العلاقات الثقافية الإماراتية السعودية.. مسيرة تاريخية وفعاليات متنوعة

تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والسعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين في جميع المجالات.

وتلعب الثقافة دوراً مهماً في تعزيز هذه الروابط، وتتواصل المشروعات والمبادرات المشتركة بين البلدين من برامج ثقافية وأدبية وفنية وفعاليات متنوعة تعكس مدى التطور الذي حققته الحركة الثقافية في السعودية والإمارات.

ويستمر هذا التواصل الثقافي بصورة متصاعدة ومتجددة تستشرف إرساء العلاقات المتميزة في مجال التعاون الثقافي المشترك في ظل ما يحظى به المثقفون والمفكرون والأدباء من رعاية واهتمام من قيادتي البلدين.

وقطعت العلاقات الثقافية بين الإمارات والسعودية خلال العقد الأخير خطوات استراتيجية مهمة تهدف إلى تعزيز روابط التعاون بين الإمارات والسعودية في جميع المجالات وإثراء الفنون التشكيلية والشعبية وتبادل الخبرات الفنية والثقافية بين رواد الإبداع الثقافي والفني في البلدين.

كما شهد التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين زخماً كبيراً لاستعراض مكانتهما الثقافية وإضافاتهما المهمة في الفنون والآداب والفكر والعلوم، إلى جانب المشاركة الشعبية في جميع الفعاليات التي ينظمها كلا البلدين، من أبرزها:

استقطب جناح دولة الإمارات خلال مشاركتها في مهرجان "الجنادرية 33" بالرياض، الجمهور السعودي للاطلاع على التراث الإماراتي، ما يؤكد الارتقاء بالوعي الثقافي والحس الوطني بين البلدين.

وتميز الجناح بأنشطة تفاعلية أسهمت في تعريف الزوار الذين بلغ عددهم 2.7 مليون زائر طوال أيام المهرجان، بعناصر التراث الإماراتي، واستقبلهم بالأهازيج الشعبية بما فيها عروض العيالة والحربية واليولة والعازي وفن الشّلة، إلى جانب إقامة أمسيات للشعر النبطي، كما تضمن ركناً خاصاً بالبيئة البحرية إلى جانب ركن البيئة البدوية.

أما السوق الشعبي في جناح الإمارات فمثّل إحدى المحطات المهمة لزوار المهرجان، إذ عُرضت فيه منتجات يدوية مستوحاة من التراث ومصنوعة بأنامل إماراتية.

شاركت الإمارات في فعاليات النسخة 13 من مهرجان "سوق عكاظ"، الذي أقيم بمدينة الطائف بالسعودية، بجناح ضخم أشرفت عليه ونظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية بالشراكة مع السفارة الإماراتية في المملكة العربية السعودية.

وقدم جناح الإمارات مجموعة واسعة من الموضوعات الثقافية والتراثية والأنشطة التفاعلية التي استعرضت ثراء التراث الثقافي والحضاري لمجتمع الإمارات.

واستقطبت فعاليات وأنشطة الجناح أكثر من 700 ألف زائر، كما حظي بزيارة خاصة من الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة.

شاركت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، مع وفد رسمي من دولة الإمارات في فعاليات "مسك للفنون" التي أقيمت العام الماضي في الرياض، بتنظيم من معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز "مسك الخيرية".

وتجولت الكعبي في أرجاء المعرض، واطلعت على أبرز الأعمال الفنية المشاركة والرامية إلى إبراز الحركة الفنية والثقافية في المملكة، كما حضرت جانباً من العروض الحية، وورش العمل، وأبدت إعجابها بالمستوى الراقي للفنانين والمبدعين السعوديين.

وعبّرت عن رغبة دولة الإمارات في صياغة شراكات، و"تنفيذ مشاريع مشتركة تجمع مبدعين من البلدين الشقيقين، تبرز من خلالها ماضي بلدينا العريق، وموروثنا الثقافي والفني المشترك".

تحرص دولة الإمارات سنوياً على الاحتفال باليوم الوطني السعودي، عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات وسط اهتمام ومشاركة رسمية وشعبية، كما يتزين برج خليفة في دبي باللون الأخضر وتضاء واجهته كاملة بالعلم السعودي.

كما يحتفل عدد من شعراء الإمارات بهذه المناسبة عبر تغريدات شعرية على حساباتهم الخاصة على "تويتر"، مؤكدين من خلال أبياتهم أهمية السعودية ومكانتها في قلوب المسلمين وهي تحتضن قبلتهم إلى جانب روابط الجيرة والحدود الجغرافية التي ما زادت العلاقات إلا عمقا وصلابة.

خصص القائمون على جناح دولة الإمارات التي كانت ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب 2018، شاشة عرض عملاقة تعكس العلاقات المتينة بالصور بين السعودية والإمارات منذ عهد التأسيس حتى الوقت الحالي.

وتضمنت الصور الرؤى المشتركة والعلاقات السعودية الإماراتية، التي تمثل نموذجا للعلاقات الأخوية بين الأشقاء، ولما يشهدونه من نمو في المجالات كافة، ولاشتراكهم في رؤية ومصير واحد.

والصور جميعها كانت من الأرشيف الإماراتي الذي يضم صورا تاريخية تجمع بين مؤسسي البلدين وقيادة الدولتين الشقيقتين.

شاركت المملكة العربية السعودية في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ٣٧ بجناح مميز شكلاً ومضموناً، شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور.

 وتميز الجناح - الذي كان الأكبر في المعرض - بمساحة تصل إلى 200 متر مربع، بمشاركة فاعلة من 24 جهة رسمية وحكومية تمثل كثيرا من الوزارات والجامعات.