المحتوى الرئيسى

المنزلة.. مشروع قومي عظيم | المصري اليوم

12/06 05:41

أرى أن إعادة الحياة إلى بحيرة المنزلة مشروع قومى من الطراز الأول والمشكلة هي أن الدولة نفسها- وقبل يوليو 52 وما بعدها بكثير- هي التي عملت على قتل هذه البحيرة.. إذ اعتقدت أن تجفيف البحيرة بهدف زراعتها مهمة عظمى فانطلقت تجفف مساحات كبيرة منها، وسبب ذلك أن أرض هذه البحيرة كانت من أخصب أراضى مصر الزراعية ولا تنافسها أي أرض أخرى.. إلى أن وقع زلزال رهيب في أواخر القرن السادس الهجرى فهبطت الأرض.. ورويدًا زحفت عليها مياه البحر المتوسط بعد أن كانت تصب فيها ثلاثة فروع قديمة للنيل، هي: البيلوزى والتانيسى والمنديسى.. التي كانت تروى هذه الأراضى قبل الزلزال.. ولذلك فإن عمق المياه فيها كان حول المتر الواحد فقط إلا مجارى فروع النيل هذه التي أصبحت قتوات ملاحية يزداد عمقها عند الفتحات التي تصلها بالبحر مثل أشتوم الجميل وفم بيلوز وفم وأم فرج والديبة. وربما أرادت الدولة- زمان- استعادة هذ الأرض التي كانت مزروعة ولكن سرعان ما فهمت الدولة أن عائد الفدان المائى من الأسماك يفوق عائده من الزراعة.. ودليلنا ما تعطيه المزارع السمكية الجديدة. وكانت بحيرة المنزلة- قديمًا- توفر لمصر ثلث ما تحتاجه من أسماك ويجمع كل المؤرخين أن البحيرة كان بها 360 نوعًا من الأسماك منها البورى، القاروص، الوقار، اللوت، الطوبار، الجرانة، الحنشان، سمك موسى، الدنيس، السهيلى، البلطى، قشر البياض، الشيلان، القراميط، والجمبرى، الكابوريا وغيرها.. وكانت المناطق المجاورة للبحر تعيش فيها الأسماك البحرية، والمجاورة للمصارف تعيش فيها الأسماك النيلية، وبجانب «صيد البحر» كان هناك صيد البر من الطيور المهاجرة مثل الغر، البلبول، الحمراى، الزرقاى، الخضيرى، الشرشير والبجع. كل هذه الخيرات انخفضت والسبب تلك المصارف القاتلة، مصرف بحر البقر، مصرف حادوس، مصرف عرنوس، مصرف رمسيس وغيرها، وزادت الجريمة بالصرف الصناعى.. وكانت مساحة البحيرة حوالى 410 آلاف فدان «أى نصف مليون فدان تقريبًا» حتى وصلت المساحة عام 1947 إلى 345 ألف فدان، ومع استمرار الإهمال انخفضت مساحتها الآن إلى 250 ألف فدان فقط أي فقدت نصف مساحتها.. والمؤلم أننا بسبب التجفيف والإهمال أنفقنا الملايين لإنشاء مزارع سمكية صناعية!!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل