المحتوى الرئيسى

أنا وبقر زيورخ.. والبرغوتي وداير ناحيته

12/06 10:03

تعددت رحلاتي وسفراتي خارج المحروسة لأسباب مختلفة.. والقراءة خير رفيق في رحلات الطيران الطويلة والترانزيت والانتظار في صالات السفر والوصول.. خصوصا لو كنت مثلي ممن لا يستطيعون النوم في أي شيء متحرك حتى لو كنت صاحي من يومين بدون نوم.. وغالبا يكون معي كتابين أو ثلاثة أتنقل بين صفحاتهم تجنبا للملل والضجر والحقد على باقي ركاب الطائرة الذين يغطون جميعا في سبات عميق حتى بمن فيهن من طاقم الضيافة من المضيفين والمضيفات.. أنقذني من ضجر وزهق وتململ رحلتي الأخيرة الي مدينة زيورخ السويسرية والترانزيت فيها انطلاقا إلى محطة أخرى سأوافيكم بها لاحقا.. أسعدني الحظ أن أهداني الصديق العزيز الكاتب الصحفى الكبير والأديب والشاعر صاحب الباع الطويل والصولات والجولات والمعارك الصحفية والتحقيقات والديسكات والمقالات.. كل هذا وأكثر.. إنه محمد البرغوتي.. أهداني نسخة من روايته "داير الناحية" الرائعة ورغم أنني سبق واستمعت إلى وقائع الرواية من صديقي اللمض البرغوتي على مدار ٢٥ عاما هي وروايات أخرى لم ينشرها بعد إلا أنني غرقت واستغرقت في تفاصيل الرواية أكثر من ٦ ساعات هي وقت الرحلة الى زيورخ إذا أضفنا إليها وقت الانتظار في المطار.. شخوص الرواية أكاد أعرفهم جميعا ومنهم طبعا خالد سرحان نفسه، وكذلك دولت وشقيقها وأبو الفتوح وعم فرحات وحكاياته ومقهاه وسواقيه.. وسبق أن سمعت من صديقي البرغوتي حكاوي عم فرحات وحزنه الشديد على إنقراض صنعة سواقي الري وانتشار مكنات الكليسكار التي يتم حملها باليد أو على الحمار وتمنها يقدر عليه اللي عنده نصف فدان.. ومن محاسن الصدف أنني عندما وصلت إلى صفحة ٨٥ من الرواية وهي الخاصة بأن اختفاء سواقي الري من الحقول في الدلتا والصعيد وأن كل فلاح بيشتري مكنة ري صغيرة، وقال «يلا نفسي» ويحطها على الجسر ويروي أرضه لوحده.. كنت في المترو.. نعم مترو مطار زيورخ في سويسرا.. وتخيلوا أو لا تتخيلوا براحتكم..

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل