ناصر خليفة يكتب.. الانتحار جريمة في حق المجتمع

ناصر خليفة يكتب.. الانتحار جريمة في حق المجتمع

منذ 4 سنوات

ناصر خليفة يكتب.. الانتحار جريمة في حق المجتمع

عندما يُقدم واحد من الناس على الانتحار وفي مكان عام وعلى الملأ، ليعلم الناس جميعا أن شخصا ما انتحر ، وتنتشر الواقعة، وتصبح على ألسنة الناس، فإنها تؤلم قلوبهم وتشغل عقولهم، وتقلب أفكارهم، وتثير هواجسهم فهذه جريمة في حق المجتمع، فربما يكون هذا الشاب مشجعا للكثيرين من الذين يعانون من أمراض نفسية أو لديهم احباطات ومضايقات وصعوبات في الحياة فيقدمون على هذا الحل السريع والسهل وغير المُكلف ..! من المؤكد أن هذا المنتحر كان في علمه المُسبق أنه سيترك خلفه أقاويل كثيرة وتفسيرات متباينة، يستغلها المغرضون في تشويه سمعة موطنه، ليسرع كل من هب ودب لاستغلال الحدث للاصطياد في المياة العكرة، وإرجاع ظاهرة الانتحار إلى فشل المسؤولين في بلد المنتحر في توفير عيشة كريمة للشعب وخاصة فرص عمل للشباب، وبالطبع غير مبالين لما تقوم به الدولة من أجل ذلك.. هؤلاء المغرضون يصنعون من المنتحر بطلا! وربما يصنفونه على انه شهيد المشهد السياسي وراح ضحية كذا وكذا ،، ثم يحملون هذا الحدث على كاهل الدولة !! وكأن ظاهرة الانتحار لا تحدث في أي مكان غير بلدنا !! وهذا ما جعلني أقول ان الانتحار جريمة في حق المجتمع وفي حق الدولة .. وقبلهم في حق ربنا سبحانه وتعالى الذي هو من يملك النفس والروح التي أزهقها المنتحر عمدا بيده ..\nفماذا يعني شاب انتحر بكامل إرادته وبكامل قواه العقلية؟!\n" يعني شخص ابتعد تماما عن رحمة ربنا ولم يحسن الظن بربه ..!\nيعني واحد فقد كل الأحاسيس الحلوة والمشاعر الجميلة، وفقد أدنى معاني التفاؤل، فقد الحد الأدنى من الأمل ..!يعني واحد استسلم لجبروت اليأس والإحباط فطبق على أنفاسه فجعل عالي كيانه ووعيه أسفله ..!\nيعني شخص امتلكه شيطان رجيم واحتوى على كل ذرة في وجدانه وعقله ..!\nيعني واحد فقد إيمانه بكل شيء حتى إيمانه بنفسه ..!.\nيعني واحد فقد كل إحساس برد فعل أمه عندما تسمع الخبر الذي يطبق على أنفاسها وربما تصاب بشلل رباعي لم يرد على خاطر هذا الشاب المنتحر ! لأنه أناني فلم يفكر في كل لحظة تعيسة ستعيشها أمه بعد انتحاره لم يفكر في الامها وأمراضها التي ستحل في جسدها حزنا عليه..في حين ربنا يقول : "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" !..\nهذا المنتحر هو شخص فقد أدنى جدوى من حياته فأصبحت لا قيمة لها عنده ..!"\nإن كنت اطلب له الرحمة\nفالدين أجاز الترحم عليه ولم يكفره ولم يخرجه من الملة لكني لست متعاطفا معه ..\nفهو بين يدي الله إن شاء رحمه وإن شاء عذبه ..\nففي رأيي أن قاتل نفسه كقاتل غيره، إزهاق النفس والروح التي هي ملك لله وليست ملك لأحد .. فهل من تعاطف مع قاتل ؟! لا فرق بين من تعمد قتل غيره ومن تعمد قتل نفسه ،الاثنان قتلة. ولعل الله يرحمهم جميعا.\nقطوف من حدائق القرآن :\n-- يقول ربنا عز وجل في وصف القانطين : { وَمَنْ يَقْنَط مِنْ رَحْمَة رَبّه إِلَّا الضَّالُّونَ }\nأن الأرزاق بيده : {رزقكم في السماء وما توعدون}\nو يطمئننا فيقول أيضا : {ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ويرشدنا للحل فيقول : {فاسجد واقترب}\nويدلنا على الدواء فيقول : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } ويؤكد أنه هو الشافي فيقول : "وإذا مرضت فهو يشفين " ومبشرا يقول : {وبشر الصابرين } ..

الخبر من المصدر