المحتوى الرئيسى

المنزلة.. كنز ذهبى متكامل | المصري اليوم

12/07 03:15

نحن لا نعرف نظرية «الاستفادة الكاملة» مما تحت أيدينا. تمامًا كما لجأنا للتخلص من مخلفات الصرف الزراعى والصناعى إما بإلقائها فى البحر المتوسط شمالًا، أو رميها فى البحيرات الشمالية، وظهرت هذه الجريمة الكاملة عندما أخذنا نلقى بمياه الصرف الصحى دون أى علاج فى بحيرة المنزلة.. أو البرلس.. أو مريوط حتى قتلناها.. وكما ألقينا مجارى الإسماعيلية فى بحيرة التمساح، حتى قتلنا أفضل ما فيها، وهو سمك السهيلى «أحلى» أسماك العائلة البورية، إلى أن أنقذها الدكتور أحمد جويلى، عندما كان محافظًا للإسماعيلية، وتمامًا كما ألقينا مجارى مدينة دمياط فى مجرى النيل - من سد فارسكور إلى رأس البر - أيام المهندس عصام راضى محافظًا لدمياط، وكان الدمايطة يبتهلون إلى الله ألا تهب الرياح فتتحرك مياه النيل «المالحة» بما فيها من مجارٍ لتؤذى الدمايطة.. والسبب أيامها نقص الاعتمادات اللازمة لمشروعات معالجة المجارى.

وهكذا قتلنا البحيرة التى كان بها ٣٦٠ نوعًا من أفضل الأسماك.. ولم يعد بها إلا أقل القليل من البلطى والقراميط.. وهو نفس ما حدث مع بحيرة قارون التى كانت تزود القاهرة بأفضل أنواع البورى!!.

وليست فقط أسماك المنزلة «ثلث إنتاجنا من الأسماك زمان» بل قتلناها، وهى التى كانت أكبر مزرعة لتربية الجاموس والأبقار فوق الجزر المنتشرة فى مسطح البحيرة.. وكانت تتغذى على الأعشاب والبوص ونباتات السمار والبردى.. تغذية طبيعية، وكان «الأعراب»- وهم أغلبية سكان هذه الجزر «وهى بالمئات»- يدفعون إلى هذه الجزر كميات من الأبقار اللبانى لترعى طبيعيًا تحت حراسة عدد قليل من السكان.. ويحافظون عليها حتى تكبر وتصل إلى سن الذبح.

وإذا كان برنامج إنقاذ المنزلة نجح حتى الآن فى إزالة ورفع ٣٠ مليون متر مكعب من الرواسب الضارة من قاع البحيرة، لتعميقها، لزيادة ارتفاع منسوب المياه لنسمح بزيادة فرص تنمية الأسماك، وفى الطريق كراكات أخرى للإسراع فى عملية تكريك قاع البحيرة، مع إنشاء مشروعات عملاقة لمعالجة مياه الصرف مهما كانت نوعيته.. كل ذلك يسمح بعودة الأنواع الممتازة من الأسماك البحرية من البحر المتوسط، والأهم: لماذا لا يتضمن مشروع إحياء المنزلة تحويلها إلى أكبر مزرعة للحوم الحمراء تساهم فى توفيرها.. ونقلل من استيرادها؟.

■ ولقد كانت سعادتى غامرة وأنا أمر بالطريق من جنوب بورسعيد إلى مدينة دمياط، بأن شاهدت اللون الأزرق يعود إلى مياه البحيرة.. وهذا يدل على نقاوة المياه بعد الجهود الجبارة الجارية حتى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل