المحتوى الرئيسى

من يتحمل مصاريف الترحيل من ألمانيا؟

12/08 12:40

ذكرت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" في عددها يوم الأحد (الثامن من كانون أول/ ديسمبر 2019) نقلا عن معلومات وزارة الداخلية الاتحادية أن تكاليف ترحيل لاجئين مرفوضين ومهاجرين مدانين إلى بلدانهم بلغت في الفترة الزمنية ما بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر الماضي من العام الجاري 6 ملايين يورو(أي ما يعادل تقريبا 6.7 مليون دولار).

تتعالى دعوات في ألمانيا من حين لآخر تطالب بإعادة النظر في حظر ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم خصوصا المتورطين منهم في أعمال إجرامية أو الذين يشكلون خطرا على الأمن، غير أن جدلا يدور حول مدى ملاءمة الوضع الأمني في سوريا. (05.12.2019)

عبء إداري، تنسيق مع الشرطة، ومشكلات مع قائدي الطيارات النظامية..عوائق عديدة تواجهها السلطات الألمانية لإتمام عمليات ترحيل الأجانب الملزمين بمغادرة البلاد، فهل يقدم "الترحيل الجماعي" الحل؟ (24.11.2019)

وتسترجع الشرطة الاتحادية التي تقوم بتنظيم ودفع تكاليف الترحيل القسري، جزءا من التكاليف من دوائر الأجانب أو دوائر الهجرة والإقامة في الولايات التي تقدم طلبات الترحيل الى الشرطة الاتحادية لتنفيذها. لتطالب فيما بعد هذه الدوائر الاشخاص المرحلين قسرا عن ألمانيا بتحمل المصاريف، سواء أكانوا لاجئين مرفوضين أو مهاجرين مقيمين مدانين من قبل المحاكم الألمانية، كما ذكرت الصحيفة. وعلى هذا الأساس لا يجب فقط على زعيم العائلة الإجرامية اللبنانية إبراهيم ميري دفع تكاليف ترحيله، وإنما كل من يطالب بمغادرة ألمانيا بسبب إنهاء فترة إقامته أو إلغاء إقامته أو رفض طلب لجوئه، عليه دفع تكاليف ترحيله القسري، حسب القوانين الألمانين.

وحسب تقرير الصحيفة، فإن السلطات تلاحق المطلوبين بدفع الفاتورة حتى في خارج البلاد. وفي حالة عدم دفع المبلغ المطلوب من المرحلين، فإن السلطات لا تتورع حتى في تقديم طلب حجز أمواله أو ممتلكاته خارج ألمانيا بالتعاون مع السلطات المعنية في البلد المعني.

في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.

مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.

عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.

كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.

أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.

وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.

وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل