المحتوى الرئيسى

الدين والخوف والابتزاز أدوات أردوغان لتثبيت سلطته.. الديكتاتور التركي يعزف على استقطابات المعارضة وتناقضات الأحلاف الدولية.. ثروات شرق المتوسط مطمعه الأساسي.. والغرب يقامر باسترضاء هتلر جديد

12/01 01:20

أردوغان يخالف الدستور التركي بتحيزاته الطائفية التفتيت الكامل للمعارضة وسيلة أردوغان لتعزيز شرعيته في الداخل ورقة اللاجئين رهان أردوغان الأساسي في ابتزازه لأوروبا أردوغان يتجرأ على نهب ثروات شرق المتوسط بسبب التهاون الأوروبي

بالتحايل والمكر يقتنص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل فرصة سانحة، كبيرة أم صغيرة، لتثبيت شرعيته بدعوى "استقرار تركيا"، ماضيًا في مسار رسمه لنفسه منذ عشرات السنين.

وفي تقرير نشره موقع "أحوال" التركي المعارض، ذكر الموقع أن أردوغان، الخارج لتوه من هزيمة قاسية في الانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في مارس الماضي، يستخدم الأدوات ذاتها التي لطالما اعتمد عليها منذ صعوده إلى قمة السلطة ليتشبث بها؛ وهي بالأساس الخطاب الديني المستقى من جماعة الإخوان، وتطبيق إجراءات وسياسات صادمة ومثيرة للجدل بالداخل لإبقاء المعارضة التركية في حالة استقطاب وتشرذم، وبث الشقاق بين تكتلات دولية كبرى مثل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وتغذية التعصب الوطني التركي بمغامرات عسكرية مثل العدوان على شمال سوريا، وأخيرًا التقدم لنهب ثروات غير مستحقة مثل حقول النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.

وأضاف الموقع أن مقامرة أردوغان بالدين ظهرت من جديد خلال اجتماعه الأخير مع هيئة رئاسة الشئون الدينية، والذي قال فيه "يجب أن نجعل الشريعة وليست القوانين الوضعية في القلب من حياتنا، حتى ولو تحملنا أعباء نتيجة لذلك. الإسلام هو مجموعة من الأوامر والنواهي التي تشمل كل جوانب حياتنا. إننا نؤمن بدين يشمل كل شيء ونحن مأمورون بالحياة كمسلمين حتى النهاية".

ويعلم أردوغان أكثر من غيره أن مثل هذا الخطاب ينطوي على شيء من المخالفة للدستور التركي، الذي ينص على أن رئيس الدولة يجب أن يكون محايدًا يعمل على حفظ وحدة البلاد، لكن لعبته المفضلة هي التصريحات الصادمة، لأنه يدرك أن التخلي عن الخطاب الديني سيجعل شرعية سلطته مكشوفة لطعنات قاتلة.

ولا يقبل أردوغان بأقل من التفتيت الكامل للمعارضة، ويمكن التأكد من ذلك بتأمل المناورة الخبيثة التي أوعز خلالها أردوغان لوسائل إعلام موالية له بإطلاق شائعة عن اجتماع استقبل خلاله أردوغان أحد زعماء حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب التركية المعارضة، وقال له إنه "سيكون من الأفضل للحزب استبدال زعيمه الحالي كمال كليتشدار أوغلو".

واستغرق الأمر جهدًا مضنيًا بذله الحزب لأيام متواصلة كي ينفي هذه الشائعة، لكن الغرض الخبيث منها كان قد تحقق بالفعل، فالساسة الأكراد المعارضون بدأوا يتكهنون بتقارب محتمل بين النظام وحزب الشعب الجمهوري، وكان هؤلاء الساسة الأكراد هم أنفسهم من حذروا زعماء حزب الشعب بقولهم "لقد وقفتهم مكتوفي الأيدي إزاء محنتنا، لكنكم ستكونون الضحية التالية".

في السياسة الخارجية، يعرف أردوغان جيدًا كيف يستفيد من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والانقسامات الأوروبية، فهي تترك المجال واسعًا أمام ممارسته سياساته المتهورة، وإشباع مطامعه في إعادة رسم خريطة شرق المتوسط.

وكلما خضع الاتحاد الأوروبي لابتزاز أردوغان وتهديده بفتح الحدود التركية أمام اللاجئين السوريين لينطلقوا إلى الأراضي الأوروبية، وقدم الاتحاد تنازلات يطلبها أردوغان، شجع ذلك الأخير على تصعيد انتهاكاته للقانون الدولي وغذى جرأته على نهب ثروات شرق المتوسط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل