مرض الزحار وكيفية الوقاية منه

مرض الزحار وكيفية الوقاية منه

منذ 4 سنوات

مرض الزحار وكيفية الوقاية منه

إن لقلة النظافة وعدم الالتفات لسلامة ما نستهلكه من غذاء دوراً هاماً في إصابتنا بالعديد من الأمراض، وفي مقالنا اليوم، سنتحدث عن الزحار (Dysentery)، وهو حالة مرضية قد سمعنا بها أو تعرضنا لها شخصياً أو أصابت أحد من معارفنا في فترة ما من حياتنا، حيث يصادف الزحار بكثرة في البلدان النامية والمناطق الاستوائية، وبشكل أقل في البلدان المتقدمة. تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الزحار قد شكل المرض القاتل الأول خلال الحرب الأهلية الأمريكية.\nالزحار، هو التهاب يصيب أمعاء الجسم، تحديداً الكولون، قد ينجم عنه أعراض مزعجة كالإسهال الشديد مع ظهور المخاط أو الدم في الغائط. قد يُصاب أي فرد بهذا المرض، ويرجع السبب في حدوثه إلى عوامل ممرضة طفيلية أو جرثومية، فيمكن لجراثيم عديدة أن تتسبب في إصابتنا بالزحار، إلا أن منظمة الصحة العالمية (World Health Organisation) قد ذكرت أن جرثومة الشيغيلا ( Shigella) والمتحول الزحاري الحال للنسج (Entamoeba histolytica)، هما من أكثر العوامل الممرضة شيوعاً لإحداث الزحار حول العالم.\nأسباب حساسية بشرة الأطفال مرض التوحد علاج ديدان الحرقص لدى الأطفال الحمى التيفية (التيفوئيد) أعراضها وطرق علاجها مشاكل النوم عند الطفل\nتحدث الإصابة بهذا المرض في الأوساط الفقيرة بنواحي العناية الصحية، أو عند قلة النظافة والاعتناء بسلامة الغذاء المستهلك، حيث يمكن للشيغيلا أو المتحول الزحاري أن ينتقلا عبر السطوح الملوثة بهما، أو عبر الفاكهة والخضراوات الحاوية عليهما، وغير المنظفة بشكل جيّد، أو عبر الماء الملوث بهما.\nويعمل الفرد المصاب على نقل العدوى عبر الطريق الشرجي-الفموي. ولمزيد من التوضيح، فإن عدم غسل اليدين مع اتباع قواعد الصحة العامة لدى الفرد المصاب، خصوصاً بعد استعمال المرحاض، ستشكل عامل خطر مهمّ حيث ستنتقل معها الجرثومة أو الطفيلي المسبب للزحار من يدي المصاب إلى كافة السطوح أو الأشياء التي يلمسها، إلى جانب انتقال العدوى للأفراد السليمين الذين يتواصلون معه بشكل مباشر.\nمن هي الفئات الأكثر تعرضاً لهذا المرض؟\nيمكن لأي فرد أن يصاب بهذا المرض، وتشكل الأوساط التي يتدنى بها المستوى الصحي الحاضنة المناسبة لهذا المرض. وكما ذكرنا سابقاً فإن الزحار يتسع انتشاره في البلدان النامية مقارنة بالدول المتقدمة، ويمكن للمسافرين إلى المناطق النامية أن يتعرضوا لهذا المرض في حال غياب العناية الصحية، وبالنسبة للطفل الصغير، فيمكن اعتباره المستضيف الأمثل لهذا المرض، خصوصاً أن الأطفال لا يلتفتون إلى ضرورة اتباع قواعد النظافة والصحة العامة مقارنة بالكبار.\nأشار مقال نشره موقع (Medical News Today) إلى أن الإصابات المسجلة في البلدان المتقدمة قد تتظاهر بأعراض أخف وأكثر اعتدالاً مما هي عليه في المناطق النامية أو الاستوائية، من هذه الأعراض نذكر:\nإسهال مائي مخاطي أو مدمى. آلام بطنية ومغص معدي. الغثيان والإقياء. التعب والإنهاك. انتفاخ البطن. إمساك متقطع. حمى وقشعريرة. قلة الشهية. فقدان الوزن. شعور بالألم أو الانزعاج عند التغوط. نادراً ما يصيب المتحول الزحاري الحال للنسج الكبد، مسبباً خراجاً كبدياً. وبشكل أكثر ندرة، يمكن للمتحول أن ينتقل إلى الرئة أو الدماغ.\nأعراض الزحار الناجم عن الشيغيلا\nتميل الأعراض إلى الظهور بعد يوم إلى ثلاثة أيام من تعرضنا لجرثومة الشيغيلا، وهي أخف حدة بكثير من أعراض الزحار الأميبي، تتجلى بالإسهال الذي يجعل المريض يتردد بكثرة إلى المرحاض، إضافة إلى الآلام المعدية الخفيفة، ينبغي التنويه إلى أن الإسهال في الحالات الخفيفة (وهي الأكثر شيوعاً) ليس مخاطياً أو دموياً، وقد يصاب أفراد كثيرون بهذا المرض مع أعراض بسيطة جداً قد لا تدفعهم أبداً إلى استشارة الطبيب.\nوبشكل أقل انتشاراً، قد يظهر المخاط أو الدم في براز بعض الأفراد المصابين بالزحار الناجم عن الشيغيلا، حيث يعانون أيضاً من آلام بطنية قد تكون شديدة ومزعجة، إضافة إلى ارتفاع متدرج في الحرارة مع الغثيان والإقياء.\nينبغي استشارة الطبيب المختص عندما تشتكي من الأعراض السابقة، نذكّر بضرورة الإكثار من السوائل كي نعوض ما خسرناه نتيجة الإسهال الشديد أيضاً. وتعتبر الصادات الحيوية (Antibiotics) الخيار الأمثل لعلاج الزحار الناجم عن الشيغيلا، كالسيبروفلوكساسين مثلاً، مع استعمال خافضات الحرارة ومسكنات الألم؛ لتخفيف الآلام البطنية التي يعاني منها المريض.\nأما عن الزحار الأميبي، يستعمل الميترونيدازول (Metronidazole) أو كما هو معروف بالأسواق باسم فلاجيل (Flagyl)، أو التينادازول (Tinadazole) في العلاج، وفي الحالات الخطيرة التي يحدث خلالها انثقاب الأمعاء أو حدوث خراجة كبدية، ينبغي تدخل الطبيب المختص الذي يحدد كيفية تدبيرها ضمن المشفى.\nيمكننا أن نحمي أطفالنا وأنفسنا من الإصابة بمرض الزحار عبر اتباع القواعد الصحية\nغلي الماء قبل شربه لمدة عشر دقائق إلى ربع ساعة، ثم يبرّد بسرعة، ليُحفظ في قوارير مغطاة. استعمال وسائل تصفية المياه؛ للحصول على ماء خال من الشوائب أو العوامل الممرضة. تجنب الشرب المباشر من الينابيع أو البرك المائية. الابتعاد عن المشروبات الخارجية التي أضيفت إليها مكعبات الثلج. غسل الفاكهة والخضراوات جيداً قبل تناولها. تناول الخضراوات والفاكهة التي قشرتها وقطعتها بنفسك؛ كي تضمن سلامتها ونظافتها بشكل أكبر. ينبغي بسترة الحليب ومشتقاته والألبان والأجبان جيداً قبل استهلاكهم. تجنب استهلاك الأطعمة التي يبيعها الجوالون في الشوارع. غسل اليدين وتنظيفهما بالماء الساخن والصابون بشكل جيد قبل الطعام وبعده، وبعد تغيير الحفاضات والخروج من المرحاض، وقبل تحضير الطعام وتقديمه. استشارة الطبيب المختص؛ كي يصف الأدوية الوقائية ويعطيك نصائح عامة قبل ذهابك إلى مناطق وبلدان تنتشر فيها الوبائيات.\nختاماً.. تحدثنا في هذا المقال عن حالة صحية ليست نادرة إطلاقاً في مجتمعاتنا ومحيطنا، وأشرنا إلى الأعراض التي يمتاز بها الزحار الأميبي أو الناجم عن الشيغيلا، مع ضرورة التذكير باتباع قواعد النظافة والصحة العامة؛ كي نقي أنفسنا ونحمي أطفالنا منهما.

الخبر من المصدر