المحتوى الرئيسى

الغبار الأبيض يغتال البراءة.. أطفال المحاجر يروون معاناتهم مع رحلة الموت | فيديو

12/06 17:22

يجب الأ يعمل فى المحجر ما هو تحت الــ 18 ولكن" اللى بيجينا منقدرش نرده"

"بشتغل 10 ساعات فى اليوم هجيب منين وقت للمدرسة"

فى عشرينيات القرن الماضى ، إلتقط المؤرخ "جورج ليجران" صورة لم يكن يعلم حينها أنها ستظل أيقونة الطفل المصرى حتى عشرينيات القرن الحالى ،و بين قرن مضى وقرن حالى تجد الصورة كما هى معاناة واحدة بإختلاف أطفالها ، مكان كالجليد عند رؤيته تظن أنك فى دولة أوروبية ، وجوه أصابها الشيب قبل أوانها ، أعين لا ترى النور من كثرة بياض رموشها ، سحابة بيضاء تخيم على المحجر تجعلهم يرتدون كمامات محاولين تنفس الأكسجين فقط دون الإختلاط بغبار المحجر الذى يجعلهم لا يرون بعضهم.

" إحنا لوعندنا فى الصعيد شغلانة تانية كنا إشتغلناها " هكذا كانت كلمة الطفل "أ.س" أحد ضحايا مهنة العمل فى المحاجر الذى يبلغ من العمر 12 عامًا ، وأضاف أنه لم يترك التعليم بعد ولكنه سيتركه حسب قوله ، ولذلك هو يحاول جاهدًا الموازنة بين عمله ومستقبله، وقال "أتمنى تكون شغلتى أحسن من دى ومغامرش فيها بحياتى ". 

تاركين الورقة والقلم .. باحثين عن قوت يومهم

أعرب "ص.أ" مالك محاجر بالمنيا عن رفضه لعمالة الأطفال من الأساس ولكنه لا يستطيع رفض ما يقصده طالبًا العمل بالمحجر نظرًا للظروف الإقتصادية التى تمر بها أغلب عائلات الصعيد ، قائلًا:"اللى بييجى منقدرش نرده"، وأوضح أن السبب الرئيسى فى عمالة الأطفال هو تدهور الحالة التعليمية فهو بالإضافة إلى عمله بالمحاجر كان مدير مدرسة سابق ومدرك ماهية التعليم فى مصر .

وأضاف "ص.أ" أن كل رئيس يحكم مصر منذ الخمسينات يتحدث عن تنمية الصعيد والمشاريع التى ستقام فيه ، ولم يحدث أى جديد ، فالصعيد بالكامل يفتقد للمشاريع الكبرى مما يجعل الأطفال قبل الشباب يلجئون إلى العمل بالمحاجر والمغامرة بفقدان أطرافهم ، فالأب الذى يعول أسرة كبيرة ولم يكفِه راتبه اليومى البسيط ، يُحضر إبنه للعمل بالمحاجر فى محاولة منه لمساعده أسرته ، وأكد على ضرورة تمسك الأب بتعليم أولاده .

حينما إكتشف المؤرخون في نهايات القرن التاسع عشر وحتى العشرينيات من القرن الماضي مقبرة توت عنخ آمون الطفل الملكي الذي عشقه المصريون لطفولته والذي صوره المصريون القدماء منبثقًا من زهرة اللوتس ليمثل الحياة المتجددة حسب معتقدات الفرعونيه القديمه، لم يكن المؤرخون يدركون بأن المكتشف طفل وأن عمال مقبرته أثناء الإكتشاف الذين يساهمون في نقل الأتربة أطفال أيضا، وكأن الرابط هنا هي البراءة

* بين الموت ولقمة العيش

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل