المحتوى الرئيسى

عبد العزيز بشر يكتب: تغيرات المجتمع وتغيير بوصلة عمليات التجميل لدى الرجال

12/07 13:58

اعتدت في كل لقاء يتطرق لمجال عملي كجراح تجميل سواء في الإعلام المسموع أو المرئي أو حتى المقروء، على سؤال تقليدي يستفسر عن نسبة العملاء الذين أقابلهم في عملي من الرجال إلى السيدات والفتيات واعتدت كذلك على نظرة الدهشة التي تستتبع إجابتي بأنه لا فرق كبيرا في النسبة بين الرجال والنساء في عالم جراحات التجميل بل إن العكس أحيانا قد يكون هو الصحيح إذ إن الرجال في بعض الأحيان يشكلون النسبة الأكبر من الراغبين في إجراء بعض العمليات الخاصة بالتجميل.

ومما لا شك فيه أن المرأة كانت وستظل دائما عنوان الجمال وأيقونته وسيظل حلم كل أنثى أن يشار إليها كونها جميلة الجميلات وسيظل الجمال سر جاذبية المرأة وغايتها لذلك نجد الكثير من المستحضرات الخاصة بالتجميل والموضة تسوق للفتيات والسيدات دون الرجال ويستهدف الكثيرون ممن يعملون في مجال التجميل شريحة النساء بشكل أساسي لأنهن المعنيات بما يقدمون من خدمات بشكل أساسي وحيوي بيد أن التغير الكبير الحادث في المجتمع ونظرة المرأة للرجل وكذلك تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت هناك أمثلة وأيقونات انتشرت بشكل كبير أدى بطبيعة الأمر إلى انتشار مفهوم التجميل وتغير بوصلته لدى الرجال خاصة، فأصبح الرجل يهتم بجماله وشكل جسده وتأثير ذلك على شريكة حياته أو نصفه الآخر.

وفي الحقيقة أن المدقق في الأمر سيكتشف أن المسألة ليست جديدة على الإطلاق فأي جمال يعادل جمال يوسف عليه السلام الذي من شدة جماله حين رأته صويحبات امرأة العزيز اكبرنه وقطعن ايديهن والذي يهتم بالآثار سيجد الكثير من أدوات الزينة التي كان يستخدمها الملوك قبل الملكات على مر العصور والمهتم بعلوم الحياة والكائنات سيجد الذكور في بعض الفصائل يجذب الأنثى بجماله وشكل جسده لا بقوته فحسب وقد كان بعض السلف يتزين لزوجته فلما يسأل عن ذلك يقول أوليس لهن مثل الذي عليهن بالمعروف والقصد هنا أن الرجال قد يهتمون بشكلهم بنفس قدر اهتمام المرأة بشكلها وعليه لم يعد التجميل سلعة تهم المرأة فحسب بل كما ذكرنا أصبح للرجل نصيب كبير من الأمر بعيدا عن فكرة الهوس أو الإدمان لعمليات التجميل وبعيدا عن المشكلات النفسية التي تدفع البعض لهذه الإجراءات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل