المحتوى الرئيسى

اللبنانيون يحيون الذكرى 76 للاستقلال على إيقاع الاحتجاجات

11/22 12:18

يحتفل اللبنانيون الجمعة(22 تشرين الثاني / نوفمبر 2019) بالذكرى السادسة والسبعين لاستقلال الجمهورية، لكن للمناسبة هذه المرة نكهتها الخاصة على وقع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تعم البلاد مطالبة برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. وقالت طالبة جامعية تقف في وسط بيروت "إنها أول مرة يتظاهر فيها اللبنانيون من جميع المناطق من دون دعوة حزب ما، وضد الأحزاب مجتمعة". وتضيف "هذا هو الاستقلال الحقيقي، الاستقلال النابع من الداخل".

ومنذ خمسة أسابيع، يتظاهر مئات آلاف اللبنانيين في الشوارع والساحات ضد الطبقة السياسية، التي يتهمونها بالفساد والعجز في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، في بلد صغير يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

يعتقد خبراء دوليون أن اضطرابات إيران ستساهم بزيادة الضغوط على حلفاء طهران ووكلائها في العراق ولبنان، هذا فيما أيّد خامنئي رفع سعر البنزين منحياً باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب. (17.11.2019)

السبت تواصلت لليوم الـ31 على التوالي التظاهرات في لبنان ضد الطبقة السياسية الحاكمة. احتفالات فلكلورية ورقص وغناء حضرت بقوة في المشهد الاحتجاجي. ولكن ماذا عن الرسم على الجدران (غرافيتي)؟ (16.11.2019)

ونال لبنان في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1943 استقلاله عن الانتداب الفرنسي منذ العام 1920، قبل أن يتم جلاء آخر القوات الفرنسية من البلاد في العام 1946، ليشكل ذلك المحطة الأخيرة التي يجمع اللبنانيون على رواية موحدة لها.

وجراء الانقسامات السياسية الحادة منذ قيام الجمهورية، لا يتفق اللبنانيون على رؤية موحدة للأحداث الكبرى التي طبعت مسار الحياة السياسية على مدى عقود، لا سيما الحرب الأهلية (1975-1990) التي تربع العديد من أمرائها على مقاعد السلطة. ويطالب المتظاهرون اليوم برحيلهم. ويرى وجد عواد (28 عاماً) أن لعيد الاستقلال معنى جديداً اليوم. ويقول لفرانس برس "نريد أن نأخذ استقلالنا من سلطات فاسدة تتحكم بنا منذ سنوات وسنوات".

وبخلاف السائد خلال السنوات الماضية، لم يستضيف وسط بيروت العرض العسكري التقليدي بمناسبة عيد الاستقلال. وتمّت الاستعاضة عنه بعرض آخر مختصر في مقر وزارة الدفاع على مشارف بيروت شارك فيه الرؤساء الثلاثة - رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة المستقيل - إلى جانب وزراء والقادة العسكريون والأمنيون.

وأعلنت المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية أنه "نظراً الى الأوضاع الراهنة في البلاد، لن يقام حفل الاستقبال التقليدي السنوي في القصر الجمهوري في بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال" بعد انتهاء العرض العسكري.

واستفاق المتظاهرون صباحاً على إقدام مجهول على حرق مجسم لقبضة عملاقة وضعت في وسط بيروت بعد انطلاق الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول/أكتوبر. إلا أن ذلك لن يثنيهم على ما يبدو من الاحتفال على طريقتهم، عبر تنظيم "عرض مدني" في وسط بيروت ومسيرات ونشاطات متنوعة في المناطق.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

ويقول وجد "إنه الانتصار الحقيقي" للمتظاهرين الذين ملأوا الساحات والشوارع خلال الأسابيع الماضية، وتمكنوا من منع البرلمان من عقد جلستين تشريعيتين على جدول أعمالهما مشاريع قوانين مثيرة للجدل. وأثمر حراكهم عن فوز محام مستقل بوجه أحزاب السلطة على رأس نقابة محاميي بيروت. وهم يطالبون اليوم بتشكيل حكومة اختصاصيين يمكنها أن تبلور حلولاً للأزمات الاقتصادية والمالية الخانقة.

  ورغم سعي السلطة للالتفاف على مطالب المحتجين، يحتفظ المتظاهرون بأملهم في التغيير، وإن كانت وتيرة التظاهرات تراجعت في الأيام الأخيرة. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للمواطنين كي يضيئوا ما لديهم من أنوار وشموع في ساحة الشهداء في بيروت وعلى شرفات منازلهم، احتفاء بالاستقلال عند السادسة (16,00 ت غ) مساء.

وفي مدينة صيدا جنوباً، ينظم المتظاهرون تحركات عدة تحت شعار "الاستقلال ليس فقط عن الانتداب، الاستقلال أيضاً عن الظلم والسرقة والفساد والفقر". وليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها اللبنانيون بحماسة. ففي العام 2005، شهد وسط بيروت تظاهرات مليونية، تلبية لنداءات سياسية، أعقبت اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، وأدت إلى خروج القوات السورية من لبنان.  

وجذبت احتفالات الاستقلال لبنانيين مغتربين قرروا المجيء إلى بيروت للمشاركة، بعضهم بمبادرة فردية وآخرون ضمن حملة أطلقتها مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

أدخلت المظاهرات ضد النخبة الحاكمة في لبنان البلاد في اضطرابات سياسية تزامنا مع أزمة اقتصادية حادة وأثارها الغضب المتصاعد من "ساسة طائفيين" يهيمنون على الحكومة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. والاضطرابات الحالية التي تمثل إحدى أسوأ فترات القلاقل منذ انتهاء الحرب.

قُتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لمقتل 21 آخرين. وتلى ذلك سلسلة من المظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا. وحصل حزب الله على تمثيل في الحكومة لأول مرة.

في يوليو/ تموز خطف حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل آخرين وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا. وتصاعد التوتر إزاء ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب والتي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.

واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة. وفي مايو بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر.

أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة. وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قياديي حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال رفيق الحريري. (الصورة تعود لعام 2009)

انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سرا في بادئ الأمر لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. ولعب الحزب ولايزال يلعب دورا كبيرا في قمع هذه الانتفاضة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل