المحتوى الرئيسى

شاعر النيل حافظ إبراهيم

12/08 18:01

لمع نجم الشاعر المصري الراحل حافظ إبراهيم في سماء الأدب والشعر في وقت كان من الصعب أن يثبت الشاعر نفسه مع وجود عمالقة الشعر العربي، حيث كان إبراهيم معاصراً لتيار شعراء المهجر ولأمير الشعراء أحمد شوقي، لكنه عرف كيف يصل إلى قلوب الناس، العامة والنخبة على حد سواء، كما تمكن من تثبيت اسمه في الأذهان، لكنه لم يدون قصائده على الورق؛ ما جعل من جمعها مهمة صعبة.

ولد الشاعر المصري محمد حافظ إبراهيم على ضفاف نهر النيل في سفينة ذهبية راسية قرب ديروط في محافظة أسيوط المصرية، كان والده المهندس إبراهيم فهمي أفندي من المهندسين العاملين في مشروع قناطر ديروط، أمَّا والدته فهي هانم بنت أحمد البروص لي من أسرة تركية عريقة تعرف بأسرة (الصروان) نسبة إلى جدِّ حافظ لأمه، الذي كان أميناً على صرَّة الحج (الأموال التي كانت ترسلها مصر إلى الحجاز سنوياً).

لم يتم تحديد تاريخ دقيق لولادة الشاعر حافظ إبراهيم

كانت الأسرة تسكن في السفينة الذهبية التي شهدت ولادة شاعر النيل، وقد اعتبر العديد من الكتاب والباحثين أنَّ في ولادة حافظ إبراهيم استحقاق للقبه (شاعر النيل)، لكن من جانب آخر لم يعلم أحد التاريخ الدقيق لولادته؛ فتم تحديد ذلك تقديرياً بناءً على نتائج الفحص الطبي الذي خضع له قبل تعيينه في دار الكتب، حيث تم تقدير عمره آن ذاك بتسعٍ وثلاثين سنة.

وكان الفحص يوم الرابع من شباط/فبراير عام 1911، بناءً عليه تم تحديد تاريخ ميلاد الشاعر في الرابع من شباط/فبراير عام 1872، بذلك يعتقد أنَّه كان في العشرين من عمره تقريباً عند احتلال الإنجليز لمصر ونفي الزعيم أحمد عرابي.

حافظ إبراهيم يتيماً في القاهرة

توفي المهندس إبراهيم فهمي بعد ولادة ابنه حافظ بأربع سنوات، فانتقلت الأم وابنها إلى بيت أهلها في القاهرة، حيث قام شقيقها محمد نيازي برعاية الأسرة، كما أدخل حافظ إلى المدرسة الخيرية في القلعة ليتعلم منها القراءة والكتابة والحساب والدين، انتقل منها إلى المدرسة الابتدائية وأكمل تعليمه حتى وصل إلى المدرسة الخديوية الثانوية، لكن انتقال أسرة خاله من القاهرة إلى طنطا جعله يغير مدرسته وبيئته، وبدأ يميل إلى الشعر أكثر في مدرسته الجديدة.

سيد قطب، شعره وأبرز قصائده الشاعر المصري فاروق جويدة الشاعر المصري هشام الجخ الشاعر ابو القاسم الشابي الشاعر إيليا أبو ماضي الشاعر أحمد فؤاد نجم

كان امتهان الأدب لا يقي صاحبه شرَّ الفقر والجوع

بدأ حافظ إبراهيم يخرج ما في داخله من المواهب الأدبية، حيث أبدى اهتماماً كبيراً بالشعر أثناء دراسته في طنطا، وبدأ يقرض الشعر ويسلك طريق الأدب الذي كان يُنظر إليه كمحنة أكثر من كونه مهنة، فلم يكن خاله راضياً عن هذا الطريق، كما كان حافظ إبراهيم نفسه يعلم أنَّ الأدب لن يقدم له ما يسد الرمق.

اتجه إبراهيم إلى المحاماة وتنقل في عدَّة مكاتب، لكنه لم يتمكن من الاستمرار في العمل كمحامٍ؛ فلجأ إلى الالتحاق بالمدرسة العسكرية وتخرج منها ضابطاً في الجيش عام 1891، خدم في السودان عامين وتنقل بين الجيش والشرطة إلى أن استقال عام 1903 بعد أن شارك بعصيان الضباط المصريين في السودان عام 1899؛ ما جعل الإنجليز يعيدونه إلى مصر.

كان حافظ إبراهيم شديد التبذير والإسراف

كانت قصائد حافظ إبراهيم الوطنية ذائعة الصيت عند استقالته من الجيش؛ فالتف حوله العديد من الشخصيات السياسية والأدبية البارزة، وقدموا له مساعدات كبيرة بعد أن أصبح بلا مصدر دخل، لكنه كان شديد الإسراف والتبذير، كما كان كريماً بشكل مبالغ به مع المحتاجين، فلم يكن يفكر بالأرقام بل كان يعطي بلا حساب.

عاش الشاعر حافظ إبراهيم في مرحلة حساسة من تاريخ مصر، فكان شاهداً على الاحتلال الإنجليزي ونهاية الثورة العرابية، كما كان شاهداً على تكوين الحركات الوطنية المصرية وثورة عام 1919، لكنه في نفس الوقت كان شاهداً على الخصومات السياسية الكثيرة التي وقعت بين الوطنيين المصريين، إلَّا أنَّه لم يكن ليقيم وزناً إلا لانتمائه الوطني؛ ما جعله صديقاً للجميع وإن كانوا هم خصوماً فيما بينهم.

كان حافظ إبراهيم شاعراً قادراً على التأثير بالناس بشكلٍ كبيرٍ، وفي نفس الوقت كان في مركز اجتماعي مرموق جعل من محاولات إسكاته مجرد زوبعة في فنجان، فلجأت السلطة إلى التقرب منه أكثر علَّها تتقي شر قلمه وشعره؛ فتم تعيينه رئيساً للقسم الأدبي في دار الكتب عام 1911، ومُنح رتبة البيكوية ونيشان النيل عام 1912، كذلك حاول الإنجليز بناء علاقات طيبة معه عن طريق سكرتير المندوب السامي البريطاني، لكن كل ذلك لم يغير من حافظ إبراهيم الشاعر الوطني.

المرح والجد في حياة حافظ إبراهيم وشعره

على الرغم من الجدية المطلقة التي تمتع بها شاعر النيل في قصائده، إلَّا أنَّه في حياته كان شخصاً مرحاً كثير الضحك يحب الاختلاط بالناس والجلسات الجماعية، ولم يكن يحب العزلة.

كان حافظ إبراهيم متين البنية وكان منظره "رجل حرب"

أمَّا عن شكله الخارجي، فيصفه أحمد أمين في مقدمة الطبعة الأولى لديوان حافظ إبراهيم:

"كان منظره رجل حرب، فهو مستحكم الخلقة وثيق التركيب، مفتول الساعدين، عريض المنكبين، ولكن لا أظن أنَّ قلبه يشاكل جسمه، ولقد ظلَّ وهو في السودان يشكو حرَّها ويشكو حرمانه من لذائذ القاهرة".

تزوج حافظ إبراهيم مرة واحدة ولم ينجب أطفالاً

حراً إلى أبعد حد، هكذا كان يفضل أن يعيش، هو الذي لم يتمكن من الالتزام بالمحماة ولم يطق الالتزام بالعسكرية تحت قيود الاحتلال، لكن هذه النزعة إلى الحرية والتغيير وعدم الالتزام أفقدته حياته العائلية، حيث تزوج من إحدى قريباته عند عودته من السودان وانفصلا بعد فترة قصيرة، فلم يعد إلى الزواج ولم ينجب أطفالاً.

أما عائلة حافظ إبراهيم فهم أقارب متناثرون كان يدأب على زيارتهم، كما كان وفياً لذكرى خاله محمد نيازي بعد وفاته، فقام على رعاية زوجته وبقيت تسكن داره حتَّى وفاتها.

ما تزال بساطة أبيات حافظ إبراهيم ملفتة للنظر حتَّى يومنا هذا، فلم يعرف أحد من شعراء عصره أن يكون بهذه البساطة وبهذه الجودة معاً، ما جعل من حافظ إبراهيم شاعراً لكل الشعب فيما كان أمير الشعراء أحمد شوقي - على سبيل المثال - شاعراً نخبوياً يتفنن في اختيار الصعب من الألفاظ والتراكيب.

قد يعتقد البعض أن هذه البساطة التي تميزت بها قصائد حافظ إبراهيم تعود إلى قلة المعرفة باللغة وعدم القدرة على النظم المعقد، لكن الحقيقة مختلفة عن ذلك تماماً، وذلك أنَّ حافظ إبراهيم كان مشهوداً له بمعرفته اللغوية الواسعة حتَّى كان البعض يستشيره في المحيرات من أمور اللغة.

أمَّا الأبرز من ذلك، أن حافظ إبراهيم كان يلقي قصائده على رجلٍ من عامة الشعب يدعى محمود حسن الكرساتي، فإذا لم يتمكن محمود من فهم القصيدة أو بعض أبياتها أو بعض كلماتها أعاد حافظ إبراهيم نظمها حتَّى تصبح أبسط، وكان يعدل في البيت تعديلات جذرية رغبة منه في الوصول إلى المفهوم من الكلام.  

بعد وفاة حافظ إبراهيم قام وزير المعارف آنذاك علي زكي العرابي باشا بالتوجيه لجمع شعر حافظ إبراهيم في ديوان، وهو الذي لم يترك شيئاً مكتوباً أو مطبوعاً، فقام بهذه المهمة كلٌّ من أحمد أمين عميد كلية الآداب في جامعة الملك فؤاد، الشاعر أحمد الزين، المحقق إبراهيم الأيباري، حيث قاموا بجمع الديوان من خلال العودة إلى القصائد المنشورة في الصحف.

كان حافظ إبراهيم ينظم القصيدة كلها ذهنياً، ويعدل عليها بالإضافة والحذف والتقديم والتأخير حتَّى تصبح جاهزة لكن دون أن يستخدم في ذلك ورقة وقلم، كان قوي الذاكرة بحيث يتمكن من إلقاء القصيدة نفسها بعد سنوات طويلة دون أن يغير منها شيء، لكن حفظه هذا جعله يتخلى عن تدوين قصائده، بالتالي يعتقد أن الجمع من الجرائد لم يكن كافياً وأن الكثير من قصائد حافظ إبراهيم ماتت معه.

مختارات من شعر حافظ إبراهيم

كان حافظ إبراهيم مغروراً بنفسه كشاعر، على الرغم من تواضعه في حياته العادية، لكنه بالكاد تنازل لأمير الشعراء أحمد شوقي عن صدارة الشعر وإمارته، فيقول إبراهيم:

لم أخشَ مِن أحد في الشِّعرِ يَسبقُني إلَّا فَتَى ما له في السَبقِ إلَّاهُ

ذلك الَّذي حمت فينا يَراعتُهُ وأكرَمَ اللهُ والعباسُ مثواهُ

(ويقصد الخديوي عباس حلمي في إشارة إلى الحظوة التي يتمتع بها أمير الشعراء لدى السلطة)

قصيدة حافظ إبراهيم عن الشعر

على الرغم من تمسك حافظ إبراهيم بالشكل التقليدي للقصيدة من ناحية استخدام البحور الخليلية والحفاظ غالباً على وحدة البيت ووحدة الموضوع، كما لجأ في بعض قصائده للوقوف على الأطلال، لكنه في قصيدته هذه يدعو لتحرير الشعر من قيوده القديمة:

ضِعتَ بَينَ النُهى وَبَينَ الخَيالِ يا حَكيمَ النُفوسِ يا اِبنَ المَعالي

ضِعتَ في الشَرقِ بَينَ قَومٍ هُجودٍ لَم يُفيقوا وَأُمَّةٍ مِكسالِ

قَد أَذالوكَ بَينَ أُنسٍ وَكَأسٍ وَغَرامٍ بِظَبيَةٍ أَو غَزالِ

وَنَسيبٍ وَمِدحَةٍ وَهِجاءٍ وَرِثاءٍ وَفِتنَةٍ وَضَلالِ

وَحَماسٍ أَراهُ في غَيرِ شَيءٍ وَصَغارٍ يَجُرُّ ذَيلَ اِختِيالِ

عِشتَ ما بَينَهُم مُذالاً مُضاعاً وَكَذا كُنتَ في العُصورِ الخَوالي

حَمَّلوكَ العَناءَ مِن حُبِّ لَيلى وَسُلَيمى وَوَقفَةِ الأَطلالِ

وَبُكاءٍ عَلى عَزيزٍ تَوَلّى وَرُسومٍ راحَت بِهِنَّ اللَيالي

وَإِذا ما سَمَوا بِقَدرِكَ يَوماً أَسكَنوكَ الرِحالَ فَوقَ الجِمالِ

آنَ يا شِعرُ أَن نَفُكَّ قُيوداً قَيَّدَتنا بِها دُعاةُ المُحالِ

فَاِرفَعوا هَذِهِ الكَمائِمِ عَنّا وَدَعونا نَشُمُّ ريحَ الشَمالِ

قصيدة اللغة العربية لحافظ إبراهيم

تعتبر هذه القصيدة من أكثر قصائد حافظ إبراهيم شهرة على الإطلاق، حيث يتغزل فيها باللغة العربية ويخاطب متحدثيها بلسان حالها؛ فيقول:

رَجَعْـتُ لِنَفْـسِي فَاتَّهَمْتُ حَصَـاتِي وَنَادَيْـتُ قَوْمِي فَاحْتَسَبْـتُ حَيَـاتِي

رَمُونِي بِعُقْـمٍ فِي الشَّـبَابِ وَلَيْتَنِـي عَقِمْـتُ فَلَمْ أَجْزَعْ لِقَـوْلِ عـدَاتِي

وَلَـدْتُ وَلَمَّا لَمْ أَجِـدْ لِعَـرَائِسِـي رِجَـالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَنَـاتِـي

وَسَعْـتُ كِتَـابُ اللهِ لَفْظَاً وَغَـايَـةً وَمَا ضِقْـتُ عَـنْ آيٍ بِهِ وَعِظَـاتِ

فَكَيْـفَ أعْجَـزُ عَـنْ وَصْـفِ آلَةٍ وَتَـنْسِيـقِ أَسْـمَاءٍ لِمُخْتَـرَعَـاتِ

أَنَا البَحْـرُ فِي أَحْشَـائِهِ الدُّرُّ كَـامِنٌ فَهَلْ سَـاءَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَـاتِي

فَيَا وَيْحَكُـمْ أَبْلَى وَتُبْلَـى مَحَاسِنِـي وَمِنْكُـمْ وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ أسَـاتِي

فَـلاَ تَـكِلُـونِي للـزَّمَـانِ فَـإِنَّنِي أَخَـافُ عَلَيْكُـمْ أَنْ تَـحِيْنَ وَفَـاتِي

أَرَى لِرِجَـالِ الغَـرْبِ عِـزّاً وَمِنْعَـةً وَكَـمْ عَـزَّ أَقْـوَامٌ بِـعِـزِّ لُغَـاتِ

أَتَـوا أَهْلَـهُمْ بِـالمُعْجِـزَاتِ تَفَنُّنـاً فَيَـا لَيْتَكُـمْ تَـأْتُـونَ بِالكَلِمَـاتِ

أَيَطْرِبُكُـمْ مِنْ جَانِبِ الغَـرْبِ نَاعِبٌ يُنَـادِي بِـوَأدِي فِي رَبِيْـعِ حَيَـاتِي

وَلَوْ تَزْجِـرُونَ الطَّيْـرَ يَوْماً عَلِمْتُـمْ بِمَـا تَحْتَـهُ مِـنْ عَثْـرَةٍ وَشَـتَاتِ

سَقَـى اللهُ فِي بَطْنِ الجَـزِيرَةِ أَعْظُـماً يَعِـزُّ عَـلَيْـهَا أَنْ تَـلِيْـنَ قَنَـاتِي

حَـفَظْـنَ وَدَادِي فِــي البِـلَـى وَحَفِظْتُـهُ لَهُنَّ بِقَلْبٍ دَائِمِ الحَسْـرَاتِ

وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ وَالشَّرْقِ مُطْـرقٌ حَيَـاءً بِتِـلْكَ الأَعْظُـمِ النَّخِـرَاتِ

تقريع الأمة في شعر حافظ إبراهيم

إيه يا دُنيا اعبِسي أو فابسِمي ما أَرَى بَرقَكِ إلَّا خُلبا

أنا لولا أنَّ لي مِن أمَّتِي خاذلاً ما بتُّ أشكو النوبا

أمَّة قد فتَّ في سَاعِدها بُغضُها الأهلَ وحبَّ الغربا

تعشقُ الألقابَ في غَيرِ العُلا وتُفدي بالنفوسِ الرُتبا

وهي والأحداثُ تستهدِفُها تعشقُ اللهو وتهوى الطَربا

لا تبالي لعبَ القَومُ بها أمْ بها صرفَ الليالي لعبا

حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي

فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ

وكمْ فيكِ يَا مصرُ مِنْ كاتبٍ أقالَ اليَراعَ ولم يَكتُبِ

فلا تُعذُليني لهذا السكوت فقد ضاقَ بي منكِ ما ضاقَ بي

أيُعجِبُني منكِ يومَ الوِفاق سُكوتُ الجَمادِ ولِعْبُ الصَّبي

وكم غَضب الناسُ من قبلِنا لسَلبِ الحُقوقِ ولمْ نغضَبِ

أنابتَةَ العصرِ إنّ الغريبَ مُجِدٌّ بمصرَ فلا تلعبي

(وكم ذا بمصرَ من المضحكاتِ) كما قال فيها أبو الطيِّب

أمورٌ تمرُّ وعيشٌ يُمِرُّ ونحن من  اللَّهو في ملعب

وشعب يفرُّ من الصالحاتِ فرارَ السَّليم من الأجرب

وصُحْف تطنُّ طنينَ الذُّبابِ وأخرى تشنُّ على الأقرب

وهذا يلوذ بقصر الأميرِ ويدعو إلى ظِلِّه الأرحب

وهذا يلوذ بقصر السَّفيرِ ويُطنِب في وِرده الأعذب

وهذا يصيحُ مع الصائحينَ على غير قصدٍ ولا مأرب

وقالوا: دخيلٌ عليه العفاء ونعم الدَّخيلُ على مذهبي!

رآنا نياماً ولما نُفِقْ فشمَّرَ للسَّعي والمكسب

سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما

سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّما وعُدْتُ وما أعقبتُ إلاَّ التَّنَدُّمَا

لَحَى اللهُ عَهْدَ القاسِطِين الذي به تَهَدَّمَ منْ بُنياننَا ما تهدَّمَا

إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى السَّعَادَةَ بينهمْ فلا تَكُ مِصْريّاً ولا تَكُ مُسْلِما

سَلامٌ على الدُّنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ رَأَى في ظَلامِ القَبْرِ أُنْساً ومَغنَما

أَضَرَّتْ به الأولَى فهامَ بأختها فإنْ ساءَت الأخرَى فوَيْلاهُ مِنْهُما

فهُبِّي رياحَ الموتِ نُكباً وأطفِئي سِراجَ حياتي قبلَ أنْ يتحطَّمَا

فما عَصَمتنِي منْ زمانِي فضائلِي ولكنْ رأيتُ الموتَ للحُرِّ أعْصَما

فيا قلبُ لاَ تجزعْ إذَا عَضَّكَ الأسَى فإنكَ بعدَ اليومِ لنْ تتألَّمَا

ويا عَينُ قد آنَ الجمُودُ لمَدْمَعي فلاَ سَيْلَ دمع تسكبيِن ولاَ دَمَا

ويا يَدُ ما كَلَّفْتُكِ البَسْطَ مَرَّةً لذّي مِنَّةٍ أولَى الجَميلَ وأنعمَا

وَما أَنا وَالغَرامَ وَشابَ رَأسي

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل