المحتوى الرئيسى

د.فتحي حسين يكتب .. تحديات تطوير الدراسات الإعلامية

12/05 22:27

مع وجود أكثر من ٣ ملايين طالب بالجامعات المصرية، سواء كانت جامعات حكومية أو خاصة وفقا للإحصاءات الرسمية من وزارة التعليم العالي فإن قضية الاهتمام بالتعليم ودوره وما يمثله من خطورة, يصبح – بلا شك- في مقدمة اهتمام الحكومة والقيادة السياسية الحريصة علي النهوض به وتطويره بما يتناسب مع متغيرات العصر الذي نعيش فيه خاصة وأن خريجي الجامعات المصرية هم كتلة مؤثرة في سوق العمل المحلى والإقليمي والدولي أيضا، ولا يختلف أحد علي هذا بأي حال من الأحوال وينبغي مراجعة كافة المناهج الدراسية وفقا للضوابط والمعايير العالمية خلال عام 2020 وهذا ما أكد عليه وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار خلال المؤتمر العلمي الثالث للجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات تحت عنوان "تطوير الدراسات الإعلامية وتحديات التوظيف".

ولكن في الحقيقة أن الواقع يقول إنه ليست هناك ممارسات تتم علي أرض الواقع من أجل تطوير الدراسات الإعلامية في بلادنا العربية لاسيما مصر فنحن لا نزال نعتمد علي نظريات إعلامية أجنبية غربية ونكتفي بتطبيقها في بلادنا منذ أكثر من 50 سنة ولم نقم بتطوير هذه النظريات او تأسيس وإعداد نظرية إعلامية عربية أو مصرية تناسب القيم العربية والمجتمعية الاصيلة ولكننا نسرع الي ترجمة ما يقدمه لنا الغرب من نظريات ودراسات ومداخل ورؤي فقط إلي اللغة العربية ونطبقها بشكل عشوائي في مجتمعاتنا التي تختلف تماما عن المجتمعات الغربية في كل شيء أهمها التقدم الثقافي والاقتصادي لصالح هؤلاء البلدان , حتي صارت الدول العربية لاسيما مصر بدون نظريات ابداعية او بدون افكار نقدية في الإعلام فأصبحنا "نحفظ أكثر مما نفهم "ى او نتجرع النظريات الغربية دون أن نحاول بناء نظريات اعلامية جديدة تنبع من افكارنا وهويتنا العربية ويترتب علي ذلك حصول الطلاب علي درجات علمية دكتوراه او ماجستير في الإعلام ليست لها قيمة كبري بالمقارنة بالعلوم الإنسانية الأخري حتي صارت الدرجات العلمية في مجال الإعلام علي وجه التحديد اسهل من الحصول علي الليسانس أو البكالوريوس في الإعلام.

وأصبحت الترقيات الجامعية في الإعلام يشوبها المجاملات والعلاقات الشخصية أكثر من جودة البحث نفسه ومن ثم تجد كل من لا يجد عملا أو مهنة ما يتجه لعمل دراسات عليا في الإعلام ويحصل علي الماجستير والدكتوراه بعلاقاته ثم يصبح دكتور جامعي بعلاقاته أيضا مع القائمين علي أمر الجامعات الحكومية والخاصة وكم من صحفي وإعلامي نفاجئ بحصوله علي درجة الدكتوراه في غفلة من الزمن ويصبح مسئول عن تعليم جيل كامل من الطلاب في مرحلة البكالوريوس !

الأمر الآخر أن انشغال أساتذة الإعلام في مجتمعنا في أكثر من عمل في الوقت نفسه كمستشار إعلامي لوزير ما أو جامعة خاصة ما أو محاضر في اكثر من جهة خاصة عربية واجنبية أو ضيف دائم في البرامج الفضائية أو عضو في الهيئات الصحفية أو مناقشا ومشرفا لعدد كبير من الرسائل الماجستير والدكتوراه يوميا بشكل يثير العديد من التساؤلات مثل كيف يستطيع أستاذ جامعي قراءة أكثر من رسالة يوميا ووضع ملاحظاته عليها والامر الثاني هو السرعة في انجاز هذه الرسائل من قبل الباحثين الذين ينجزون الرسالة في اسرع وقت علي مستوي العالم !

الامر الاخر هناك تحديات تواجه تطوير الدراسات الإعلامية منها عدم ربط الدراسات الاعلامية بالواقع العملي لهذه الدراسات ولابد من مواجهة هذه التحديات - كما قالت د.هويدا مصطفي عميد إعلام القاهرة - من خلال ضرورة التحديث الدائم في لوائح التدريس الإعلامي، وتطوير نظم الدراسات العليا في مجال الإعلام، للتجاوب مع الملامح المعاصرة لسوق العمل الإعلامي، وخلق فرص عمل لتشغيل الخريجين من ناحية، وتعظيم استفادة الدولة من بحوث ودراسات الإعلام من جهة أخرى!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل