المحتوى الرئيسى

باحثون: بقاء الأطفال وقتاً طويلاً أمام الشاشات يضر بتطور المخ لديهم

11/22 22:45

ذكر أطباء من الولايات المتحدة في دراسة لهم نشرت نتائجها في مجلة "جاما بيدياتريكس" المعنية بطب الأطفال أن هناك اختلافات هيكلية في بعض مناطق المخ لدى الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات الحاسوب. وأكد الباحثون أن هذه الفوارق تؤثر وبشكل خاص على تطور القدرات اللغوية لدى هؤلاء الأطفال. وفي تعليقه على الدراسة، قال مارتن كورته من جامعة براونشفايغ الألمانية للعلوم التطبيقية إن المشكلة الأساسية في ذلك تكمن في أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات الحاسوب يتحدثون بشكل أقل ويستمعون أقل لكلام غيرهم. يذكر أن كورته، أستاذ أحياء الخلايا العصبية، لم يشارك في الدراسة.

المبالغة في قضاء وقت أطول أمام الشاشات يؤثر على شبكة التواصل في المخ لدى الأطفال

وأوضح البروفيسور الألماني أن تطور المخ لدى الأطفال يحتاج لتفاعل الوالدين معهم وإلى تحرك الأطفال وممارستهم الرياضة. وضم كريستيان مونتاغ، رئيس قسم علم النفس الجزيئي بجامعة أولم الألمانية، صوته إلى صوت البروفيسور كورته، قائلاً إن جلوس الأطفال أمام شاشات الحاسوب بشكل مبالغ فيه يخفض فرصتهم في اللعب بشكل حقيقي. وشدد مونتاغ على أن ما يعرف بـ "اللعب الخشن" ضروري لتطور الجهاز الحركي لدى الأطفال وقدراتهم الاجتماعية. كما أكد كورته أنه لا يرى ضرورة من وراء تخصيص وقت للأطفال الصغار جداً للبقاء أمام الشاشات. وشدد البروفيسور الألماني على أن خوف بعض الآباء من أن منع أبنائهم من الوسائط الرقمية في مقتبل حياتهم قد ينطوي على سلبيات هو خوف غير مبرر.

تأثير على شبكة التواصل في المخ

وقام الباحثون خلال دراستهم في المركز الطبي بمستشفى مدينة سينسيناتي الأمريكية بفحص 47 طفلاً في سن ثلاث إلى خمس سنوات، وقاموا في البداية بفحص الوقت الذي قضاه هؤلاء الأطفال أمام الشاشات، بما في ذلك شاشات الأجهزة المحمولة. ثم أخضع الباحثون هؤلاء الأطفال لاختبارات إدراك، وقاموا بعمل أشعة الرنين المغناطيسي للمخ لدى هؤلاء الأطفال. تبين للباحثين أن ما يعرف بالمادة البيضاء تغيرت لدى الأطفال الذين قضوا وقتاً أطول أمام الشاشات. وتتكون هذه المادة من ألياف عصبية تربط بين مناطق بعينها في المخ وتضبط تبادل الاتصال بينها. ورصد الباحثون أيضاً وجود تأثير على بعض مناطق المخ التي تدعم تطور اللغة. ويرتبط بذلك قدرات خاصة بإدراك الصور والقدرات الإدراكية والتحكم العقلي و تقرير المصير.

"سأتحدث مع طفلي بالإنجليزية حتى يجيدها منذ نعومة أظافره" فكرة يتبعها بعض الآباء والأمهات، لكن الخبراء يحذرون من مخاطرها، فما هي أفضل طريقة لتنمية المهارات اللغوية، لاسيما للأطفال الذين يعيشون في بلاد أجنبية؟ (14.10.2015)

أثبتت دراسات عديدة أن تدريب الطفل على استقبال المشاعر المختلفة والاستجابة لها، يزيد من فرص نجاحه في الحياة العملية والشخصية مستقبلاً. ويمكن تدريب البالغين أيضاً على تنمية هذه المهارة. (05.08.2015)

وأوضح مارتن كورته من جامعة براونشفايغ أن شبكة التواصل في المخ، التي تربط العديد من مناطق اللغة ببعضها البعض، كانت أقل كثافة. ويمكن تبسيط ذلك بالقول إن سرعة تدفق البيانات في مساراتها في المخ انخفضت. وبناءً على ذلك كان أداء الأطفال المعنيين في الاختبارات اللغوية أسوأ من أقرانهم. وبشكل محدد، استخدم هؤلاء الأطفال لغة تعبير أضعف وكانوا أبطأ عند تسمية الأشياء وكانوا أقل تطورا إجمالاً في قدراتهم اللغوية.

وتطرح هذه الدراسة سؤالاً عما إذا كانت بعض جوانب استخدام الوسائط في الطفولة المبكرة تؤدي إلى تحفيز أقل من المستوى الأمثل أثناء المرحلة التأسيسية لتطور المخ، حسبما أوضح جون هوتون، كبير الباحثين الذين أعدوا الدراسة. أما كريستيان مونتاغ من جامعة أولم الألمانية، فقد دعا إلى المزيد من البحث في هذا الجانب، وقال: "حيث أن التكهنات في هذا المجال البحثي الهام لا تزال تكثر بسبب قلة الدراسات في هذا المجال، فمن المهم بمكان إجراء دراسات شبيهة بهذه الدراسة".

في الأول من يونيو/حزيران من كل عام يحل اليوم العالمي للطفل. وتزامناً مع هذا اليوم نشرت منظمة "انقذوا الأطفال" الألمانية تقريرها حول أهم المخاطر التي يتعرض لها مئات الملايين من أطفال العالم.

يعاني الأطفال في كثير من دول العالم ظروفاً صعبة تتنوع بين سوء الرعاية الصحية وسوء التغذية والاقصاء من التعليم والعمالة المبكرة وزواج القاصرات والحمل المبكر والعنف، وهذا ما يحرم الكثيرين منهم الاستمتاع بطفولتهم والعيش بشكل يتلاءم مع سنهم.

يشير التقرير إلى أن أكثر من نصف أطفال العالم - حوالى 1.2 مليار طفل - تهددهم أخطار النزاعات والفقر والتمييز خصوصاً تجاه الاناث. ويؤكد التقرير أن الإناث في سن الطفولة هن الأكثر تضرراً بسبب الحرمان من التعليم والعمالة والزواج والحمل المبكر.

يتسبب سوء التغذية والمرض وعدم كفاية الرعاية الصحية في وفاة الأطفال بأكثر من 20 مرة بقدر ما تفعل الحروب والنزاعات. يعيش أكثر من مليار طفل في بلدان تعاني الفقر ويواجهون خطر الوفاة قبل بلوغهم الخامسة من عمرهم؛ هذا ويعيش 240 مليون منهم في بلدان تعاني من صراعات وحروب واوضاع اقتصادية وسياسية صعبة.

يعيش أكثر من 575 مليون فتاة في بلدان يشكل فيها التمييز الجنسي مشكلة كبرى. هناك ما لا يقل عن 153 مليون طفل يعيشون في 20 دولة تعاني من كل هذه المشاكل مجتمعة منها جنوب السودان والصومال واليمن وأفغانستان.

وفق التقرير، تتصدر سنغافورة وسلوفينيا والنرويج والسويد وفنلندا قائمة أفضل الدول لمعيشة الأطفال، فيما جاء بنهاية القائمة التي شملت 175 دولة، ثماني دول إفريقية واحتلت النيجر المركز الأخير كأسوأ دولة لحياة الأطفال.

وعلى الرغم من قوتها الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية ، فإن الولايات المتحدة جاءت في المركز 36 وروسيا بعدها في المركز 37. ومن بين المشاكل التي يعاني منها الأطفال في الولايات المتحدة العنلف بالسلاح الذي حصد أرواح 7000 طفل هناك منذ عام 2012.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل