المحتوى الرئيسى

الهجرة عوض طلب اللجوء ـ طرق شرعية نحو أوروبا

11/22 09:30

هناك حاجة إلى ممرضين داخل المستشفيات وعمال نظافة في المكاتب أو عمال بناء. المهاجرون الشرعيون بدون مؤهلات عليا بإمكانهم العمل في مختلف المجالات. لكن قلما يحصل هذا في ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى، كما تفيد الدراسة بعنوان "طرق شرعية نحو أوروبا" الصادرة عن مجلس خبراء "الجمعيات الألمانية للاندماج والهجرة". وفي الدراسة تم التحقق من  طرق الهجرة الشرعية نحو ألمانيا واسبانيا وايطاليا وفرنسا والسويد. وفي صلب الدراسة يتم تسليط الضوء على فرص الذين يملكون مؤهلات قليلة أو متوسطة من بلدان افريقية ليس فيها حروب، أي ليس فيها سبب لتقديم طلب لجوء. "سؤالنا كان يدور حول ما إذا توجد بدائل شرعية لهؤلاء الناس للعمل والتعليم والتدريب في أوروبا عوضا عن الهجرة بطريقة غير قانونية؟"، تقول كارولين بوب، المشاركة في إصدار الدراسة. والجواب الوجيز هو أن ذلك متاح فقط في حالات استثنائية.

إحدى هذه الحالات الاستثنائية هي العمل الموسمي. وفي الوقت الذي تشغل فيه ألمانيا مثلا عمال حصاد لاسيما من بلدان الاتحاد الأوروبي، فإن فرنسا واسبانيا وايطاليا تعول بقوة على عمال من بلدان أخرى. ففي السنة الماضية وصل عدد رخص الإقامة الأولى للعمال الموسميين في اسبانيا إلى نحو 14.000 رخصة. وفي ايطاليا يتجاوز العدد رسميا 5500. لكن العدد الحقيقي للعمال الموسميين قد يكون مرتفعا أكثر، لأن ايطاليا تشغل العمال في شكل حصص. وعوض الاستفادة من هذا النظام المعقد، فإن أرباب العمل يوظفون في الغالب مهاجرين غير شرعيين موجودين في البلاد حتى ولو كانوا لا يتوفرون على رخص إقامة. وبهذا تضيع إحدى الخيارات القليلة للهجرة القانونية.

المشرع يجب أن يحدد الدوافع التي تجعله يدعم الهجرة القانونية

وبعيدا عن العمل الموسمي لا يوجد في البلدان الأوروبية إلا القليل من الإمكانيات للهجرة القانونية. والدراسة الصادرة تقدم تعليلا لذلك: "هناك أسباب مختلفة توضح لماذا الهجرة القانونية نافعة. ويبقى في الغالب غير واضح أي سبب يمكن اتباعه"، تقول بوب.

وعوض ذلك وجب الإعلان بشكل شفاف عن الأسباب وربطها مع بعضها البعض، لأنه كيفما كانت الأسباب وراء قيام دولة بالسماح بهجرة قانونية، فإن مسار الإجراءات المتخذة يتغير. وإذا كان السبب تغطية الحاجة في سوق العمل، فوجب تدوين تقارير تحليلية حول تلك الحاجة وإدراج أساليب أسرع. لكن إذا كان الهدف هو مكافحة الهجرة غير القانونية، فيجب أولا التحقق ممن هو موجود في البلاد واتخاذ إجراءات مواتية للبلد الأصلي، لأن هذه الأسباب لا يمكن فصلها عن بعضها البعض بشكل واضح.

وفي هذا الإطار يتم النظر باستمرار إلى الهجرة القانونية كوسيلة ناجعة ضد موجات المهاجرين غير المنتظمة. وعلى هذا النحو أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية المنتخبة، أورزولا فون دير لاين إصلاح نظام اللجوء الأوروبي وإيجاد إمكانيات قانونية أكثر للهجرة. ومنذ 2016 يتمسك الاتحاد الأوروبي في إطار شراكات الهجرة بسياسية "التخفيف من موجات الهجرة غير المنتظمة وفي آن واحد فتح طرق الهجرة القانونية" كواحدة من بين أربعة إجراءات أولية لا يمكن التخلي عنها.

يعتقد وزير الداخلية الألماني زيهوفر أن اتفاقية "فضاء دبلن" قد فشلت لذلك بات ضرورياً أن يقوم الاتحاد الأوروبي بإصلاح نظام الهجرة واللجوء بما في ذلك تأسيس وكالة أوروبية خاصة معنية بالتعامل مع طلبات اللجوء في كل أوروبا. (17.11.2019)

جزيرة لامبيدوزا الإيطالية تشكل محطة عبور للمهاجرين القادمين من تونس وليبيا. مهاجر نيوز زار الجزيرة والتقى بمهاجرين قادمين من تونس وعمدة الجزيرة، لمعرفة أوضاع المهاجرين وسير العمليات الإدارية لهم قبيل نقلهم إلى صقلية. (03.11.2019)

عدد كبير من الرياضيين المحترفين المغاربة يفضلون "الحرقة" والمغامرة بحياتهم للوصول إلى الفردوس الأوروبي على البقاء في بلادهم بسبب "شعورهم بالإحباط" من الأوضاع العامة في بلادهم، وفقا لتعبيرهم. (10.11.2019)

ويصعب حسب الدراسة المعتمدة معرفة ما إذا كانت الهجرة القانونية تساعد فعلا في مكافحة الهجرة غير القانونية. لكن هناك على كل حال ارتباط بين الحالتين. وهذا ما يكشفه أيضا مثال التدبير الخاص بغرب البلقان في ألمانيا. وبعدما قدم في 2014 و 2015 في خضم موجة اللجوء الكثير من الناس من دول البلقان الستة بدون فرصة للحصول على اللجوء إلى ألمانيا، اتخذت الحكومة الألمانية سلسلة من الإجراءات. ومن بين تلك الإجراءات إلى جانب تصنيف تلك الدول كبلدان آمنة وجود الأفق في الهجرة القانونية بموطن عمل. وتفيد تحليلات أولية بأن الإجراءات جاءت بمفعولها وأن التحول بالفعل من الهجرة غير القانونية إلى هجرة قانونية قد يكون تحقق.

وفيما يخص التدبير الخاص بغرب البلقان تهتدي ألمانيا بتجربة السويد. وبخلاف البلدان التي تم فيها التحقيق، تتبع السويد على صعيد الهجرة القانونية أسلوبا يرتبط بحاجات سوق العمل. وكل شخص يحق له الهجرة إلى السويد ما دامت الحاجة موجودة إلى ذلك. والشرط هو التوفر على عقد عمل. ومن تكون هناك حاجة إليه يحدده أرباب العمل. أما ألمانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا فتستخدم أسلوبا توجيهيا. الحصص والتحقق من قوة سوق العمل والاتفاقيات الثنائية تحسم الحاجة إلى الهجرة القانونية. وفي جميع الحالات تتوصل الدراسة إلى نفس النتيجة:" في غالبية البلدان يتم تفضيل قوى العمل المؤهلة على تلك الضعيفة أو المتوسطة". والأشخاص ذوي التكوين الضعيف بالتحديد هم من يبحثون عن خلاصهم في الهجرة غير القانونية.

في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.

أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.

تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.

في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.

بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.

لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.

الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل