المحتوى الرئيسى

نقطة اتفاق | المصري اليوم

12/08 01:48

لا أفهم لماذا يجفل الناس من الدعوة إلى إعادة تفسير القرآن أو تغيير الخطاب الدينى. فلنجتمع أولًا حول نقطة اتفاق قبل أن نغادرها إلى مواضع الاختلاف. نقطة الاتفاق والتى لا خلاف عليها هى أن المسلمين اليوم رغم تخطيهم نيفًا ومليارًا، عددًا، وانتشار دولهم وممالكهم فى أنحاء الأرض، حتى تكاد الشمس لا تغيب عنها، وتوافر ثروات طبيعية هائلة فيها، فإنهم فى ذيل الأمم ومؤخرة الركب، لا يشكلون ولو رافدًا صغيرًا لنهر الحضارة والتقدم الذى يغذى العالم. يحدث هذا رغم أن فى حوزتهم القرآن ويدينون بالإسلام!.

غير ممكن أن يكون الإسلام والقرآن سببًا لتخلف المسلمين فى دولهم، فالعكس هو الذى حدث فى الماضى حين كان القرآن والإسلام سببًا لقيام دولة من أعظم الدول التى عرفتها البشرية، جمعت معًا الحضارة والقوة والعلوم والاقتصاد. إذن أو ليس مشروعًا لنا أن نفترض أن سوء الفهم للقرآن وجمود التفكير وتصلب الخطاب الدينى، هى السبب فى تقهقر أمم المسلمين اليوم وتخلفها عن ركب الحضارة، حين عجزت عن إطلاق قوة الإسلام والقرآن الحقيقية من عقالها، وحولتها من قوة دافعة إلى التقدم، إلى قوة مانعة للتقدم. أو ليس مشروعًا لنا أن نأمل فى إطلاق العقل والتفكير وفى تغيير الخطاب الدينى، حتى يعود الإسلام والقرآن سببًا للتقدم وللرقى؟.

تفسير القرآن ليس ثابتًا وقد تغير مع العصور. فهل تفسير آية «والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم» واحد، اليوم وفى الزمن الغابر، أم تغير ليوافق الحقيقة العلمية أن الشمس لا تدور حول الأرض، بل الأرض هى التى تدور حولها؟. وهل عرف الأقدمون تفسير الآية الكريمة «لا أقسم بمواقع النجوم» كما نعرفه اليوم، حيث الكثير مما نرى من النجوم قد بادت من زمن، فلا نرى إلا مواقعها حين كانت؟.

قلت فى بداية حديثى عزيزى نيوتن أن نتجمع أولًا حيث نتفق ثم ننطلق من هناك لمواقع الاختلاف. ولا خلاف على تخلف المسلمين رغم تمسكهم الظاهرى بالإسلام والقرآن. ولما كان العيب ليس فى القرآن ولا فى الإسلام، فهو بالتأكيد فى فهمهم للإسلام وتفسيرهم للقرآن وفى خطابهم الذى ألصقوه بالدين ويرفض غلاتهم تغييره.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل