة فى نطاق عملها .

لكن لفظ التمكين هو نوع من الإحلال والاحتلال والسيطرة وينطوى على منطق التحدي والصراع ولا أعتقد ان العلاقة بين الرجال والنساء فى الأساس علاقة صراع بل هى علاقة يغلب عليها الطابع التكاملى فى الشكل والمضمون والتكوين النفسي ، فكل ميسر لما خلق له ..فعلى سبيل المثال فى الأندية والطوابير و البرلمان والمترو هناك تمييز شرس واضح وضوح الشمس يمارس ضد الرجل فى بلد ظلم المرأة مرة بالجهل والعرف الصحراوي البائد وتري أن رد المظالم يجب أن يكون بظلم الرجل وكأننا فى التاريخ ندور فى حلقات مفرغة من صراع بين الأجناس او الانواع وكأننا لا نعرف ان الجهل الذى ظلم المرأة قديما لا يمكن أن ينتصر لها حديثا وبدلا من أن نتخلص منه نجعله أداة لنصرة المرأة فنظلم به الشق الآخر من المجتمع !

فى الحقيقة من المشاهدات الحياتية البسيطة وفى مجمل القوانين التى تتجهز هنا وهناك لا أشتم إلا رائحة التمييز لصالح المرأة فى مشهد ظاهره ضبط الميزان لكن باطنه ينطوى على ميل وجنوح متعمد لصالح المرأة

فى المترو مثلا توجد عربات مخصصة للسيدات وعربات أخرى يسمح فيها للرجال بالركوب، أما السيدات فهى المسيطر على كل عربات المترو من أقصاه إلى أقصاه ولو أردنا العدل لقسمنا عربات المترو بينهم فلا يسمح للسيدات بركوب عربات الرجال كما لا يسمح للرجال بركوب عربات النساء أليس هذا هو العدل أليست تلك هى المساوة إما هذا أو ذاك. وذاك يعنى أن تعود العربات لسابق عهدها مختلطة فذلك الاختلاط هو ضريبة المساواة فلا يصح أن تري عربات السيدات فارغة وبقية العربات التى يسمح فيها للرجال بالركوب مكتظة كأنهم يعاقبون الرجال لأنهم ذكور وهذا ما قاله صديق فرنسي كان يزور القاهرة وشاهد ذلك فى المترو فقال أرى أنكم تعاقبون الرجال فى بلادكم أنتم تعلمون المرأة الظلم فتعلم أولادها الظلم وحجاب المرأة وخصوصيتها ليس مبررًا لظلم الرجل.

فى النوادي.. خاصة فى حمامات السباحة وصالات الجميناستيك نرى أن هناك مواعيد مخصصة للسيدات فقط ومواعيد مسموح فيها بتواجد الرجال أثناء ممارسة السيدات لانشطتهن الرياضية والغريب أن السيدة التى تتمسك بمواعيد يحظر فيها تواجد الرجال تبقى مستمرة لا تغادر صالة التمرين أو حمام السباحة ولا تشكو خصوصيتها المهدرة عندما يحين موعد السماح للرجال بالدخول !!

وهكذا فى الطوابير فى كل الأماكن تجد طابور الرجل وطابور المرأة وهنا ولأكون واضحًا يجب أن أعترف أني لا أعترض فى الفصل بين النوعين إن كان فى ذلك صلاح المجتمع ولكن يجب أن يخصص شباك لخدمة المرأة وشباك آخر للرجال لكن ما يحدث أن شباكا واحدا يخدم طابور الرجال فتأتى امرأة واحدة فى لحظة وربما كان ترتيبها فى الحضور رقم 100 لكنها تسحق كل الهامات وتدخل على الشباك الوحيد متجاهلة النظام بحجة أنها امرأة لدرجة أن الرجل أصبح فى تلك الطوابير يتصل بزوجته أو صديقته لتأتى لتعينه على التحايل على نظام يتحايل على نفسه ؛ فالعدل والمساواة أن تبقى منتظرة دورها ..

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل